في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة خلال الفترة الراهنة في أعقاب الحرب التي تقودها السعودية ضد اليمن، احتجزت البحرية الإيرانية سفينة تجارية أمريكية ترفع علم جزر المارشال كانت تعتزم العبور عبر مضيق هرمز، حيث قالت طهران إن الحادث وقع نتيجة نزاع تجاري، لكن ذلك لم يمنع أسعار النفط من الارتفاع موقتأً بعدما تأثرت بما يمكن أن يهدد إمدادات النفط عبر الخليج، إلا أنه بعد ساعات قليلة أفرجت طهران عن السفينة المحتجزة ولم تعتقل أيا من أفراد طاقمها. ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن السفينة المحتجزة أمريكية ترفع علم جزر المارشال، وقالت إن "المتابعات الجارية حول قضية احتجاز السفينة الأمريكية تفيد بأنها سفينة تجارية ولديها خلافات مالية مع دائرة الموانئ الإيرانية"، ونقلت الوكالة على لسان مصدر مطلع قوله: "إن دائرة الموانئ الإيرانية لجأت إلى المحاكم لتسوية خلافاتها المالية إذ أصدرت المحكمة حكما باحتجاز هذه السفينة وعلى الفور طالبت دائرة الموانئ باحتجازها،" مشددا على أن "هذه السفينة التي ترفع علم جزر المارشال التي هي تحت السيادة الأمريكية كانت تعزم العبور من مضيق هرمز قبل أن يجري احتجازها مع طاقمها ومعظمهم أوروبيون ويحتمل أن يكون بينهم رعايا أمريكيون". من جانبه، أعلن البنتاجون أن القوات الإيرانية اعتلت السفينة "ميرسك تايغرس" بعدما أطلقت الدورية الإيرانية طلقات تحذيرية فوقها وأمرت طاقمها بالتوغل في المياه الإيرانية، عندما كانت تمر عبر مضيق هرمز، وفق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الذي أشار ايضًا إلى أن السفينة تجاهلت في البداية الدورية الإيرانية، لكنها أذعنت لأوامرها بعد إطلاق عدة طلقات تحذيرية، وأضاف أن القوات الأمريكية في المنطقة استجابت لإشارات استغاثة من السفينة وأرسلت المدمرة "فاراغوت" لتتابع الوضع إلى جانب طائرات الاستطلاع. نفت المصادر الإيرانية أن يكون وراء حادث احتجاز سفينة الشحن الأمريكية في الخليج بعد عسكري أو سياسي، حيث يشير المراقبون إلى أن طهران أرادت أن توصل رسالة إلى أمريكا ودول الخليج الذين يقودون حربًا في اليمن بأنها موجودة، ولن ترضخ، لافتين إلى أن هذا لعب على مستوى إقليمي بين الأطراف المتنازعة نفوذيًا بالمنطقة. وفي هذا السياق؛ يقول اللواء سيد الجابري، مدير المركز المصري للدراسات الاستراتيجية، إن هناك تضخيم إعلامي لما تم نشره والذي يفيد باحتجاز إيران لسفينة أمريكية بالخليج ورد واشنطن بإرسال مدمرة، مضيفا أن هذا جزء من مسلسل ربط أسعار النفط بالأحداث الموجودة في الشرق الأوسط الآن، موضحا خلال تصريحات له أن النفط ، السلاح، الدولار، هم الأضلاع الرئيسية لكل الأحداث بالمنطقة، متوقعا أن الأسعار ستستمر في التحرك طول الفترة التي يشهدها الشرق الأوسط. من جانبه، دافع الخبير في الشئون الدولية سعيد اللاوندي عن الموقف الإيراني متهما أمريكا بأنها تريد إشعال الوضع، حيث أكد أن حادث السفينة الأمريكية التي تم اصطحابها داخل إيران يعتبر حادثا مدنيا، لأن أي دولة مستقلة ذات سيادة مثل إيران لن تعترض أي سفينة تدخل مياهها الإقليمية للمساءلة، مشيرًا إلى أن الأمر الخفي هو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تريد إشعال المنطقة بحرب مع إيران، مضيفًا أن أمريكا تهدئ من الحرب مع اليمن ثم تشعل الوضع في مكان آخر، لافتًا إلى أن واشنطن تريد أن يحارب أي أحد بدلا عنها.