حالة من الغضب العارم انتابت العشرات من فلاحى قرية "إسديمة" التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، عقب قرار وزارة الزراعة الخاص بتقليل مساحات زراعة الأرز إلى قرابة النصف، وإجبارهم على استغلال المساحات الأخرى من الأرض في زراعة "الذرة" البيضاء. لم يجد العشرات منهم إلا التوجه إلى مدينة طنطا والذهاب لمحافظ الغربية؛ لعله يستجيب لمطالبهم، ومن أهمها إلغاء قرار الوزير الذى أصابهم فى مقتل، ولكن كانت زيارة غير مرغوب فيها، حيث تم منعهم من مقابلة سيادة المحافظ، بعد أن أبلغهم الأمن الخارجى للديوان العام بأن عليهم التوجه إلى مديرية الزراعة، فربما تكون الاستجابة لمطلبهم هناك. وعندما ذهبوا إليها، لم يتوانَ وكيل الوزارة أن يخبرهم هو الآخر أن الأمر ليس بيده، وعليهم لقاء المحافظ!! وعن سبب اعتراضهم أوضح حامد إسماعيل الديهي عمدة القرية ل "البديل" أنه "نظرًا لطبيعة التربة الزراعية بالقرية، وهي تربة حمراء ضعيفة، فإنها تعتمد في زراعتها على الأرز فقط، لأنه أكثر الزراعات لدينا وأنسبها إنتاجًا لتلك التربة، ونحن لا نزرع سواه، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد أصدرت وزارة الزراعة قرارًا جاء علينا بالهم والغم والكرب العظيم، يطالب بتقليص المساحة التي كانت تزرع في السابق إلى الخمس، على أن تزرع باقى المساحة ذرة بيضاء". وأوضح أيضًا أحمد عبد العليم صيام وطايل الديهي أصحاب أراضٍ زراعية بالقرية أن زراعة الذرة لن تأتي بالمحصول الطبيعي لها؛ لأن محصول الذرة يحتاج إلى تربة شديدة وقوية ومياه قليلة، ومن ضمن مميزات هذه القرية أنها تقع على فرع من فروع النيل، متسائلين: هل هذا عدل، أن يكون عندنا المياه ونمنع من زراعة الأرز الذى لا نزرع سواه؟! موضحين مرة أخرى أن تقليل المساحات المخصصة لزراعة الأرز بقريتهم سيؤدى إلى كارثة وخراب بيوت، وأنهم حاولوا أكثر من مرة مقابلة المحافظ دون جدوى، ووكيل وزارة الزراعة بالغربية أبلغهم أنه لا يستطيع عمل شيء؛ لأن "دي سلطة فوق سلطتي، واللى حيقرره المحافظ حامشيه" وذلك حسب قولهم. فيما طالب المحاسب إبراهيم حجاج بزيادة مساحة الأرض المزروعة هذا العام من زراعة الأرز؛ لأن الفلاحين اعتادوا كل عام على زراعة رقعة كبيرة من أرض القريه أرزًا، وتصل الرقعة إلى ثلثي مساحة الأرض على مستوى القرية، ولكن الحكومة هذا العام قللت المساحة إلى خمس المساحة، موضحًا بدوره أن هذا سيؤدي الى خراب بيت الفلاح بالقرية؛ لأنه يعتمد على زراعة الأرز؛ نظرًا لطبيعة التربة في "إسديمة" التي لا تقوى على زراعة محاصيل أخرى غير الأرز. واضاف ابراهيم صيام، الحكومة فرضت على الفلاحين زراعة ثلثي الرقعه الزراعية ذره والثلث الأخير أرز، في هذا الموسم من السنة الزراعية، ونظرا لأن نوع التربه الحمراء من الأرض الزراعية ضعيفة، لاتكون جيده في انتاجية محصول الذرة وستكون سبب خراب وزيادة في مديونية الفلاح في بنك القرية، موضحًا أن إجمالي المساحة المنزرعة 1500 فدان، كنا نزرع منها 600 فدان أرز، فيما خفضتها وزارة الزراعة إلى 260 فدان. ناشد الفلاحون المهندس سعيد مصطفى كامل، محافظ الغربية، بأن يعيد لقرية اسديمه ما سلب منها من مساحة الارز المزروعة في السابق وإلغاء قرار وزارة الزراعة المجحف. من جانبه قال الدكتورحمدى حامد المناوهلى، وكيل وزارة الزراعة بالغربية أن الحكومة تسعى إلى ترشيد استهلاك مياه الرى من خلال بعض الإجراءات منها تقليل مساحات زراعة الأرز والالتزام بالمساحة المقررة للمحصول وهى مليون و100 ألف فدان على مستوى الجمهورية الأمر الذى سيساهم فى توفير مليارى متر مكعب كانت تستنزف فى زراعات الأرز المخالفة، مشيرا إلى مخاطبته وزير الزراعة، ومحافظ الغربية بشان مشكلة قرية اسديمة للبحث عن حلول ترضى الفلاحون وعلي اهالى القرية الالتزام بالقرار حتى الوصول الى نتيجة تقضى على مشكلتهم الزراعية.