وكأنه كُتب على الفلاحين الاستمرار فى المعيشة الضنك وعدم الخروج من أزماتهم المتلاحقة، ما بين نفوق مواشيهم بسبب الحمى القلاعية، والخسائر الفادحة التى تتعرض لها محاصيلهم الزراعية بسبب الفشل الدائم لحكومة لا تسمع ولا ترى ولا تهتم بهؤلاء الغلابة الذين لا يجدون منصفًا. ففي الغربية انتابت حالة من الغضب فلاحى المحافظة؛ بسبب عدم فتح باب التصدير لمحصول البطاطس، بجانب إصابة المحصول بأمراض تقلل من جودته وإنتاجه، مما جعله غير مطابق لمواصفات التصدير، وانخفاض سعره هذا الموسم؛ مما أدى إلى استياء الفلاحين وإلحاق خسائر فادحة بهم. وقال السيد على درويش أحد المزارعين إن المحصول هذا العام أصابه مرض يسمى ب "ندوة البطاطس"، وهو منتشر في مئات الأفدنة، والفلاح البسيط غير قادر على مواجهته فى ظل غياب تام من مديرية الزراعة والمسئولين بها، الذين لم يفكروا يومًا فى حل أزمة الفلاح البسيط. وأضاف على محمد عوض أن الدولة لا تقوم بشراء المحصول من الفلاح وتهتم بتصديره، ولكنها تتركه عرضة لجشع التجار الذين يبخسون سعر المحصول، مستغلين حاجة الفلاح البسيط للمال؛ لسد ما قام بصرفه على المحصول، لافتًا إلى أن هناك ارتفاعًا كبيرًا فى أسعار الأسمدة، وهو ما يجعل المحصول الآن يتكلف أموالاً أكثر بكثير مما سبق، بجانب تعرضه للأمراض بصفة مستمرة، وسط شكاوى كثيرة واستغاثات لمديرية الزراعة، التى أقصى ما تقوم به هو لجنة تقرر دواء للمرض، لا يسمن ولا يغنى من جوع، ولا يأتى بأية نتيجة؛ مما يعرض الفلاح لخسارة كبيرة، وهو ما تعرض لها فلاحو قرية "مشلة" بمركز كفر الزيات هذا العام. وناشد إبراهيم العطفى مديرية الزراعة بعمل حملات توعية للفلاح، تقوم بالمرور على كافة القرى والأراضي الزراعية، ومتابعة المحاصيل، وعمل إرشادات زراعية للفلاح، تعلمه كيفية الحفاظ على محصوله من مهاجمة الأمراض، التى تضعف من جودته، وتكبد الفلاح خسائر كبيرة. مشددًا على ضرورة شراء الدولة للمحاصيل وعدم ترك التجار يتحكمون فى الفلاح البسيط، وهو ما يجعل الفلاح يبتعد عن زراعة تلك المحاصيل كما ابتعد عن زراعة القطن. من جانبه أكد المهندس حمدى حامد وكيل وزارة الزراعة بالغربية أن المحافظة تزرع نحو 30 ألف فدان بطاطس على مستوى قرى المحافظة المختلفة، خاصة مراكز كفرالزيات وقطور والسنطة، التى تشتهر قراها بزراعة البطاطس، معللاً عدم تصدير البطاطس بعدم شرائها من قِبَل الدولة. وأشار وكيل وزارة الزراعة إلى أنه يتم عمل زيارات للقرى بشكل مستمر وتوعية الفلاحين ومتابعة أية شكاوى تأتى من الفلاحين بشأن ظهور مرض جديد، ويتم على الفور مواجهته بالعلاج المناسب.