اللواء سيف اليزل: هذه هي المنطقة الأخطر في سيناء اللواء بخيت: الحصار.. الوسيلة المثلي للقضاء علي الإرهاب اللواء فيود: أتوقع أن يغير الإرهابيون في سيناء من تكتيكاتهم واسلحتهم أطلقت عليه القيادات الأمنية "وكر الارهابيين" ويضم كهوفًا ودروبًا وعرة لا يعرفها سوى البدو،إنه جبل الحلال، الذي تحول من بقعة للنضال القومي ضد المشروع الصهيوني إلى جنة للإرهاب يأتي إليها الإرهابيون من كل حدب وصوب. الجبل الذى لطالما سكنه واحتمى به الفدائيون وانطلقوا منه فى عملياتهم البطولية ضد الجيش الإسرائيلى عقب احتلال سيناء فى عام 1967 أصبح الآن محط أنظار الأجهزة الأمنية المعنية بالقبض على مرتكبى مذبحة رفح وبعض اعضاء السلفية الجهادية وعناصر تابعة لتنظيم الجهاد. جبل الحلال منطقة وعرة تحتوى على دروب لا يعرفها سوى البدو الذين يقطنون تلك المنطقة الصعبة، وهم قبائل التياهة والنخالوة وجزء من قبيلة الترابين وهو ما جعله مكانا مناسبا لمقاومة القوات الإسرائيلية بعد هزيمة يونيو 1967 حيث تمركز فى الجبل، الفدائى محمود السواركة وعناصر منظمة سيناء العربية، التى أرقت مضاجع القوات الإسرائيلية، لتفشل فى اقتحام الجبل عدة مرات، كما تكبدت خسائر فادحة، جعلت جبل الحلال هو المنطقة المحررة الوحيدة فى سيناء بعد النكسة. ويقدر خبراء الأمن إن أعداد الهاربين فى الجبل تزيد على ثلاثة آلاف مسلح، معظمهم هارب من أحكام، بالإضافة إلى بعض عناصر السلفية الجهادية، التى تنتمى إلى جميع القبائل، وجبل الحلال لا يعلم دروبه إلا قاطنيه، حيث استغل البعض تضاريسه وأسراره ليبتعد عن قبضة الأجهزة الأمنية التى حاولت اقتحام هذا الجبل دون جدوى.
يرى اللواء فؤاد فيود المحلل العسكري والخبيرالاستراتيجى أن ما يحدث فى سيناء الآن هو محاولة لتطبيق الشرق الأوسط الكبير التى نادى بها شيمون بيريز امتدادا من تركيا حتى أقصى الشرق فى أفغانستان وباكستان بقيادة دولة إسرائيل وبرعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية. والجماعات الجهادية الموجودة فى سيناء هى التى تحاول تطبيق فكرة الإماراة الإسلامية والتى هربت من مختلف الدول التى تشهد الصراعات الدموية والحروب والتى وجدت فى سيناء فى ظل الفراغ الأمنى الذى أعقب ثورة بديلا عن دول مثل اليمن وأفغانستان وغيرها. والعملية نسر 2 ، الجاري تنفيذ أولي مراحلها حاليا، هى الخط الدفاعى الحالى وقد يكون الأخير لصد وتدمير تلك الجماعات والتى منها مثلا التكفير والهجرة وجيش الإسلام الذى ألقى القبض على قياداته منذ فترة قريبة وجيش النصرة وغيرها.. وقد قام الجيش بقطع طرق الإمداد لتلك الجماعات من غزة وذلك بالطبع بهدم وتدمير الأنفاق التى أدرك الجميع مدى خطورتها. ومن وجهة نظره أن أهم عنصر لنجاح عمليات القوات المسلحة هى تعاون الأهالى وتأهيلهم أو إعادة تأهيلهم نفسياً. فقد همشت سيناء كثيرا وأهملت لدرجة أدت إلى تغيير ولاءات كثير من أهلها للأسف ولا يمكن إنكار مسئولية الدولة عن ذلك. ومن المتوقع أن يتم تغيير العناصر الإرهابية لنوعية الأسلحة المستخدمة واستخدام الهاون وصواريخ جراد واستهدافها للمدنيين ولو على سبيل الخطأ قد تكون نقطة تحول فى مفهوم الأهالى عن هذه العناصر ومن الذكاء أن يتم استخدامها نفسيا لتهيئة الأرضية السيناوية سياسيا وتوضيح مدى خطورة هذه العناصر وعدم