كانت " الإسماعيلية " قد أعلنت الكفاح المسلح ضد القوات الإنجليزية المتواجدة في إقليم قناة السويس بناء على إلغاء معاهدة 1936 في 8 أكتوبر من العام 1951 ،وتضمنت المعاهدة المذكورة 12 بند، ووقعت بعد وفاة الملك فؤاد وارتقاء ابنه الملك فاروق للعرش، بينما شكل حزب الوفد الفائز بانتخابات البرلمان المصري الحكومة فمنحت المعاهدة بريطانيا حق الوصاية شبه المطلقة على مصر . 16 أكتوبر 1951 كان بداية ما سمى فيما بعد " بحرب ال 100 يوم "، حيث في هذا اليوم التحم الطلاب من مدرسة السادات بالإسماعيلية مع الفدائيين الذين احرقوا المجمع الاستهلاكي البريطاني المعروف باسم " Navy " الواقع أسفل ميدان عرابي بالإسماعيلية، منذ ذلك التاريخ بدأت عمليات اختطاف الجنود الانجليز في كل شبر من أرض تلك المحافظة ومنع الإمدادات عن القوات الإنجليزية وسرقة السلاح والذخيرة . يقول قائد المقاومة الشعبية بمدن القنال " شزام ".. بدأت المقاومة الشعبية بالإسماعيلية في التصعيد وفكرت في توجيه ضربة قوية للاحتلال البريطاني بالمنطقة سجلت باسم " تفجير كوبري سالا أو تفجير عربة البرتقال "، وأي مكان أفضل من أماكن التمركز بالمدينة . كانت القوات البريطانية بعد التصعيد قد نشرت الكمائن والارتكازات على طول شارع محمد علي من الجهة الأخرى لترعة الإسماعيلي الواقع بشارع محمد علي، فيما كان كوبري سالا الرابط الأهم بين ضفتي الشارع والذي تتوسطه الترعة . يرجع إطلاق هذا الاسم عليها لأنه في نهاية الشارع كان يوجد كنيسة القديس "سان فانسان دي سال" ومنطقة النافي " المجمع الاستهلاكي البريطاني " والمعروفة الآن بمنطقه ميدان عرابي وشارع عرابي . تمت العملية الفدائية ضد " إمبراطورية بريطانيا العظمى " والملقبة بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، سلسلة أحداث انتهت بمعركة الشرطة المصرية ضد القوات الإنجليزية في 25 يناير من العام 1952، تم تخطيط العملية ارتكازاً على عمليات قطع الإمداد والتموين من "الانجليز"، حيث خطفت أي سيارة تحمل بضائع وتم تحويل خط سيرها إلى المستشفى الأميري فحرم " الانجليز " من أي بضائع خاصة الترفيهية من الفاكهة . نفذ العملية فدائيان هما " عبد المنعم عبد ربه " و " سامبوا أو بلاك تايجر "، وتم صنع لغم بإفراغ " قالبين "TNT" وطلقات بندقية "lee-Enfield"، وكذلك طلقات رشاش " Vickers " وأصابع " Gelignite " في أسطوانة " بوتاجاز " فارغة، واستخدم أحد العدادات كمؤقت لها وعمل على تصنيع القنبلة هائلة الحجم وتركيبها في عربة البرتقال المهندس " بخيت " العامل ب " بابور النور "، فيما تم تجميعها بورشة " عباس " بمنطقة السبع بنات . قضت الخطة بأن يقوم الفدائيان بسحب العربة قبل انفجارها بساعة إلى منطقة "مدرسة العطار" ثم إلى كوبري سالا المتواجد بشارع محمد علي قبل انفجارها ب 10 دقائق فقط، على أن يتم اجتذاب المجندين الانجليز ويفتعل " شزام " مشكلة بهدف إبعاد الفدائيان عن المكان . دار الحوار باللغة الإنجليزية كي لا يشك " الأعداء " بحجة غلاء ثمن الفاكهة وطلب الدفع بعد يومين، ما أن ابتعدوا إلى مسافة آمنة تهافت الجنود لسرقة البرتقال وتقاذفوه إلى الحديقة المطلة على المكان حتى انفجر اللغم، يذكر " شزام " أن الانفجار تسبب في ارتفاع الكوبري ذي الوزن الهائل أمتار في الهواء وسقط وأصيب مئات الجنود الانجليز وسقطوا في " الترعة "، فيما استطاعت سيارة " لاند روفر " من الهرب واستدعاء النجدة . أغلق شارع محمد علي ونصبت الكمائن بطول الطريق وجن جنون القوات، وبدأت بإطلاق النار على أي شيء يتحرك حتى الشوارع الجانبية فتم قتل الكثير من المصريين . اضطرت المقاومة للاشتباك على مدى يومين مع القوات الإنجليزية، فيما حاولت "بلوكات" النظام إنهاء المشكلة لتفاجئ بإطلاق النار عليها فانضمت للاشتباك ضد القوات البريطانية . صدر الأمر بالسيطرة على المدينة لتلقين المصريين درسًا، وتم محاصرة مبنى قسم أول " البستان " بشارع محمد علي صباح الجمعة الموافق 25 يناير 1952، وطلب إلى "بلوكات" النظام الاستسلام إلا أن القائد " يوزباشي مصطفى رفعت " قال "لن نسلم إلا جثث هامدة" .