رغم موجة البرد القارس التى تشهدها محافظة الغربية، واصل الغلابة أعمالهم رغم برودة الجو وشدة الرياح بلا درع يحميهم و كان ألم الجوع أكثر قسوة عليهم ولقمة العيش أقوى من طلب الدفء عندهم. " محمد " هو انسان بسيط يعمل بوابا بإحدى العمارات السكنية بمنطقة الاستاد تراه يمسك فى يده جردل المياه وفي اليد الأخرى الخرطوم ليمارس عمله اليومى في غسل السيارات للحصول على بضعة جنيهات تساعده على تأمين قوت يومه في البداية رفض التصوير قائلا "إحنا مش بنتاجر بهمومنا، ومش عاوزين حاجه من حد، معانا ربنا أحسن من الكل" لكن مع مرور الوقت وافق على الحديث والتصوير. قال : اخرج فى الصباح الباكر من كل يوم لأمسح سيارات صاحب العمارة والسكان، وكل أملى أن أستطيع تحقيق طلبات أبنائى الأربعة فهم عندى أغلى من نفسى مضيفا "هنعمل إيه أكل العيش مر لو قعدت مش هلاقي لقمة لعيالي الأربعة ولا هدمة تدفيهم من البرد ده" وأوضح أن "لقمة عيشه" تدفعه لتحمل كافة الأحوال الجوية مؤكدا أنه في حالة هطول الأمطار يستمر في العمل "بحط الشال على رأسي وأكمل هعمل إيه" معبرا عن حالة الشقاء التي يعاني منها الفقراء على وجه الخصوص واضاف محمد : إن أسرته المكونة من زوجته و4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و17 سنة هي أغلى ما في حياته ويصف حجرته الصغيرة أسفل سلم العمارة التى يعمل بها بالمأوى الذي يحميهم من البرد وبأغلى ما يملك من حطام الدنيا. اشار ان راتبه القليل لا يكفى احتياجات أسرته اليومية وما عليه إلا أن يقوم بمحاولة جمع بضع جنيهات إضافية تساعده على أعباء الحياة إلى جانب عمله الأساسي كبواب فيمسح السيارات للحصول على "البقشيش" من أصحابها الامر الذى دفعه بعدم الاكتفاء بغسل سيارات سكان العمارة التى يعمل بها فقط بل يقوم بمسح السيارات في الشارع كله من اجل جمع ما يساعده على متطلبات الحياه اليومية