انتمائها لأى مكان أو وطن ومدى استهتارهم بحرمة الدم ، ولذلك تقوم القوات المسلحة من حين لآخر بتوزيع منشورات تحاور من خلالها أهالى سيناء بالإضافة إلى لقاءات الجهات الأمنية مع مشايخ القبائل وقد يساعد هذا على كبح تغلغل تلك العناصر بين أهالى سيناء والتى استغلت طبيعة الحياة البدوية والمحاكم العرفية ليحكموا سيطرتهم ويصبح لهم تواجد شبه قبلى هناك وكان هذا هو مصدر قوتهم. أما اللواء سامح سيف اليزل - الخبير الاستراتيجى - فيرى ان المنطقة الاخطر الآن فى شمال سيناء هى المنطقة الواقعة بين الشيخ زويد ورفح بطول عشرة كيلو متر حتى امتداد قطاع غزة مؤكدا ان على اجهزة الأمن تتبع جميع خطوط تمويل هذة الجماعات التكفيرية بالاضافة الى التنسيق بين اجهزة جمع المعلومات لتحديد اسماء محددة و بيانات مؤكدة عن هؤلاء الارهابيين مع تحديد عدد الخلايا والتعامل معها بكل حزم مضيفا ان الجيش قادر على التعامل مع كل العناصر الارهابية الموجودة بسيناء وفى وقت قليل جدا. وعن انواع الاسلحة الحديثة التى تستخدمها الجماعات الارهابية فى سيناء يؤكد الخبير الامني والاستراتيجى ان هذه الاسلحة تم تهريبها من قطاع غزة فى ظل حكم الاخوان المسلمين الذى أصر على عدم غلق الانفاق لاستخدامها مشيرا الى ان الاعداد المتواجدة الان بجبل الحلال اقل بكثير عن الفترة السابقة لان الجميع ايقن ان الجيش سيستهدف اماكنهم مضيفا أن التيار الدينى بعد الكشف عن وجهه الحقيقى للشعب خلال الأحداث الاخيرة، أصبح فى مواجهه مع قوات الشرطة والجيش، من أجل البقاء، خاصة أنه يدرك تماما أن عدداً كبيراً من قياداته مصيرها السجن، لوجود العديد من البلاغات الموجهه ضدهم، بالإضافة الي تورطهم فى اعمال تخريبية، وعمليات قتل للمتظاهرين السلميين.
من جانبه يري اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري ان افضل اسلوب لمواجهة عناصر جبل الحلال هو الحصار ، واثناء هذا الحصار، يتم توجيه ضربات عسكرية بالطائرات علي المواقع المستهدفة داخل الجبل ، والقوات المسلحة تمتلك خبرة قتال عالية في التعامل مع المناطق ذات الطبيعة الجبلية فضلا عن توافر العناصر المدربة للتعامل مع المواقف الطارئة اثناء الهجوم العسكري كما يؤكد على مطالبته بالاتزام بما تعلن عنه القوات المسلحة فقط عما تقوم به من اعمال ويقول أن العمليات التى تقوم بها القوات المسلحة فى سيناء هى عمليات تم التخطيط لها بدقة وقوة كبيرتان وبمقارانات كبيرة ، ولا يمكن لاحد أن يتحدث عن فكرة الفشل لأنها غير واردة على الإطلاق وإن كان هناك من قال أن العمليات السابقة للقوات المسلحة فى سيناء قد فشلت فهذا غير صحيح فهذا لم يكن أبدا فشلاً عسكرياً بل كان فشلاً سياسياً لرغبة النظام فى ذلك لإرسال وتوطين العناصر الإرهابية هناك وكلنا يعرف أن تلك العناصر تم الإفراج عنها بعفو سياسى من قبل الرئيس المعزول وقد ظهر الهدف منها فى الأيام التالية لعزله فقد كانوا كخلايا نائمة ليتم استخدامهم كورقة ضغط علي النظام الحالي. كما أكد اللواء حمدي بخيت على سوء تناقل المعلومات بين وسائل الإعلام وعدم تحرى الدقة فى صياغة الأخبار العسكرية والتى تعنى كل كلمة فيها شيئاً واضحاً ومحدداً كأن تقول وسائل الإعلام أنه تم تعليق العمل باتفاقية كامب ديفيد وهو الامر العارى من الصحة فلا يوجد مثل هذا القول فالاتفاقيات