اعتبر مراقبون أمنيون وخبراء عسكريون أن التطور النوعي في الهجمات التي تنفذها الجماعات الإرهابية في سيناء، خاصة الجماعة التي تطلق على نفسها ولاية سيناء، يعد انعكاسًا لامتلاكها القدرة على التخطيط المحترف، واستنادها لبنية تحتية ودعم لوجستي كبير بشبه جزية سيناء، بالإضافة إلى أن العمليات كافة التي تتم رغم من التواجد الأمني المكثف تفيد بفشل الأجهزة الأمنية. وبري الخبراء أن التنظيم الإرهابي يستغل في هجماته فترة الإنهاك التي يمر بها جنود الجيش في الكمائن لتنفيذ عملياته، كما يعتمد على عاملين حاسمين في عملياته، الأول عنصر المفاجأة ضد قوات الجيش أو الشرطة، من حيث اختيار أهداف أو توقيت غير متوقع، مما يتسبب في خسائر كبيرة بصفوف الجنود، بالإضافة إلى تأهيل عناصره على تدريبات شاقّة أقرب إلى نظام وحدات الصاعقة في الجيوش، لافتين إلى أن العمليات الأخيرة كشفت عما أسماه التنظيم ب"وحدة للدفاع الجوي"، مما يعني أنه اتجه لتأسيس والتركيز على الدفاع الجوي، خصوصًا أن غالبية عمليات الجيش تجري من خلال قصف طائرات "الأباتشي". يقول الخبير الأمني العميد حسين حمودة: الأزمة الحقيقية المتمثلة فيما يحدث بسيناء طبيعة العقل الشرطي مع الفكر المتطرف في تنفيذ العمليات النوعية والهجمات الإرهابية التي تعتمد على التضليل والتمويه، لذا فإن تلك الجماعات من الذكاء بما يجعلها تتوقف عن القيام بعمليات أثناء فترات التشديد الأمني، كما حدث حين استقبال الريس عبد الفتاح السيسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو حين انعقاد المؤتمر الاقتصادي بمدينة شرم الشيخ؛ كي لا تصطدم بشكل مباشر مع القوات المؤمّنة على أكمل وجه حينها، بعكس ما يتناوله بعض النشطاء ساخرين من أن الجماعات الإرهابية تتعاون مع الجهات السيادية في حماية الأمن القومي الداخلي. ويضيف حمودة: تباعد الفترة ما بين العملية والأخرى للتنظيم الإرهابي، يعود لانتظار التنظيم فترة الهدوء الأمني عقب تنفيذه عمليات كبرى. حينما تبدأ الأمور في العودة لطبيعتها مرة أخرى لشعور الجنود والقيادات الأمنية بأن الأمور استقرت وانتهت بخير، مشيرًا إلى أن ذلك الخطأ يتسبب كل مرة بوقوع العديد من الضحايا من جانب قوات الجيش والشرطة، مما يجب التعامل معه ومعالجته بشكل سريع من جانب الدولة. ويشير الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إلى أن الهجمات التي تشهدها منطقة سيناء خلال الفترة الأخيرة والتطور في التعامل المسلح لها، تكشف عن نقلة نوعية في المواجهات مع قوات الجيش والشرطة، مشددًا على أن استهداف الكمائن والمقرات الأمنية يفيد بفشل الدولة في التعامل مع تلك الجماعات المسلحة. ويؤكد العزباوي أن تتابع الأحداث في سيناء على تلك الوتيرة، يفيد بأن الدولة أخطأت في تقدير قوة تلك الجماعات الإرهابية المسلحة، وعليها وضع استراتيجية محكمة لمواجهتها، بالإضافة إلى إعادة ترتيب الأوراق لبحث الطريقة الأمثل للتصدي لها والقضاء عليها، مشددًا على أن مصر دخلت حربًا واسعة ضد الإرهاب ستستمر لعدة سنوات، ويجب الانتصار في النهاية.