«الوازع الديني».. كلمة السر ومفتاح حسم أية مشكلة تواجه رجال الحكومة، والتاريخ يؤكد مدى صلابة علاقة زواج الدين بالسلطة، منذ القرن الخامس عشر، وممارسات الكنيسة اللاتينية، وتحديدًا رابطة الكوميونيَن، فى طلب الغفران لمن يلتزم بشراء صكوك الغفران له ولمن يهتم لأمره من الأقارب والأصدقاء، ما جعل الكنيسة الآمر الناهي فى مسألة الجنة والنار، ورغم مرور 6 قرون، لايزال رجال الدين فى مصر يسيرون على نفس الخطى، ليتحولوا من دعاة للدين إلى أبواق تردد ما تتلوه الحكومة عليهم..رصدت "البديل" العديد من المواقف التى توثق علاقة زواج الدين بالسلطة فى مصر خصوصًا والشرق الأوسط عمومًا. يوسف القرضاوي هجر يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مصر منذ سنوات طويلة، وأقام في دولة قطر متخذًا منها مقراً لدعوته، من خلال قناة الجزيرة الفضائية. ومنع "القرضاوي" من دخول مصر منذ عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وقد عُرِف عنه تأييده الشديد لجماعة الإخوان المسلمين، ولحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، واعتبر عزله انقلاباً على الشرعية الدستورية، واعتبر من قاموا بذلك "خوارج العصر" وأفتى بإهدار دمهم وقتلهم. على جمعة شغل الشيخ على جمعة منصب مفتي مصر، وكان من أبرز الوجوه الدينية التي اتّكأ عليها نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وذلك حتى بداية أحداث ثورة يناير 2011. وحينما قامت ثورة 25 يناير، دافع "جمعة" بكل ما أوتى من قوة عن المخلوع، وحرم الخروج للتظاهر ضد النظام وقتها، ووصف الثوار بالذين يوقظون الفتنة، قائلًا: إن الخروج على الحاكم حرام، وأن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. أما بعد الثورة، فقد خرج بتصريحات نقيضة تماماً لما أفتى به مسبقاً، فقال إن التظاهرات السلمية مباحةٌ لأنها تعدّ أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر، وليست سبباً للفتنة. وفي ظل ثورة 30 يونيو، أيّد "جمعة" عزل مرسى ووصفه ب"الحاكم المحجور فاقد الشرعية"، ودعا إلى "تطهير" البلاد من مؤيديه ووصفهم بالأوباش، والخوارج والخونة، كما دعي إلى قتلهم، قائلا "طوبى لمن قتلهم وقتلوه" خالد الجندي خالد الجندى، داعية إسلامي مصري، حصل علي ليسانس أصول الدين والدعوة من جامعة الأزهر، وعمل عقب تخرجه كإمام وخطيب في مساجد القاهرة التابعة لوزارة الأوقاف، إلي أن صدر قرار وزاري باختياره عضواً في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. بدأ "الجندي" رحلته مع الإعلام الديني كمعد ومقدم برامج دينية من خلال شاشات وقنوات الفضائيات، التي قدم بها العديد من البرامج الدينية، والتي قال في واحدةٍ منها في كلمة عتاب وجهها لثوار 25 يناير، ووصفهم بأنهم لا يعجبهم شيء في إشارة منه إلى كلمات المخلوع التي صرح من خلالها بأنه سوف يحدث إصلاحات دستورية ويتنازل عن الرئاسة فلم يعجبهم، ثم قارن بين المخلوع والملك فاروق الذى وصفه بأنه كان يشرب الخمر ويعاقر النساء وخروجه من مصر مكرمًا في حراسة الجيش، ويدفن هو وأسرته بعدها في مصر، في محاولة منه للدفاع عن المخلوع محمد حسنى مبارك. وبعد الثورة قام بتغيير رأيه، شأنه شأن العديد من رجال الدين وقادة الكلام والخطب الرنانه. محمد حسان خرج محمد حسان من عائلة متواضعة مالياً وأثناء دراسته الجامعية كان من سكان المدينة الجامعية رقيقي الحال، عمل في السعودية مدرساً في الجامعة بتوصية من الشيخ صالح العثيمين، ثم رجع إلى وطنه مرة أخرى ليخاطب المصريين ويحظى بحالة قبول عالية في الأوساط الشعبية، حتى نجد بين مريدي الرجل من يحبونه أكثر من آبائهم وأبنائهم وإخوانهم، وكان مشهد آلاف المريدين الذين أحاطوا بالمستشفى التي كان يعالج فيها منذ عامين ليطمئنوا عليه بعد أن أصيب بالبكم، دالا علي أننا أمام رجل ليس داعية عاديا أو عابرا، ولكننا أمام كاريزما تلعب بالعقول وتداعب المشاعر وتدغدغ العواطف. وبدأ يطرق أبواب الشهرة والثروة من شرائط الكاسيت، وهي المرحلة التي كان يحرم فيها مشاهدة التليفزيون ويطلق عليه «المفسدون»، ليقوم بعدها بفتح قناة "الناس" الفضائية، لتكون له منبًرا يخاطب منه الناس وقتما شاء، عوضًا عن خطب الجمعة، التي ظهر في واحدة منها قبيل ثورة 25 يناير أنه لا يجب عمل الإضرابات وعدم الخروج في مظاهرات، لأن ذلك ضد أمن واستقرار البلاد، كما أفتى بحرمانيه الخروج عن الحاكم. وبعد ثورة 25 يناير، نزل "حسان" بنفسه إلى ميدان التحرير ليوافق الثوار فيما فعلوه، وأيدهم في مواقفهم ورفعهم الظلم، ووجه لهم رسالة تحذرهم ممن يمكن أن يندس في صفوفهم ليسرق الثورة، ووصف شباب الثورة بالشباب التقى الشريف الزكي الذى لم يخرج إلا لحقوق عاجلة مشروعة، وأنه يعلم أنهم أحرص الناس على استقرار البلاد ولايوجد بينهم لا مخرب ولا مدمر فى مفارقة غريبة لفتواه ودعواته قبل ثورة 25 يناير. وجدي غنيم عرف وجدي غنيم بخطابه المنحاز للإخوان المسلمين، وتأييده لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي منذ انتخابه، إذ اعتبر أن تولي رجل "ملتح وحافظ للقرآن" حكم مصر سابقة تاريخية. وعقب أحداث 30 يونيو، خرج "غنيم" بتصريحاته النارية التي عدّ فيها عزل الرئيس مرسي انقلاباً على الشرعية، ووصف مؤيدي إسقاطه بالخائنين بمَن فيهم مفتي الأزهر وحزب النور السلفي، كما حث جنود الجيش المصري على الوقوف بوجه "الانقلاب" الذي تزعمه قادتهم في المجلس العسكري. وبعد عزل مرسي، استمر "غنيم" في الهجوم على الفريق عبد الفتاح السيسي، وذلك حتى بعد توليه رئاسة الجمهورية، إذ وصفه في أكثر من مناسبة ب"الكافر والمرتد عن الإسلام".