أحمد عزت مدنى فدائى شارك في حرب 1967 إلى جانب أنه كاتب وناقد أدبى. ولد بميدان مولد النبي ببنى سويف بعام 1943، وتلقى تعليمه الابتدائى بمدينة بنها وتعليمه الإعدادى بالقاهرة والثانوى بحلوان، وحصل على شهادته الجامعية فى إدارة الأعمال، وتلقى تدريبات عسكرية فى الصاعقة والمظلات، ثم توجه إلى لندن؛ للحصول على دبلوم مدرسة لندن للصحافة، ثم رشح لبعثة علمية؛ للحصول على دبلوم الإدارة الاقتصادية من جامعة موسكو. وقال عنه الكاتب الروائى فوزى وهبة إنه من الجيل الذى يجسد القيم والانتماء الوطنى، وقال عنه الدكتور أحمد الشيمى رئيس قسم الأدب الإنجليزى بجامعة بنى سويف إنه يكتب القصة القصيرة بإحساس عالٍ، يعبر عن هموم المواطن المصرى. أحمد عزت تم تدريبه فى الحرس الوطنى، وشارك فى أعمال فدائية من خلال منظمة تحرير سيناء العربية، وكان أحد نشطاء العمليات السرية ضد حلف "بغداد وإسرائيل" تحت إشراف كمال رفعت منسق عام المقاومة فى الوطن العربى. "البديل " أجرى حوارًا مع المناضل ؛ لكشف الكثير عن تلك الفترة العصيبة من تاريخ مصر. فى فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات شاركت فى العمل السياسى، وحملت السلاح من خلال منظمة تحرير سيناء.. حدثنا عن هذه التجربة فى الخمسينيات تدربت على حمل السلاح كمتطوع بالحرس الوطنى، وفى المرحلة الثانوية قامت القوات المسلحة بتدريبنا على أعمال الصاعقة والمظلات، كما شاركت فى أعمال المقاومة السرية فى بورسعيد ضد القوات البريطانية والفرنسية؛ لمقاومة العدوان الثلاثى بقيادة محمد عبد الفتاح أبو الفضل نائب رئيس المخابرات العامة، وشاركت فى العمليات السرية ضد "حلف بغداد وإسرائيل" بإشراف كمال رفعت منسق عام المقاومة فى الوطن العربى، حيث كانت مصر الثورة تقود حركات التحررالوطنى فى المنطقة. وأذكر حينها قيام جمال عبد الناصر برفض شروط صندوق النقد الدولى بإلغاء الدعم، وخفض حجم الجيش والجنيه، وإلغاء التأميم، والصلح مع إسرائيل، ودعوة الاستثمار الأمريكى إلى المنطقة. ونشطت المخابرات الأمريكية فى عمليات لحصار الجيش المصرى فى اليمن، وفى الداخل نشطت مراكز القوى بأجهزة الدولة لإسقاط عبد الناصر، وكانت مراكز القوى تحتمى بالمشير عامر، وكان لا بد من قيام التنظيم الطليعى "طليعة الاشتراكيين" بتحركات لتأمين المشروع الثوري القومي الذى تقوده مصر فى المنطقة. وكانت مهمتى فى الكويت القيام بالتنسيق مع عناصر قومية أذكر منها "الدكتور أحمد الخطيب، وعبد الباقى النويرى، والمذيعة أنيسة جعفر"، وتم تجنيد العمانى سعيد عامر، ونجحنا فى تفجير ثورة "ظفار"؛ لتأمين قوات الجيش فى اليمن، ولوحظت تحركات جماعة الإخوان وقيام موظفة بالسفارة الأمريكية فى الكويت بإيداع مبالغ ببنك الكويت الوطنى باسم محمد حافظ جودت بشركة مصر للتجارة الخارجية، وبالتنسيق مع كمال صميدة وكمال عزمى وفاروق شلبى وصفوت بركة سكرتير أول السفارة المصرية فى الكويت، كشفت المخابرات عن خلية التجسس فى مصر وتحريك للعناصر المضادة. وبالنسبة لحرب 67 قرر جمال عبد الناصر تأسيس منظمة "سيناء العربية"، ونشطنا كفدائيين ضد القوات الإسرائيلية داخل سيناء، وهى العمليات التى مهدت لنصر أكتوبر 1973. حدثنا عن موقفك تجاه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك. ما لا يعرفه أحد أن مبارك منع عرض فيلم "حائط البطولات"؛ حتى لا يتناول أحد أهم الحقائق الخاصة بحوالى 700 عملية فدائية وصفت إسرائيل أبطالها حينها بالأشباح، وحتى يظل مبارك وحده هو البطل. هل صحيح أن سبق اعتقالك سياسيًّا عام 1968؟ نعم، فى عام 1968 تواجدت بمنزل المرحوم كمال رفعت بشارع محمود العيسوى بمصر الجديدة، وكنا نقترح أن يكون هناك حزب اشتراكى بقيادة عبد الناصر، وآخر ديمقراطى بقيادة عامر؛ لحماية البلد من الفوضى، ولكن الجماهير والشباب رفضوا أن يكون عامر مظلة لحماية مراكز القوى، ومن هنا انطلقنا لنقود مظاهرات فبراير لإسقاط مراكز القوى، وفؤجئنا بقيام أمن الدولة باعتقالنا. نريد أن نتعرف على الفدائي المبدع.. مؤلفاتك في الأدب الفكر والثقافة البدايات كانت مؤلفات مسرحية، مثل "زمن البيع – علامات الساعة – اصحى يا بلد". وتم تكريمى بالمجلس الأعلى للشباب، وبلورت أهداف المعرفة والعقل الإنسانى فى كتاب نقد ثقافى عنوانه "التقابل والتعارض". وإحساسى العميق بأزمة الوطن جعلنى أبلور مشروعى فى ثقافة المقاومة والسيرة المصرية وعقيدة التحرير. وماذا عن مسيرتك فى التنوير؟ كنت أحد مؤسسي الجامعة العمالية، وعملت محاضرًا بها وبالمراكز الثقافية ومراكز الشباب، وعملت محررًا سياسيًّا لجريدة أخبار الكويت وكاتب رأى فى صحف الجمهورية وصوت الأمة، حتى قمت بإصدار صحيفة محلية بعنوان "أنباء بنى سويف". كيف ترى الشباب ممن عملوا معك فى "أنباء بنى سويف"؟ رغم أن بعضهم أصابنى معنويًّا بعد أن أصبحوا بقايا معلومات الإنترنت، غير أنهم أداروا معى معركة ضد فساد مبارك وحزبه. وقتها كانت لهم رسالة مهمة وأصيلة وإحساس بالمسؤلية. منهم على سبيل المثال "محمد الحسيني – أحمد المالكى – عبير العدوى – خالد الصاوى – محمد عثمان – أحمد عاطف – أحمد تمام – مصطفى أحمد عبد العظيم – طارق أبو المكارم". رصيدهم فى إيقاظ الإحساس الخامل قبل الثورة يجعلنى لا أتملق مشاعرى الحانية تجاهم، وإن كانت الأجندات الخاصة تجعل بعضهم فى ازدواجية ثقافة لم تعد داخل الوطن. هل تعتقد أن الأحداث الجارية فى المنطقة لها تأثير على الأمن العالمى؟ نستطيع فهم التفاصيل فى اتجاهات فرنسا فى زيادة الانفاق العسكرى بعد عملية ( تشارلى ابدو ) وتخصيص استثمارات لبناء الجيش الالمانى وزيادة الانفاق فى مناورات الناتو … وفى المقابل الدور الامريكى والسياسة الطائفية فى العراق وعلاقات ايران وتركيا بفصائل الارهاب وتشويه الاسلام بالصناعت الارهابية . ما الذى يعيق تقدم العرب والمسلمين ؟ اغتيال ( الاجتهاد ) ادى الى غياب العقل بتأويلات السلطة الكهنوتية وتارة اخرى تسيس نصوص الدين لصالح الحكام وهذه ما فعله خلفاء بني امية وكانت خلافتهم مليئة بالصراع تحت اسم الدين … الكاتب " احمد عزت مدنى " الذى خاض معركة نضالية ضد مفاهيم عنصرية فى النقابات المغلقة واستطاع ان يحصل على اعتراف " الاحوال المدنية " بوزارة الداخلية لاثبات مهنة ( الكاتب والناقد ) لأعضاء نقابة اتحاد الكتاب وأن تكتفى نقابة الصحفيين بمهنتها ( المحرر والمراسل )… ما هى روؤيتك فى ذلك ؟ الوظيفة الاعلامية والصحفية افتقدت مضمونها الثقافى رغم الصواب فى وحدة مؤسسات الرأى ( الكاتب والمحرر الصحفى والاعلامى ) غير أن السيطرة على مهنة الكتابة وباسم نقابيى الصحافة ادى الى انتشار ظاهرة الاحساس الخامل بالانتماء بقضايا المجتمع كما ان المواثيق الدولية تنص على أن الحرية النقابية فى الانضمام والانسحاب ايضا فأن العمل حق انسانى والابداع الحقيقى فى التكامل الاعلامى والثقافى ( مقروء ومرئى ومسموع ) هل تعتقد أن هناك ازمة فى الصحافة بسبب الاحداث الجارية التى يشهدها العالم ؟ هناك مشكلات تهدد الصحافة فى العالم من بينها مؤسسات اعلامية مدعومة من منظمات دولية وصحف وررقية لديك تحولت الى مماراسات " بيزنس " وقنوات فضائية مهددة بالتوقف نت الافلاس بينما غابت الحدود الفاصلة بين دور الصحفي والمدون وصحافة المواطن وذلك لخلق حالة من الاحتقان بالبلاد وذلك بالاشاعات وهو ما يساعد شبكة الانترنت على تحريك عمليات ( العنف والفوضى ) ومدعين الوطنية وأصحاب المصالح يستخدمونهم تحت مسميات صحفية واعلامية وصحف ورقية محلية للاعلانات لحساب اصحاب المصالح الخاصة وهناك عدة صحف كبرى بدأت تستعد للتصفية والتحول الى مواقع الكترونية ترى هل ستكون لها قوة الانتماء الوطنى فى التصدى لما يحدث فى سيناء بسبب الوعد الامريكى باقامة ارض بديلة للفلسطينين مقابل مستوطنىة اقامتها اسرائيل على ارض فلسطين …