صدر حديثًا، ضمن سلسلة إصدارات خاصة، التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، كتاب بعنوان «مصر في مواجهة إسرائيل والغرب سياسيًا وعسكريًا 1980:1956»، تأليف الدكتور عبد الرؤوف أحمد عمرو. يتناول الكاتب في بحثه مرحلة هامة من تاريخ مصر المعاصر، إذ لم تكد مصر اتفاقية الجلاء في 19 يونيه 1954، حتى بدأت تتحلل من قيود وأغلال الماضي، التي كانت تكبلها طوال 72 عامًا، إذ تتسم هذه المرحلة من تاريخ مصر بالفعل ورد الفعل، وهذا أدى إلى تداعى الأحداث تباعًا بشكل سريع الإيقاع، سواء كان ذلك من جانب مصر أو من جانب إسرائيل ومن يحالفها من الدول الغربية. إذن فالكتاب جملة من المواجهات السياسية والعسكرية التي خاضتها مصر ضد الكيان الصهيوني والغرب، وعلى رأسه أمريكا، منذ شرعت مصر فى استقلال إرادتها السياسية، والبحث عن حقوقها المشروعة، ووقوفها في وجه الأطماع الاستعمارية العالمية، يتخذ الكتاب نقطة البدء من مواجهات حرب 56، مرورا ب67، و73 حتى وفاة الرئيس السادات، شارحًا أبعاد تلك المواجهات وسياقاتها المختلفة. ونحكي عن نصر أكتوبر 1973، الذي يعتبر أهم حدث في تاريخ مصر وسوريا في النصف الثاني من القرن العشرين، وأول نصر عسكري عربى يتحقق مع الكيان الصهيوني، ففي السادس من أكتوبر أعلنت مصر وسوريا الحرب على الاحتلال، وفقًا لدراسة على ضوء الموقف العسكري للعدو، وفكرة العملية الهجومية المخططة، والمواصفات الفنية لقناة السويس من حيث المد والجزر، وتم دراسة كل شهور السنة لاختيار أفضل الشهور في السنة لاقتحام القناة على ضوء حالة المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه واشتملت الدراسة، أيضا جميع العطلات الرسمية في المنطقة المحتلة، بخلاف يوم السبت وهو يوم أجازتهم الأسبوعية، إذ تكون القوات المعادية أقل استعدادًا للحرب. كما تم دراسة تأثير كل عطلة على إجراءات التعبئة في جيش الاحتلال، ووجد أن له وسائل مختلفة لاستدعاء الاحتياطي بوسائل غير علنية ووسائل علنية تكون بإذاعة كلمات أو جمل رمزية عن طريق الإذاعة والتليفزيون، وكان يوم كيبور هو اليوم الوحيد خلال العام الذي تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث كجزء من تقاليد هذا العيد أي أن استدعاء قوات الاحتياط بالطريقة العلنية السريعة غير مستخدمة، وبالتالي يستخدمون وسائل أخرى تتطلب وقتا أطول لتنفيذ تعبئة الاحتياطى وتم الاتفاق على ساعة الصفر في يوم 6 أكتوبر 1973.