إيهاب الدسوقى: داعش تحصل 2 مليون دولار يوميًّا من نفط العراق عليان: إذا كان بشار الأسد طاغيًا.. فمن البديل؟ ولمصلحة من؟ لطفي: يستحيل دخول داعش لمصر.. لأن الشعب والشرطة والقوات المسلحة بتكاتفهم سويًّا سيقفون حائلاً دون حودث ذلك لعبت الأحداث الاقتصادية والسياسية دورًا بارزًا مؤخرًا، فعلى الصعيد السياسي ثبت باليقين أن أمريكا تمد "داعش بالسلاح"، من خلال إسقاط الجيش العراقى لطائرة أمريكية تمد تنظيم "داعش" الإرهابي بالسلاح. وعلى الفور خرج علينا جون كيري، وزير خارجية أمريكا، معلنًا توقف دعم بلاده ل "داعش"؛ بسبب جرائمها، فيما أثرت مساعى أمريكا والسعودية فى خفض أسعار النفط على المورد الأساسي لتمويل "داعش"، حتى توقع الخبراء صعوبة توسع "داعش" خلال الفترة المقبلة، والاكتفاء بالحفاظ على ما استولت عليه من أراضي. وأجمع البعض على صعوبة دخول "داعش" مصر عبر ليبيا؛ نظرًا لترابط الجيش والشعب والشرطة فى مواجهة الإرهاب. يقول الدكتور ايهاب الدسوقى، أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، إن تنظيم "داعش" يحاول جاهدًا التوسع في الأراضي المسيطر عليها بالعراقوسوريا، والاستيلاء على المزيد من الموارد؛ لأجل الإبقاء على قوته المالية. وأضاف الدسوقى أن تنظيم "داعش" الإرهابى استولى على بعض حقول النفط فى العراق، ويتحصل منها على 2 مليون دولار يوميًّا، بخلاف المساعدات المقدمة من السعودية وبعض دول الخليج لهم؛ بهدف نشر الفتن فى العراق والشرق الأوسط؛ لخدمة المصالح الصهيوأمريكية. ومبيعات النفط تعني أن "داعش" يمكنه أن يقلل اعتماده على التبرعات الخارجية، ويجتذب المزيد من المجندين في صفوف مقاتليه والأنصار؛ بفضل ثروته الجديدة، وهو أمر يزيد من صعوبة القضاء عليه في سوريا. وأوضح الدسوقى أن محاربة التنظيمات الإرهابية تبدأ أولاً بتغيير الوعى والثقافات بين الشعوب؛ لمعرفة مدى خطر التنظيمات الإرهابية وتقليل اجتذاب العديد من المجندين تحت راية الباطل، موضحًا أن الضرب بالأسلحه وحدها لا يكفى. وقال الدكتور عبد الرحمن عليان، الخبير الاقتصادى وعميد معهد الاقتصاد سابقًا، إن داعش جماعة إرهابية لا يوجد لها سجل حسابي متاح يكشف عن مشاركة حكومة إحدى الدول في نشأتها وتمويلها، ولكن من الواضح أن أموال "داعش" تأتى من دول خليجية، هدفها محاربة بشار الأسد وتقسيم سوريا، مؤكدًا أن التمويل الأساسى يأتى من أمريكا؛ بهدف زعزعة النظام فى الدول العربية وإثارة الفتن بين الشعوب؛ لضمان سلامة وأمن حليفتها إسرائيل، بل وتثبيت أقدامها داخل جسد الوطن العربي. وتساءل عليان: إذا كان بشار الأسد طاغيًا، فمن البديل؟ ولمصلحة من؟ فالوطن العربى غير واعٍ أو راشد، فكل دولة مثل السعودية وقطر تعلي مصلحتها على مصلحة الأمة العربية، وبذلك تكون هدفًا سهلاً وفريسة للدول المهيمنة على الاقتصاد العالمى. وأوضح عليان أن البترول هو ثاني أهم مصدر تمويل ل "داعش"، بعد استيلائها على حقول النفط في شمال سوريا، وهجومها على مصفاة النفط في "بيجي" المصنفة كأكبر منشأة نفطية بالعراق، وعبر سنتين ماضيتين ببيع النفط في السوق السوداء لرجال أعمال خارج سوريا، كما نقلت النفط عبر الحدود إلى تركيا. وكشف أنه في الوقت نفسه صارت "داعش" في وضع يمكنها من تمويل نفسها بشكل مستقل؛ لضمان مصدر تمويل دائم، ويظهر من خلال عدة أمثلة، من بينها عمليات الابتزاز الممنهجة من قِبَل عناصرها في مدينة الموصل، وقيامها بفرض ضرائب في المناطق الخاضعة لسيطرتها بالكامل، مثل محافظة الرقة في شمال شرق سوريا. واتفق معه الدكتور صلاح العمروسى، الخبير الاقتصادى، في أن تمويل "داعش" يأتى من الحكومة السعودية بشكل غير رسمى، ويليها حكومة قطر؛ بهدف استمرار الفوضى بمنطقة الشرق الأوسط ودول الربيع العربى تحديدًا. وأضاف العمروسى مصدر آخر لتمويل داعش، وهو استيلاؤها على الكثير من الأسلحة الأمريكية لدى دخولها الموصل، مشيرًا إلى "داعش" يمكن أن تنفق الآن المال في السوق العالمية؛ للحصول على المزيد من الأسلحة الحديثة، وأنها استطاعت السيطرة على نحو 249 مليون دولار بعد دخولها الموصل، فضلاً عن الأسلحة والعتاد للجيش العراق الذي انسحب حينها، إلا أن الحكومة العراقية أنكرت ذلك. وأوضح العمروسى أن مجموع مصادر إيرادات التنظيم من بيع وتهريب ما يقرب من 9 آلاف برميل بترول يوميًّا بلغت حوالى 8.1 مليون دولار، إضافة إلى التجارة المحلية، والتي وصلت إلى حوالى 5 مليون جنيه إسترليني، وعمليات السطو والاستيلاء وصفقات خطف الرهائن. وتابع العمروسى أنه "كلما اتسعت رقعة المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش فى سورياوالعراق، زادت مواردها المالية والعسكرية من غنائم الحرب ومن موارد البلاد نفسها وسيطرتها عليها، بجانب فرض الضرائب". وأكد الدكتورعلى لطفى، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس ورئيس وزراء مصر الأسبق، أن "تمويل داعش الأساسى من نفط مدينة الموصل بعد الاستيلاء عليها وعلى ثرواتها، موضحًا أن تنظيم "داعش" يبيع ثروات المدينة بأقل من السعر العالمى؛ مما يتيح له الاكتفاء الذاتى من الأموال وشراء الأسلحة والذخيرة وزيادة عدد المقاتلين واستخدام الأموال فيما يسمى بالجهاد". وفيما يتعلق بسيطرة داعش على مدينة درنة الساحلية شرق ليبيا والقريبة من الحدود المصرية، أوضح لطفى أنهم لن يتمكنوا من الدخول إلى الحدود المصرية؛ لأن الشعب والشرطة والقوات المسلحة بتكاتفهم سويًّا سيقفون حائلاً دون حودث ذلك، ولن يسمحوا لهم بالاستيلاء على شبر من الحدود المصرية مثلما حدث فى سوريا والعرق.