لها قواعد وأطر لا يمكن الإخلال بها ولكن يمكن أن يقال أنه كان هناك نوع من الاتفاق بين طرفى المعاهدة على ذلك. وبخصوص العمليات العسكرية التى تجرى فى سيناء فهى عمليات طويلة الأجل وليست محددة بفترة زمنية وإنما هى محددة بهدف منتظر الوصول إليه والقوات المشاركة فيها سيتم توزيعها طبقاً لانتشار العناصر الأرهابية خاصة فى وسط سيناء ورفح والعريش . وحجم القوات المشاركة فيها لا تمثل شيئاً من حجم القوات المسلحة فهى لوائي مشاه ميكانيكى وبعض العناصر التيكتيكية ولا تؤثر هذه القوات إطلاقاً فى قدرات الجيش أو كفاءته فليس هناك خطورة من استهداف مواقع خارج سيناء دون وجود قوة تأمينية من القوات المسلحة. كما أضاف اللواء حمدى بخيت أن التخطيط لهذه العمليات ليس وليد اللحظة بل إنه يأتى بعد تمشيط المناطق المتوقع تواجدهم فيها وخاصة مناطق الحسنة ووسط سيناء وذلك خلال فترة اختطاف الجنود السبعة وما بعدها ونتيجة هذه المعلومات حصرت مناطق محددة تم ضربها وإن لم تعلن نتائجها حتى الآن وجارى العمل على جمع المزيد من المعلومات وأشار اللواء حمدى بخيت إلى أن عملية جمع المعلومات هناك تتوقف بشكل أساسى على العمل الميدانى وتعاون السكان المحليين فى هذه المناطق بالإضافة إلى تعاونهم مع قوات الجيش والشرطة وعدم إيواء هذه العناصر أو تقديم المساعده لهم بشكل أو بآخر وتشجيعهم تارة على الإبلاغ عن العناصر الإرهابية التى تتوارى فى المناطق السكنية لتصعيب الأمر على القوات المسلحة والأجهزة الامينة وخشيتهم من الهجوم على المناطق السكانية وسط المدنيين الأبرياء وتارة أخرى بترهيب المواطنين وتحذيرهم من التعاون مع تلك العناصر وتوضيح الخطورة القانونية والمساءلة التى قد يتعرضون لها وخاصة فى المنطقه من بير العبد وحتى رفح. ويوضح اللواء حمدى بخيت أن هناك فهم خاطئ عن العمليات العسكرية وكيفية النظر إليها فهى ليست نتيجة مباراة كرة قدم ونتائج العمليات العسكرية تاتى بعد تحقيق أهدافها النهائية بالإضافة إلى أن تسريب المعلومات يعطى الفرصة للخصوم لتوجيه ضربات للقوات أو إعادة نتشر عناصرها فى مناطق أخرى ولذلك فإن استعجال نتائج العمليات العسكرية قد يؤدى للعكس، فالقوات المسلحة تعمل بخطة زمنية ويجب على الشعب والسياسيين التحلى بالصبر وعدم الاستناد إلى ثقافة ال تيك اواى. وهناك بيانات ستصدرها القوات المسلحة عن طريق المتحدث العسكرى من آن لآخر وهى ما يجب الاعتماد عليه لأن القوات المسلحة ستحاسب على هذه البيانات. وعن إمكانية استغلال هذه العمليات العسكرية بشكل أو بآخر لحشد الشعب تجاه اى تيار سياسى أو حتى استغلالها سياسياُ قال سيادة اللواء أن هذه العمليات مؤيدة من قبل قطاع عريض من الشعب خاصة بعد تواتر العمليات الإرهابية والهجوم على المناطق الأمنية وسقوط الشهداء بشكل مستمر خلال الأيام الماضية وبالطبع ليس الأفراد العاديين فقط هم من يؤيدونها ولكن أيضا النخب السياسية وأغلب الاحزاب التى يسوءها ما يحدث لمصر وشعبها نتيجة هذه الهجمات الإرهابية ولذلك القوات المسلحة تعمل بأريحية كاملة وبدعم كامل وبالتالى لا يوجد سوى المتنمر الذى يمكن الا يرضى عن تلك العمليات العسكرية ولا يمكن لأى فصيل استغلال نجاح او تاخر نتائج العمليات العسكرية لأن الشعب بأكمله سيكون الحكم . كما أن الإعلام عليه دور غاية فى الاهمية خاصة مع