ستظل محافظات القناة مليئة بقصص الكفاح الوطني والفدائية التي سطرتها دماء ابنائها المخلصين لمواجهة قوات العدوان الغاشم بدء بمقاومة اﻻحتلال البريطاني وحتي اﻻحتلال الصهيوني لشبه جزيرة سيناء مرورا بحرب اﻻستنزاف. وما يزيد من روعة تلك القصص تلاحم جميع فئات مواطني اﻻقليم مع قواته المسلحة والشرطة في مواجهة قوات اﻻحتلال حيث انتشرت في ذلك الوقت قوات الحماية الشعبية التي قادها أفراد مدنيون تم اطلاق عليهم لقب الفدائيين الذين قدموا حياتهم وارواحهم فداء للوطن. ومن بين هؤﻻء الفدائي محمد محمد محمود خليفة والملقب ب ∩شزام ∩ قائد مجموعات المقاومة الشعبية بمدن القناة والذي يعد آخر قدامي الفدائيين الباقين علي قيد الحياة . شزام شارك تقريبا في كل المعارك الحربية التي شهدتها مصر ابتداء من حرب 1948 وانتهاء بحرب أكتوبر 1973⊇ ولد في4 يناير 1928⊇. وبدأ تاريخه مع المقاومة الشعبية في سن صغيرة (31 عاما)، كان حينها يتجول بأحد شوارع الإسماعيلية بحي الافرنج عندما لاحظ اثنين من جنود الاحتلال الانجليزي يعتديان علي رجل وزوجته هنا تدخل شزام وقتل الجنديين ونجح في تهريب الرجل وزوجته لينضم بعد ذلك لكتائب التحرير والمقاومة الشعبية. وشزام كلمة انجليزية تعني ∩ الطائر الجارح ∩⊇ وهو لقب حصل عليه حينما قام بنصب أحد الاكمنة لعربات القوات الانجليزية مستخدما الأغنام كوسيلة اعاقة، وعند توقفها قفز من علي إحدي الأشجار لينقض علي العربة ويقتل ما بها من جنود، وعندما رأي ضابط انجليزي هذا الموقف ناداه بشزام، وخلال العدوان الإسرائيلي علي سيناء انضم شزام لقوات الصاعقة وشارك في أسر 7 من الجنود الاسرائيليين وتم احضارهم للضفة الغربية من القناة. ومن العمليات الفدائية التي يتذكرها شزام عملية نسف كوبري ساﻻ او كما يحلو له تسميتها ∩عملية عربة البرتقال∪ حيث قام هو ومجموعة من الفدائيين بتلغيم عربة محملة بالبرتقال⊇ وعند اقتراب بعض من قوات اﻻحتلال البريطاني تم تفجير العربة وقتل كل الجنود اﻻنجليز المتواجدين بمحيطها. وفي 1973 يقول شزام: مساء 6 أكتوبر كانت هناك بعض القوات المصرية لا تتمكن من عبور قناة السويس نظرا للقصف الشديد للمدفعية الإسرائيلية، الذي تركز عند نقطتي الفردان والقنطرة شرق وكنت وقتها الفدائي الوحيد الذي عبر القناة مع القوات المصرية، وكنت أقف مترجلا مع قوات المشاة في مواجهة نيران العدو، ووقتها أمر قائد إحدي فرق المشاة بعض القوات الخاصة بالتسلل عبر مياه القناة حاملين عبوات البنزين لإشعال موقع المدفعية الإسرائيلية. وفي الظلام كنت أزحف علي التبة المرتفعة دون أن يشعر الجنود الإسرائيليون وتمكنت من الوصول إلي فتحات التهوية وأفرغت بها عبوات البنزين وما هي إلا دقائق حتي كانت قاذفات اللهب تعبر القناة ليشتعل الموقع الحصين الذي استولينا عليه فيما بعد وأقمنا به دشمة حصينة. حصل شزام علي أكثر من65 شهادة تقدير من كبار رجال الدولة وأحبها إلي قلبه وسام صقر قريش الذي حصل عليه عام1993 لدوره في معركة الشرطة ضد الإنجليز عام 1951