كل الدلائل على الأرض تشى بمواجهة محتملة بين حزب الله الموالى لإيران ودولة الاحتلال الإسرائيلى بعد ان شنت إسرائيل غارة جوية على منطقة القنيطرة فى هضبة الجولان السورية اسفرت عن مقتل 6 من مقاتلى حزب الله، أحدهم ابن عماد مغنية نجل القائد العسكرى لحزب الله الذى اغتيل عام 2008 فى دمشق بتفجير سيارة وحمل حزب الله وقتها اسرائيل مسئولية الاغتيال. وفجأة ودون مقدمات تنتظر منطقة الشرق الأوسط مواجهة عسكرية محتملة فى وقت قريب لا أحد يعلم كيف ستبدأ؟ ولا الى أين ستمضى؟ ولا كيف ستنتهى؟، ولكن فى هذا التوقيت بالذات تفجر إسرائيل الصراع والمواجهات الدامية، فالأمر مؤكد يتجاوز الانتخابات الإسرائيلية المرتقبة فى مارس. كما ان توافر معلومات لدى جهاز الأمن الإسرائيلى عن تحركات لقادة عسكريين فى حزب الله لا يمكن ان يكون سببا لشد فتيل الحرب دون حسابات سياسية مستحيل أن تكون بعيدة عن واشنطن. كما ان شهوة الدم الإسرائيلية لا يحتمل ان تكون محركا لهذه النيران التى بالضرورة ستكتوى بها اسرائيل ايضا، وربما تقود الحرب الى مالا تحمد عقباه بتدخل ايران وعلى اثرها الولاياتالمتحدة، وينفجر الشرق الأوسط بأكمله. اندلاع الأزمة كانت الشرارة الأولى فيما أعلنه التليفزيون السورى الرسمى "انه فى إطار دعم المجموعات الارهابية، قامت مروحية اسرائيلية بإطلاق صاروخين من داخل الاراضى المحتلة باتجاه مزارع الأمل فى القنيطرة، ما ادى الى ارتقاء ستة شهداء"، واكد حزب الله -حسبما أعلن تليفزيون المنار التابع للحزب - استشهاد عدد من عناصره فى هذه الغارة، وأوضح انه اثناء قيام مجموعة من مجاهدى حزب الله بحملة تفقد ميدانى لبلدة مزرعة الامل فى القنيطرة السورية تعرضت لقصف صاروخى من مروحيات إسرائيلية، ما ادى الى استشهاد عدد من المجاهدين. وتدور اشتباكات منذ فترة طويلة بين الجيش السورى ومعارضين مسلحين على مقربة من خط الفصل فى هضبة الجولان وتتساقط احيانا قذائف داخل القسم المحتل من هضبة الجولان، فى حين بررت القناة العاشرة العبرية الغارة . نذر الحرب وفى تحليلها للحادث ذكرت القناة الإسرائيلية الأولى أن حزب الله اللبنانى لن يمر على عملية اغتيال عدد من كوادره من دون رد حتى وإن كانت وقعت على الأراضى السورية، ولهذا قامت السلطات برفع حالة الاستنفار الأمنى على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وكثف الطيران الحربى والاستطلاعى الاسرائيلى من طلعاته الاستكشافية فوق مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتلين عقب الغارة وتزامن ذلك مع تحركات غير عادية للجيش الاسرائيلى فى مواقعه الامامية المتاخمة للمناطق الحدودية، وخاصة على طول جبهة مزارع شبعا المحتلة. كما رفع الجيش الاسرائيلى من استنفار قواته فى هذا القطاع، وطلبت الحكومة الاسرائيلية من سفاراتها بالخارج رفع حالة التأهب أيضاً، فيما تسود حالة من الذعر والهلع فى صفوف المستوطنين فى مناطق الشمال الإسرائيلى بعد تداول أخبار الحرب. وتشهد القنيطرة قتالا شرسا بين قوات بشار الأسد وميليشيات حزب الله من جهة ومسلحى المعارضة من جهة أخرى وقصفت إسرائيل سوريا عدة مرات منذ بدء الحرب هناك قبل نحو أربع سنوات استهدفت فى الأساس تدمير أسلحة مثل صواريخ، قال مسئولون إسرائيليون إنها كانت فى طريقها إلى حزب الله فى لبنان، وقالت سوريا الشهر الماضى إن طائرات إسرائيلية قصفت مناطق قرب مطار دمشق الدولى وفى بلدة الديماس قرب الحدود مع لبنان.
معركة ستكون الأعنف وفى تعقيبها على الحادث قالت صحيفة معاريف العبرية: "يدرك الإسرائيليون أن المعركة المقبلة ستكون على الجبهة الشمالية وإنها ستكون الأعنف من بين جميع المعارك بشكل غير مسبوق، لأن إيران، على مدى الأسابيع الأخيرة، تعرض على العالم أفلاما مسجلة تظهر قوتها العسكرية. وفى حين استغلت إسرائيل السنوات الثمانى التى أعقبت حرب لبنان الثانية لتعظيم قوة ردعها فإن حزب الله لم يكن غافلا خلال هذه السنوات وملأ مخازنه بالأسلحة الإيرانية التى لم يسبق لإسرائيل ان اختبرتها او واجهتها فى أى معركة سابقة مثل الطائرات الانتحارية دون طيار والصواريخ الدقيقة وصواريخ مضادة للطائرات والسفن، تلك الأسلحة التى تعتبر جزءا من قائمة طويلة غير موجهة نهائيا للمنطقة الشمالية بل تقصد وتستهدف تحديدا المنطقة الجنوبية والوسطى. وكشفت وكالة الإنباء الإيرانية قبل عدة أيام النقاب عن طائرة دون طيار تستخدمها الميليشيات الشيعية المدعومة من حزب الله فى العراق، حسب تعبير الصحيفة العبرية، وهى من طراز "ياسير" المتطور بما يفوق بكثير الطائرات التى حصل عليها حزب الله بعد حرب لبنان الثانية، وبدأت إيران مطلع عام 2013 عملية الإنتاج المكثف للطائرة دون طيار القادرة على حمل المتفجرات بما يسمح لكل مقاتل من مقاتلى حزب الله أن يستخدم هذه الطائرة ويطلقها من أى نقطة كانت. وحسب صحيفة معاريف تشير التقديرات الاستخبارية الى امتلاك إيران قدرات هجومية عالية جدا تمكنها من تهديد الجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل جدى، وتتحدث التقديرات الاستخبارية أيضا عن ان جزءا ليس بالبسيط من قدرات إيران الهجومية مخزن فى مستودعات حزب الله داخل الأراضى اللبنانية ومقاتلى حزب الله درسوا جيدا الأسلحة الإيرانية وتدربوا عليها.