يدخل حزب الوفد مرحلة متطورة من الصراع الذى يشهده جنبات الحزب العريق، بعد مقترح تقدم به الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب بعودة 7 من المفصولين، لكنه قوبل بالرفض من تيار الإصلاح الوفدى. يتضمن مقترح "البدوى" أولا: تعيين السبعة أعضاء الصادر بحقهم قرار فصل مطلع الشهر الحالى، ولم يتمكنوا من الترشح لانتخابات الهيئة العليا التي أجريت يوم الجمعة 15/5/2015. ثانياً: يقبل الحزب اللجوء إلى القضاء؛ ردا على اتهامات مجموعة السبعة بأن هناك خللاً في الهيئة الوفدية، خاصة أن المستشار بهاء أبو شقة، سكرتير عام الوفد، نفى أكثر من مرة وجود مخالفات للائحة والنظام الداخلي للحزب في تشكيل الهيئة الوفدية. ثالثاً: تكليف لجنة التنظيم المركزية لبحث عودة من أصدر قرار فصل له من مؤسسات الحزب، بناء على طلب يقدم من العضو المفصول، وفيما يتعلق بشخص رئيس الحزب، فإنه يتسامح ويرحب بعودة أي عضو تم فصله بسبب الإساءة له دون أي طلبات تقدم من العضو. رابعاً: نرحب في كل وقت بتعديل وتطوير اللوائح لتواكب التطور السياسي الذي تشهده البلاد، خاصة أنه في عهد رئيس الوفد الحالي أدخل على اللائحة أكثر من تعديل كان أولها في فترة الرئاسة الأولى عام 2010 والتعديلات الأخرى في فترة الرئاسة الثانية عام 2015، وجميعها عرضت على الهيئة الوفدية وتم الموافقة عليها في تصويت سري. وتم تكليف المستشار بهاء أبو شقة بإبلاغ مجموعة السبعة الذين صدر قرار من الهيئة العليا بإيقافهم، بقبول التعيين في الهيئة العليا خلال 48 ساعة، كبداية جديدة وإلزام للجميع بالعمل صف واحد من أجل التصدي للقضايا الوطنية والمخاطر التي تتعرض لها البلاد ومن أجل رفعة شأن الوفد. على الجانب الآخر، رفض تيار الإصلاح المبادرة، معلنا عن بعض المطلب، أولا: عودة كل من تم إقصاؤه من الحزب فوراً، ودون شروط مسبقة أو عرض على لجان أو غيرها. ثانياً: تحديد جدول زمنى وآليات واضحة لعمل اللجنة المشتركة برئاسة سكرتير عام الحزب للاتفاق على المبادئ الأساسية فى اللائحة الجديدة للحزب، وأهمها أن تكون مؤسسات الحزب، من مكاتب اللجان الإقليمية إلى الهيئة العليا، مروراً بالهيئة الوفدية، مشكلة من أعضاء منتخبين، وأن تنص اللائحة الجديدة على فترة انتقالية يتم بعدها إعادة انتخاب رئيس الحزب والهيئة العليا. ثالثاً: فيما يتعلق بالهيئة الوفدية "الجمعية العمومية"، فإن تيار الإصلاح يؤكد على ضرورة مراجعة تشكيلها بواسطة اللجنة المشتركة بين التيار وسكرتير عام الحزب، لإعادة من استبعد منها وحذف من أضيف إليها دون حق. رابعاً: بعد مبادرة "البدوى"، يقبل تيار الإصلاح ضم أعضاء منه إلى الهيئة العليا للحزب، يختارهم التيار نفسه، وذلك بعد الاتفاق على البنود المذكورة عالية. كما أكد تيار الإصلاح أيضاً أنه مستمر فى التواصل مع الوفديين فى جميع المحافظات، حتى يتمكن من رأب صدرع البيت الوفدى، وتجميع كلمة أعضاء الحزب على ثوابته ومبادئه الوطنية والديمقراطية، تحقيقاً للإصلاح المنشود. من جانبه، قال الدكتور أحمد عز العرب، القيادي بحزب الوفد، إن يفعله الأعضاء أصحاب الأزمة، يؤكد عدم وجود نية لديهم لحل الأزمة بشكل ودي، برغم تحقيق عدد كبير من مطالبهم، لكنهم رفضوا كل محاولات الصلح والعودة إلي الحزب. وأضاف "عز العرب": «بعض المفصولين قيادات وفدية كبيرة، لكن بعد رفض مبادرة رئيس الحزب أقول لهم "اخبطوا راسكم في الحيط"، بعدما رفضوا الاستماع لصوت العقل وإعلاء المصلحة العليا للحزب». من ناحية أخرى، أوضح مصطفي رسلان، أحد أعضاء تيار الإصلاح، أن الحزب اختزل الأزمة في تعيين أشخاص فقط، لكن هناك مشاكل مالية وسياسية، لافتا إلى رفض تيار الإصلاح قرر التعيين، وأنه مستمر في خوض الجولات بالمحافظات، لتجميع استمارات سحب الثقة من رئيس الحزب.