بدأت المسارات الدبلوماسية تأخذ طابعها خلال الأيام القليلة الماضية من أجل إنهاء الحرب الدائرة في اليمن، لاسيما بعدما كشفت مصادر عربية عن أن الدبلوماسية الجزائرية تتحرك لإعطاء فرصة للحوار السياسي. وفي الوقت الذي تلعب فيه الجزائر دور الوسيط بين طهرانوالرياض لحل الأزمة اليمنية، جددت إيران دعوتها إلى «حوار فوري» في اليمن، على أن يكون داخلياً غير مشروط، ومن دون تدخل أي طرف خارجي، وقال مصدر دبلوماسي جزائري، الجمعة، إن بلاده «نقلت خلال الأسبوعين الماضيين رسائل متبادلة بين الرياضوطهران، تتعلق جميعها بوضع حدود صارمة للنزاع في اليمن، لمنع تحوله إلى حرب إقليمية أوسع»، ووفق المصدر ذاته، فإن الرسائل جاءت «في شكل تحذير أو طمأنة بين الطرفين، ومن بين الرسائل التي تناقلها البلدان عبر الجزائر، إجراء تم التوافق بشأنه لمنع الصدام بين سلاح البحرية السعودية وسفن شحن إيرانية، تمر عبر مضيق باب المندب، وإجراء ثان لمنع الصدام بين سلاح البحرية الإيراني والسعودي. جددت طهران الدعوة إلى «حوار فوري» بين الأطراف اليمنية، وذلك في محادثة هاتفية بين وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وخلال المحادثة الهاتفية التي جرت مساء الخميس، أقر "كي مون" بجهود إيران لتسوية أزمة اليمن سلمياً، وشدد على ضرورة نقل الأدوية والمواد الغذائية للمدنيين الذين تضرروا بالنزاع «بصورة فورية». نفى "ظريف" دعم بلاده لجماعة «أنصار الله» في اليمن، داعياً إلى «حوار يمني داخلي فقط بعيداً عن مشاركة الآخرين فيه أو وضع القوى شروطاً لمستقبل اليمن»، وقال إن «ما يجب فعله هو تسهيل الحوار بين القوى اليمنية، ونحن جاهزون لفعل ذلك»، منتقداً موقف الدول الأجنبية من الشأن اليمني. في سياق متصل؛ تفاجأ التحالف الخليجي بقيادة السعودية من استجابة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون لطلب إيران، ودعوته إلى وقف فوري للقتال في اليمن، وهي سابقة منذ بدء عمليات "عاصفة الحزم"، كي مون قال في كلمة له في نادي الصحافة القومي بواشنطن: "أنا أدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في اليمن من جميع الأطراف؛ السعوديون أكدوا لي أنهم يتفهمون أنه يجب أن تكون هناك عملية سياسية، أناشد جميع اليمنيين المشاركة بنية صادقة". يبدو أن قلق "كي مون" قد ارتفع بعد قرار مبعوثه الخاص إلى اليمن، جمال بن عمر، الاستقالة من منصبه مع شعوره بالإحباط لفشل محادثات السلام التي رعتها الأممالمتحدة، في وقت تواردت فيه أنباء أن كي مون قد اختار رئيس بعثة الأممالمتحدة لمكافحة فيروس الإيبولا في غربي أفريقيا، الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد، مبعوثاً جديداً في اليمن. وثمه تأكيدات جاءت من المطلعين على هذا الملف أن سلطنة عُمان هي الأخرى شريكة مع الجزائر في تحرك المساعي الدبلوماسية لإيقاف قصف التحالف للمناطق اليمنية ونقلت الوكالة الإيرانية عن مصدر مطلع لم تفصح عن هويته، أن مسقط أجرت عدة اتصالات مع أنصار الله وأطراف عربية للبحث عن حل للأزمة اليمنية. وقال المصدر إن مصر أيدت احتضان العاصمة العُمانية لإجراء مفاوضات بشأن الأزمة اليمنية، مضيفاً أن إيران ستشارك في هذه المفاوضات بشكل غير مباشر، موضحا أن السلطات العمانية تجري اتصالات بشكل مكرر مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بشأن مساعي حل أزمة اليمن.