مرت عدة أسابيع على عملية القنيطرة التي استهدف خلالها العدو الصهيوني مجموعة من كوادر حزب الله، التي كانت بمثابة جس نبض من الكيان الصهيوني لمعرفة جاهزية حزب الله واستعدادته العسكرية و كان رد الحزب سريعًا بتأكيده أنه مستعد لأي تصعيد، الأمر الذي تلقاه الكيان الصهيوني بكثير من التخوفات، ليبدأ الاحتلال الأربعاء تمرينات وتدربيات عسكرية لجبهته الداخلية تتضمن سيناريوهات المواجهة المقبلة مع حزب الله في عدة جبهات وسقوط صواريخ متطورة، والتدريب على عمليات تسلل المقاومة لعدد من المستوطنات الشمالية. جاءت هذه التدريبات الإسرائيلية على واقع تقدمات الجيش السوري في الجنوب بمنطقة القنيطرة، حيث تزايد القلق الإسرائيلي من سيطرته على نقاط معينة على طول الحدود مع الجولان المحتل، وهذا القلق ترجمه «أور هيلر» مراسل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة تعقيبًا على عمليات الجيش السوري، حيث قال إن "الخشية الكبيرة لدينا هي من تحصن حزب الله في مواقع قريبة من الجولان ومن المستوطنات الإسرائيلية، أيضًا نتنياهو كان له تصريح عن هذا التقدم السوري وعناصر حزب الله على الجماعات المسلحة في الجنوب بالقول "ثمة تحدٍ يحدث الآن أمام أعيننا حيث آلاف المقاتلين من حزب الله منتشرون في سوريا ويدخلون إلى جنوبها". خلال الأعوام الأربعة الماضية منذ اندلاع الأزمة السورية، ظهرت معلومات وتقارير تتحدث عن تعاون إسرائيل مع الجماعات المسلحة وتدخل الكيان في العديد من المناطق السورية خاصة المنطقة الجنوبية السورية (درعا- القنيطرة- الجولان)، منعاً لاسترداد هذه المنطقة من قبل الجيش السوري وحزب الله وظهر واضحًا في العدوان الإسرائيلي على القنيطرة، كما كان واضحًا الدعم في معالجة المسلحين من التنظيمات المتطرفة داخل المستشفيات الإسرائيلية. ومن هنا، بدأت قواعد الاشتباك بعد عدوان القنيطرة مختلفة وأخذت طابعًا جديدًا، حيث أعلن الجيش السوري عن بدء عملية واسعة، سيطر خلالها على عدة قرى معروفة باسم (المثلث الجنوبي) والتي تشمل أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة بهدف إبعاد الخطر عن دمشق خلال أي مواجهة واسعة قادمة في الجنوب السوري، إضافةً إلى إفشال مخطط الحزام الآمن الذي يسعى لإقامته العدو الصهيوني. من جانبه، أعلن قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية أيال أيزنبرغ أن هذا الأسبوع سيكون طوارئ" في منطقة عمكيم شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة كجزء من الاستعداد لحرب لبنان الثالثة، ونقلت صحيفة "معاريف" أن جنود الجبهة الداخلية وعناصر المنطقة سيتدربون هذا الأسبوع مرات عديدة على سيناريوهات قاسية من ضمنها سيناريو سقوط صواريخ برؤوس متفجرة ثقيلة، على أبنية سكنية وأبنية عامة، وأيضاً على سيناريوهات المواجهة في عدة جبهات في وقت واحد مع عدد كبير من المصابين والمحتجزين. ونقلت الصحيفة عن قائد المقاطعة حاييم روكخ قوله "أخذنا السيناريو المتوقع في المعركة الشمالية المقبلة من خلال إدراكنا بأن الأمر يتعلق بشيء لا نعرفه حتى الآن، اليوم واضح لنا أنه في الحرب الشمالية المقبلة لن نستطيع الوصول إلى كل منطقة"، وأشارت الصحيفة إلى "أن كلام الضابط هذا يرتبط جيداً مع الاستعدادات الحالية للمؤسسة الأمنية، والتي وفقها فإنه في حرب لبنان الثالثة يتوقع أن تتلقى الجبهة الداخلية الإسرائيلية ضربات نارية مركزة، إضافة إلى تحطم طائرات غير مأهولة وسط التجمعات السكنية، وأن منظومات القبة الحديدة لن تستطيع تأمين الحماية الكاملة إزاء هذه التهديدات، لذلك فإن تحصين السلطات المحلية سيحدد طابع المعركة. سيتم على مدى أسبوع التدريب على نظام "رسالة شخصية" إضافة إلى التدريب على سيناريو معقد لإطلاق صواريخ وإطلاق نار من سلاح خفيف من أراضي سورياولبنان في المقابل، إضافة إلى صواريخ تطلق على بحيرة طبريا والمستوطنات المحيطة. هذه السيناريوهات وفق "معاريف" تعرض ما يسمونه في الجبهة الداخلية "سيناريو الصدمة"، عشرات المصابين وعدد غير معروف من المحتجزين، في المقابل تتدرب الطواقم على مواجهة مجموعة من حزب الله تتسلل إلى مدينة عكا وتنفذ عملية ضخمة، كما يتدرب فريق آخر على سيناريو السيطرة على مجموعة أخرى لحزب الله احتلت مستوطنة مهجورة على الحدود مع لبنان. في نفس السياق توقعت نشرة "إنسايت" العبرية، الصادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، أن العام الجاري سيشهد معركة عنيفة بين الكيان المحتل وحزب الله، سواء في لبنان أو في سوريا، وربما أيضا خارج منطقة الشرق الأوسط، ربطاً بالمحاولات القائمة من قبل النظام السوري والإيرانيين، لتوسيع منطقة سيطرتهما في جنوبسوريا ومرتفعات الجولان، مشيرة إلى أن تهديدات مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني إسرائيل بالرد على اغتيال العميد الإيراني في القنيطرة قد تترجم ليس فقط عبر تقديم الدعم لعمليات يشنها حزب الله ضد إسرائيل، بل أيضا محاولة من قبلهم لتنفيذ عمليات في الخارج.