في الوقت الذي تستعد فيه نيجيريا لانتقال ديمقراطي للسلطة الرئاسية في 29 مايو الجاري، تسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية كعادتها للتحرك بسرعة لتعزيز العلاقات من خلال التواصل مع الحكومة الجديدة للرئيس النيجيري المنتخب محمد بخاري. ثمة من يرى أن الانتخابات النيجيرية كانت ناجحة على الصعيد الداخلي والخارجي، فهي تعتبر انتصار سياسي للشعب النيجري، فضلًا عن أنها تعطي بذور أمل نحو مستقبل ديمقراطي في جميع أنحاء القارة. وعلى الرغم من أن نيجيريا تواجه عددا من المشاكل الصعبة، إلا أنها تعتبر إلى حد بعيد أهم دولة في أفريقيا وقوة اقتصادية وتجارية رائدة، حيث يبلغ حجم إنتاجها للنفط أكثر من 2.2 مليون برميل يوميا ، وتعد أكبر منتج للنفط والغاز في إفريقيا وسادس أكبر مصدر للنفط في العالم. تدهورت العلاقات بين أبوجا وواشنطن على مدى العامين الماضيين، فيما يخص القضايا الأمنية والخلافات حول التعامل مع بوكو حرام، حيث شعر المسؤولون النيجيريون بالضيق الشديد عندما رفضت واشنطن بيع طائرات هليكوبتر أمريكية الصنع من إسرائيل إلى الجيش النيجيري، الشئ الآخر الذي أغضب النيجيريين هو عدم تزويد واشنطن لها بالمعلومات الاستخباراتية التي قد توثر بالإيجاب في مواجهة بوكو حرام، فضلًا عن عدم التزويد بالمعدات وتدريب الجيش، بالإضافة إلى قرار أوباما بعدم زيارة نيجيريا خلال جولته الإفريقية يوليو 2013 الماضي. أما على الجانب الأمريكي، شعر المسؤولون في وزارتي الخارجية والدفاع بالغضب من الرئيس السابق "جودلاك جوناثان" لعدم رغبته في تعيين القادة العسكريين الأكفاء، للتعامل مع تزايد مستويات الفساد في الجيش واعتماد الأمن بشكل أكثر فاعلية وشمولية واستراتيجية لتنشيط الاقتصاد ليكون هناك دولة قوية تستطيع أن تواجه بوكو حرام. وكان مسؤولون أمريكيون يشعرون بالقلق إزاء تزايد مستويات الفساد في جميع قطاعات الحكومة، وخاصة في قطاع النفط، فضلا عن فشل الحكومة في المضي قدما مع القانون الجديد الذي تسعى إليه شركات الطاقة الأمريكية للمساعدة على انطلاقة الاستثمار الدولي الجديد في قطاع الطاقة بنيجيريا. أشار الرئيس المنتخب "محمد بخاري" بالفعل إلى أنه يريد إقامة علاقة أفضل بين أبوجا وواشنطن، خاصة بالمجال الأمني، وفي مقال افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز يوم 14 أبريل الماضي، قال "بخاري": "إن إدارتي ترحب باستئناف اتفاقية التدريب العسكري مع الولاياتالمتحدة، التي توقفت خلال حكم (جوناثان)، فالآن هو الوقت المناسب للولايات المتحدة إلى التحرك. وهنا 10 إجراءات يجب على الولاياتالمتحدة أن تتخذها لتوطيد العلاقات مع نيجيريا من جديد أولها ينبغي على الرئيس أوباما أن يتوقف في نيجيريا عندما يزور شرق أفريقيا يوليو القادم. كذلك يجب على الرئيس أوباما إرسال وفد رفيع المستوى لحضور مراسم تنصيب الرئيس بخاري في أبوجا 29 مايو الجاري، كما ينبغي على الرئيس أوباما أن يدعو الرئيس بخاري رسميا للقيام بزيارة رسمية قريبا للولايات المتحدة. أيضا يجب على واشنطن إعادة تنشيط ورفع الحوار الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدةونيجيريا التي وضعتها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، هذا بالإضافة إلى تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين نيجيرياوالولاياتالمتحدة. ويجب على الإدارة الأمريكية إعادة تأسيس ورفع العلاقات العسكرية مع أبوجا، وهذا يتطلب بعض الدبلوماسية الحساسة مع البيت الأبيض أن يرسل الرئيس أو نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية على إثبات وجود التزام قوي من قبل الولاياتالمتحدة للحصول على هذا الحق المهم في العلاقة، كما يجب علىى وزارة الخارجية إعادة النظر في إنشاء قنصلية عامة بشمال نيجيريا. يجب على الولاياتالمتحدة أن تساعد نيجيريا للوصول إلى السلطة بخطى موثوقة وغير مكلفة ومتاحة بسهولة، حيث إن نقص الطاقة هو العائق الأكبر أمام تنامي الاقتصاد النيجيري، كذلك يجب أن تشجع الإدارة الأمريكية أوباما على القيام بزيارة مبكرة إلى نيجيريا، وأخيرا ينبغي أن تنظر الإدارة أيضا في إعادة تشكيل مؤسسة تحدي الألفية لدعم حكومات الولايات بأفريقيا.