مصنع الحديد والصلب بحلوان أحد أهم قلاع الصناعة في مصر أصبح علي وشك الانهيار.. بسبب نقص المعدات والآلات مما أدي إلي انخفاض الطاقة الإنتاجية للمصنع من 4 أفران إلي فرن واحد فقط. "المساء" تحولت داخل المصنع ورصدت الحالة المتردية للمعدات وتوقف معظم الآلات عن العمل نتيجة نقص الوقود المستخدم في تشغيل الأفران وعدم تطوير الآلات أو تحديثها. أكد المسئولون بالشركة: أن المصنع يحتاج إلي ضخ استثمارات جديدة تقدر ب 2 مليار جنيه لتحديثه وإعادة هيكلته. طالب العمال بضخ دماء جديدة من الشباب للعمل بالمصنع بعد أن انخفض عددهم إلي 12 ألفاً فقط بعد أن كان المصنع يضم 26 ألف عامل وذلك بسبب تطبيق نظام المعاش المبكر وتدهور الإنتاج. يؤكد المهندس محمد سعد نجيدة رئيس مجلس إدارة شركة الحديد والصلب أن المصنع يمر بظروف غاية في الصعوبة حيث لم يتم تحديث المعدات والآلات منذ عدة أعوام مما أدي إلي تدهور الإنتاج ولكن الآن هناك اهتمام شديد من الحكومة الحالية بضخ استثمارات للمصنع باعتباره أحد أهم قلاع الصناعات الثقيلة في مصر.. وأيضاً للمحافظة علي الخبرات الموجودة وهي علي أعلي مستوي فني ويمثلون الثروة الحقيقية للشركة. فحم الكوك أضاف: هناك مجموعة كبيرة من الصناعات المعدنية والقائمة علي إنتاج شركة الحديد والصلب. وتعثر الشركة يؤثر سلباً علي هذه الصناعات ويشير نجيدة إلي أن هناك خططاً ودراسات لتطوير الشركة بمشاركة خبرات عالمية وهي جاهزه للتنفيذ بإجمالي 2 مليار جنيه. أوضح أنه سيتم سداد هذا القرض من حصيلة بيع الإنتاج ولن نحتاج إلي شركاء من الخارج وسوف نحافظ علي ملكية الشعب المصري للشركة. يؤكد المهندس محمد عبد الرحيم مرسي مدير عام إنتاج الأفران أن المصنع يوجد به 4 أفران لصهر الحديد تم إنشاء اثنين منها فيِ عهد الرئيس جمال عبد الناصر بتكنولوجيا ألمانية وتبلغ سعة كل منها 575 متر مكعب حديد.. أما الفرن الثالث فتبلغ سعته 1033 متر مكعب حديد وكذلك الفرن الرابع وهما صناعة روسية. أضاف أن هناك ثلاثة أفران معطلة وخارج الخدمة بينها يعمل فرن واحد بنسبة 30 % فقط من طاقته الإنتاجية. ويرجع ذلك لنقص الطاقة المشغلة للأفران وهي فحم الكوك. مضاعفة الإنتاج يشير عبد الرحيم إلي أنه في حالة تشغيل الأفران الأربع بشكل كامل فإن الإنتاج اليومي سوف يصل إلي 4700 طن حديد يومياً يتم تحويله بالورش لقطع غيار ومستلزمات للصناعات الثقيلة التي تخدم كافة الاغراض مثل صناعة السيارات ومحطات الكهرباء. وقد كان لنا شهرة عالمية ولا نعتمد علي الخارج في استيراد معظم قطع الغيار لمصنعنا. لذلك لابد أن تستعيد الشركة كامل طاقتها الإنتاجية واستعادة أسواقنا في دول أوروبا وافريقيا والشرق الأوسط. تشير المهندسة أنهار عبدالعليم فايد رئيس قطاع إنتاج الورش إلي أن المصنع يضم 5 ورش تقوم بإنتاج قطع الغيار لكافة أقسام الشركة من صلب كربوني وسبائك المشغولات المعدنية والمعالجة الحرارية وقطع الغيار الثقيلة والتي يصل وزنها إلي 25 طناً "معدات حديثة" تضيف: كل ما ينقصنا من المعدات الحديثة التي تناسب العصر الحالي لأننا مازلنا نعمل بتكنولوجيا الخمسينيات وتحديث الورش يساعدنا علي تحقيق الجودة أمام المنتج الأجنبي المنافس. نحتاج الشباب يقول المهندس جورج يوسف جورج رئيس قطاع التخطيط: نحن نعاني من نقص العمال نتيجة لخروج أعداد كبيرة منهم للمعاش وتحتاج لتعيين شباب من المهندسين والعمالة الفنية حتي يكتسبوا الخبرة من العمالة المالية بهدف تواصل الأجيال. أضاف نحن ننفرد كشركة تقوم باستخراج خام الحديد في صورته الأولي من تراب مصر. بمنطقة الواحات وهذا يجعلنا لا نعتمد علي الدول الأخري ونحمي أنفسنا من تقلبات الأسواق العالمية. طالب جورج بدعم الدولة للطاقة بهدف حماية الصناعات الاستراتيجية. يقول المهندس فتحي محمود رئيس قطاع انتاج قطع الغيار: المشكلة الأساسية في تدهور إنتاج شركة الحديد والصلب ترجع لعدم توفير الطاقة والمتمثلة في فحم الكوك لتشغيل الأفران بشكل كامل فبعد أن كان يصل الشركة 2000 طن من الفحم لتشغيل الأفران تقلصت لما يقرب من 300 طن يومياً وهذا يؤثر علي عمل الأفران ويؤدي لتوقفها عن العمل. يري أن الحل في استيراد الفحم من الأسواق الخارجية حتي تتعافي شركة الكوك المصرية من تعثرها الحالي ونحن الآن نقوم بمساعدتها في عمل الصيانة وإعدادها بقطع الغيار حتي يبدأ انتاجها وتمدنا بالفحم كما كان يحدث من قبل. يقول علي أحمد بربري فني إنتاج: أعمل بالشركة منذ 35 عاماً وكنا نفخر بانتمائنا لهذه القلعة الصناعية ولكن في السنوات الأخيرة طالتها يد الاهمال ولم يتم تطوير أو إدخال أي تكنولوجيا حديثة إلي المصنع حتي وصلنا لما نحن عليه الآن وأصبح المصنع يعمل بفرن واحد فقط.