استمرارًا لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني، اعتقل الاحتلال خلال اليومين الماضيين عشرات المواطنين في مناطق متفرقة من الضفة الغربيةالمحتلة والقدس وغزة، تزامن ذلك مع اقتحام وزير الخارجية الصهيونية "أفيجدور ليبرمان" للحرم الإبراهيمي بالخليل في خطوة اعتبرها الفلسطينيون دعائية لتزامن توقيتها مع انتخابات الكنيست. تصاعدت خلال الفترة الأخيرة حدة الاعتقالات التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أشار الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي إلى أن حملة الاعتقالات التي تقوم بها إسرائيل، تطال بشكل خاص الشبان والشابات صغار السن، مشدداً على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بإجراءات قضائية شديدة بحقهم. تأتي هذه الاعتقالات تزامنا مع إجراء الانتخابات الإسرائيلية، ويؤكد مراقبون أن هذا التصاعد في القمع الإسرائيلي والاعتقالات جاء خوفًا من اشتداد وتيرة المقاومة الشعبية، حيث نصب الاحتلال حواجزه العسكرية على طريق بلدة يطا ومدخل مخيم الفوار وعلى مدخل بلدة سعير وجسر حلحول شمالاً، عمل خلالها جنود الاحتلال على تفتيش المركبات والتدقيق في هويات المواطنين، ما تسبب في إعاقة مرورهم. اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، وداهمت منازل المواطنين، واعتقلت اثنين منهم ، كما أعلن الاحتلال عن اعتقاله لشابين فلسطينيين جنوبي قطاع غزة بعد اجتيازهما للسياج الأمني الفاصل بين القطاع وإسرائيل. في إطار الحملة الانتخابية التي انتهت أمس وبهدف تحسين وضع حزبه المتهاوي جراء قضايا الفساد ضد عدد من قادته، اقتحم افيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف، يرافقه عدد من أعضاء حزبه اليميني الحرم الإبراهيمي الشريف، في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. واستنكر الشيخ يوسف ادعيس، وزير الأوقاف والشؤون الدينية، تكرار الاقتحامات التي يقوم بها قادة الأحزاب اليمينية المتطرفة للمسجد الإبراهيمي، في محاولة منهم لاستغلال الصوت اليهودي المتطرف في مدينة الخليل في الانتخابات المقبلة، وأكد أن اقتحام المتطرف ليبرمان للقسم المغتصب من المسجد الإبراهيمي برفقة عدد كبير من أعضاء حزبه وقبله المتطرف نفتالي بينت، محاولة لاستغلال وضع المسجد الحالي في الدعاية الانتخابية، وهذه الممارسات ما هي إلا مقدمات لجرّ المنطقة إلى حرب دينية، مطالبا المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية ذات العلاقة مثل اليونسكو بالعمل بشكل سريع لمنع تكرار هذه الممارسات الخطيرة وغير المسؤولة. من جانبها، استنكرت وزارة الإعلام الفلسطينية اقتحام ليبرمان للحرم، واعتبرته عربدة متطرف يستجدي أصوات المتطرفين أمثاله على حساب دماء أبناء الشعب الفلسطيني، ودعوة لمزيد من العنف في سياق انتخابي، وللتنافس على أصوات الإسرائيليين على حساب مقدساتنا وحرماتها. يتوقع أن يكون ليبرمان من أكبر الخاسرين خلال الانتخابات التي تجري الثلاثاء، إذ شكلت فضائح الفساد لقيادات من حزبه كشف عنها العام الماضي ضربة كبيرة له ما أدى إلى تراجعه في استطلاعات الرأي التي تشير إلى إمكانية حصوله على 5 مقاعد فقط في الكنيست المقبل.