حروب التصريحات الأخيرة التى يسربها البعض على أنها حقيقة ثم يعود ثانية لنفيها بغرض إحداث بلبلبة بين المواطنين ومرة أخرى يؤكد سيادته على ضرورة الاستناد إلى ما تعلنه القوات المسلحة فقط من معلومات والاستشهاد بأن جزء كبير من نجاح حرب أكتوبر كان بسبب الالتزام بالسرية المطلقة وعدم السماح بدخول أى وسيلة إعلامية إلى الجبهة وعدم نشر أية معلومات عن القوات المسلحة فى اى وسيلة إعلامية إلا فقط ما تسمح به القوات المسلحة. أما بخصوص جماعة الإخوان فإنها بشكل لا شك فيه متورطة فى تلك الهجمات الإرهابية بشكل مباشر او غير مباشر ومعها التيارات الدينية المتطرفة ويمكن ان تقوم جماعة الإخوان بفعل اى شئ وقلب الحقائق لتضليل اتباعها والإيحاء بفشل العملية العسكرية فى سيناء وأن هذا نصر من الله للجماعة ، ولكن مرة أخرى لا يمكن بإذن الله ان تفشل تلك العمليات خاصة وأن هناك كم كبير من المعلومات عن العمليات السابقة لم يتم إعلانه حتى الآن مثلا أن حماس خسرت 69 عنصراً من عناصرها فى تلك العمليات منهم 22 قتيلاً والباقى مصاب .
وفى وقت سابق كان المحلل الاستراتيجي اللواء حسام سويلم، قد أعلن أن الجيش المصرى استطاع القبض على مجموعة قيادية للإرهابيين فى سيناء، أبرزها رمزى موافى، الذى كان يعمل مساعداً لأحد أطباء زعيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، واليمنى إبراهيم سنجاب الملقب ب"ابى شعبان"، والفلسطينى "خليل أبو المر"، الذى يتولى تدريب الإرهابيين. وقال سويلم، إن الجيش المصرى عثر مع القيادات المعتقلة فى منطقة جبل الحلال بشمال سيناء، على جهاز لاب توب يوضح مواقع تمركز العناصر المسلحة فى سيناء، والأهداف التى يسعون للهجوم عليها من مواقع للجيش والشرطة، فضلاً عن أهداف استراتيجية فى القاهرة، مشيراً إلى أن ضبط المجموعة القيادية المذكورة، قاد إلى اعتقال 13 آخرين من قيادات تنظيم التوحيد والجهاد ومجلس شورى المجاهدين. كما ذكر أن الجيش المصرى بالتوازى مع جمع المعلومات المهمة قد أكمل عملية حشد عسكرى لتطهير سيناء، تضم 30 ألف جندى، ولواءين ونصف لواء مشاة ميكانيكى، ومجموعة صاعقة، ومجموعة مظلات، ووحدة مهندسين عسكريين، ووحدة مدفعية، فضلاً عن 5 طائرات أباتشى وطائرات إف 16، فضلاً عن لنشات بحرية ستقوم بمراقبة المياه الإقليمية الفاصلة بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية وقال سويلم إن الجيش عمد إلى تسديد بعض الضربات الاستباقية إلى مراكز الإرهابيين، وإن ثمة معلومات عن هروب تلك العناصر من مواقعها، تاركة وراءها أسلحتها، ومحاولتها إيجاد مأوى لدى قبائل سيناء التى ترفض التعاون معها وألمح إلى أن الجيش يعتزم استخدام عنصر الردع بتقديم أى معتقل خلال العمليات للمحاكمة فورا. وحول المصادر التي يعتمد عليها الإرهابيون فى سيناء، أكد سويلم أن تسليحهم يأتى من ليبيا وحركة حماس فى قطاع غزة، وتم رصد عبور ما يقرب من 600 مقاتل من حماس عبر الأنفاق المارة عبر الحدود منذ عزل الرئيس محمد مرسى. وأضاف – على مسئوليته- أن تمويل الجماعات الإرهابية فى شمال سيناء يأتى من ليبيا والولاياتالمتحدة، وتلك الجماعات تحصل على سيارات دفع رباعى عبر حدود السودان، وتعتمد فى اتصالاتها على شبكة "أورانج" الإسرائيلية للاتصالات، التى تربط بين غزة وإسرائيل عبر الأقمار الاصطناعية.