شدد محمد عبد المجيد هندى رئيس الاتحاد المصرى للعمال والفلاحين على إعادة تشغيل المصانع المغلقة؛ من أجل انتعاش الصناعة المحلية والحد من البطالة وعدم الاعتماد على الاستيراد من الخارج بالعملة الصعبة؛ مما يزيد أعباء الدولة، وأشار هندى إلى أن هدم المصانع وتشريد العمال وتحصين الرأسماليين ضد الطبقة العاملة على يد رجال مبارك عمل لا يغتفر، ولا بد من إصلاح أخطاء الماضى للنهوض الحقيقى بالدولة المصرية، وعلى الرئيس عبد الفتاح السيسى إصدار قرار جمهورى فوراً لتشغيل مصنع أبو زعبل للحديد والصلب التابع للشركة الأهلية للصناعات المعدنية، والذى كان مغلقًا منذ أكثر من 14 عامًا، فى إطار سياسة مبارك لإغلاق الصناعات الثقيلة وإخلاء الطريق لعصابات الاحتكار، والتى تحكمت فى احتكار صناعة الحديد فى مصر، وعلى رأسهم رجل الأعمال المعروف أحمد عز. وأوضح هندى أن الشركة الأهلية واحدة من أعظم مصانع الحديد والصلب فى الشرق الأوسط، لكن سرعان ما انهارت بفلسفة نظام لا يعرف بناء الأوطان بقدر تدميره لهذه الأوطان، وأن مصنع أبو زعبل للحديد والصلب أقدم وأكبر مصنع استراتيجى للحديد والصلب فى مصر والشرق الأوسط، تم إنشاؤه عام 1970 على مساحة 106 أفدنة، ويتبع الشركة الأهلية للصناعات المعدنية، وساهم المصنع فى إنشاء البنية التحتية، سواء فى المشروعات القومية الكبرى، مثل السد العالى بتصنيع حديد التسليح اللازم له، أو الإنتاج الحربى كمصدر أول للحديد والصلب المستخدم فى صناعة منصات الصواريخ؛ من أجل ذلك كان المصنع محط أنظار إسرائيل، التى خططت لهدمه وتدميره، فقامت بقصفه إبان عدوان 1967 ودمرته؛ مما أسفر عن استشهاد 70 عاملاً وإصابة 69 آخرين. وعقب العدوان زاره الرئيس السابق جمال عبد الناصر، ودمعت عيناه عندما رأى آثار الدمار من القتلى والجرحى، بجانب الدمار الذى لحق بالمصنع، فأصدر على الفور قرارًا بإعادة بنائه وسرعة استيراد المعدات والأفران اللازمة له من الاتحاد السوفييتى وقتها، وانطلق أكثر من 5 آلاف عامل مجددًا هم عمال المصنع فى ثلاث ورديات على مدار 24 ساعة؛ من أجل إنتاج الحديد والصلب المطلوب فى الصناعات القومية. وتابع هندى "فجأة وبدون مقدمات توقف المصنع عام 1999، وانطفأت أفران الصهر والصب، وأغلقت الورش أبوابها. ومنذ ذلك الحين تم تفريغه من عماله بإحالتهم إلى المعاش المبكر، ولم تنجُ المعدات وأفران الصهر من عملية الاغتيال، حيث تم بيع بعضها بالقطعة، وترك البعض الآخر فى العراء على مدار 14 عامًا، فاعتراها الصدأ، وكساها التراب، وتركت إدارة المصنع العديد من المعدات والأفران التى نجت من عمليات البيع والتصفية، لكنها لم تنجُ من الاغتيال والتدمير، حيت تتضمن عنابر المصنع المكشوفة فرن إنتاج سحب آلى لصب الحديد وفرنًا آخر نصف آلى وثالثًا يدويًّا، بينما يقبع فرن التسخين أسفل عنبر آخر حديدى وقد تآكل بنيانه، وأصبح مرتعًا للكلاب الضالة التى استوطنته. وتقدر هذه الأفران بمئات الآلاف من الدورلارات، واكتفت الإدارة ببضعة أنفار من العاملين بالشركة لحراسة بقايا المعدات". وتساءل هندى "أين السيسى من المصانع المغلقة؟ لا نريد كلامًا ولا دموعًا، بل نريد حقائق ملموسة على أرض الواقع؛ من أجل إدارة المصانع المغلقة مرة أخرى"، مؤكدًا أن "هذا خير من مد الأيدي لدول الجوار. كفانا إهدارًا لكرامة شعب مصر الباسل الشريف".