حضوره الأول كان بصوته في فيلم "البوسطجي" 1968، قارئا لواحد من جوابات حراجي القط، عمله الشعري الذي خلد دور عمالنا في بناء السد العالي، حيث حملته الصدفة لاستديو النحاس، فطلب منه المخرج حسين كمال قراءة الخطاب بصوته، وأعطاه سيناريو "شئ من الخوف"، الذي كتبه صبرى عزت عن رواية ثروت أباظة، ليكتب له الأغاني، وكان المخرج يطمح لعمل ملحمي، لكن الخال شعر أن نص الفيلم لن يحقق طموح المخرج "الملحمي". وخلال أربعة أيام فقط، أعاد كتابة الحوار كاملاً، باللهجة الصعيدية، بدلًا من نظيرتها البحراوية، وسجله بصوته، ليسهل على الممثلين التقاط اللهجة. ضفر خيوط الغناء بالحوار، لينسج سيناريو ملحميًا فعلاً، ورغم مفاجأة المخرج بتغيرات الأبنودي.. إنحاز لها، ليبدعا إحدى أيقونات السينما العربية، التي أثارت قلق مسؤولي الرقابة، وتصاعد الأمر إلى جمال عبدالناصر، ووقتها تهرب "ثروت أباظة" مما أشيع عن أن الفيلم والرواية، من قبلها، ينتقدان "الريس"، في حين تمسك "الخال"، الخارج من المعتقل السياسي قبل أشهر، بدوره في تغيرات الفيلم، وإنحاز الزعيم الراحل له حين عرضت عليه النسخة الأولى من "شئ من الخوف"، قائلاً: "لو أنا عتريس.. لأستحققت الحرق مثله". وللأبنودي تجربة وحيدة، سيناريو وحوار، لفيلم تليفزيوني، ظلمت كثيرًا هي «أغنية الموت»، 1973، عن نص مسرحية لتوفيق الحكيم، إخراج سعيد مرزوق. وقتها قال إنه رسم عالمه باستحضار بيت جدته «ست أبوها» في أبنود، بتفاصيل شكل البناء، السلم الطينى، السور المبنى بأزيار الماء المقلوبة، وباب البيت ذو الضلفة الواحدة الذى يُصدر صريرًا عند فتحه وإغلاقه، والملابس والإكسسوار. الأم الصعيدية "عساكر"، فاتن حمامة، تنتظر عودة ابنها ليأخذ بثأر أبيه، فيما يرفض الابن الذي تعلم في الأزهر مواجهة ثقافة الثأر، فتأمر أمه أحد أقاربها بقتل ابنها وأن يعطيها إشارة لموته بأغنية، كانت سيدة الشاشة فاتن حمامة ترفض التصوير إلا في حضور الأبنودي الذي اختارته بنفسها للعمل إعجابا بحواره في "شئ من الخوف "، ورغم هذا الحرص علي الدقة الفنية والاجتهاد في استحضار الأجواء الصعيدية على مستوى الصورة والدراما، إلا ان الفيلم لم يأخذ حقه جماهيريًا ولا نقديًا، لتحفظ إدارة التليفزيون عن عرضه حينها بسبب أجوائه "الكئيبة". وهي تجربة لو أخذت حقها من العرض والتقييم، ربما شجعت الخال على إسهامات سينمائية أكثر. التجربة التالية للأبنودي وراءها علاقته شديدة الخصوصية برفيق رحلته من "قنا"، إلى القاهرة/ النداهة، القاص يحيي الطاهر عبد الله، الذي أوصاه بإبنته الوحيدة "أسماء"، فكان الخال بمثابة الوالد. حين أراد المخرج خيري بشارة تقديم رواية "الطوق والاسورة"، 1986، لجأ للابنودي لكتابة الحوار، سيناريو يحيى عزمي، والأغاني بصوت محمد منير، ليبدع الخال حالة شعرية أسطورية، وإن تحفظ على إستعانة المخرج بممثلين من الأقصر لتحفيظ أبطاله، لأن لهجة الأقصر تختلف اللهجة التى كتب بها الحوار، وعلق في حوار صحفي بأنه لم يفهم كلمات بعض الشخصيات، رغم أنه كاتب الحوار. كتب الأبنودي أغاني عدة أفلام هامة، أبرزها مع عمار الشريعي في "البرئ"، 1986، للراحل عاطف الطيب، و"عرق البلح"، 1997، للراحل رضوان الكاشف. وخارج عالمه الصعيدي الأثير كتب أغاني "ليلة بكى فيها القمر"، 1980، إخراج أحمد يحيي، أهمها: ساعات ساعات، التي أصبحت إحدى أهم أغاني الشحرورة صباح. ولم يثنه تعاونه مع "الكبار" عن دعم الشباب، فكتب أغنية "بنلف في دواير"، غناها اللبناني مروان خوري، في "أوقات فراغ"، 2006، للمخرج محمد مصطفي.