في الوقت الذي ينتظر فيه الاحتلال الإسرائيلي بخوف وقلق وترقب رد حزب الله اللبناني على غارات القنيطرةبسوريا، يبعث وزير خارجية الكيان الصهيوني أفيجدور ليبرمان برسالة غير مباشرة إلى سوريا وحزب الله وإيران مفادها «أرجوكم لا نريد التصعيد بالجبهة الشمالية». بدأ وزير خارجية الكيان افيجدور ليبرمان زيارة لروسيا الأحد لمقابلة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لمناقشة أوضاع المنطقة بالإضافة إلى توتر العلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية بعد انضمام القيادة الفلسطينية إلى المحكمة الجنائية، إلا أن الصحافة العبرية والقريبة من صانع القرار الإسرائيلي أضافت أن الزيارة ستضمن رسالة تحتوي على توضيحات إسرائيلية بشان الغارة الأخيرة التي استهدفت عدد من عناصر حزب الله بالإضافة لضابط إيراني على الحدود مع سوريا، وتهدف الرسالة بحسب القناة العبرية العاشرة إلى تهدئة الأوضاع على الحدود الشمالية للكيان في محاولة لتفادي هجوم محتمل من حزب الله. وبحسب القناة ذاتها شملت الرسالة توضيح بشأن مقتل الضابط الإيراني حيث أوضح «الاحتلال» أنها لم تكن على علم بوجود الضابط من بين المستهدفين، بينما استنفر جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته مؤخراً على الحدود مع لبنانوسوريا بعد تهديد حزب الله بالرد على الغارة ونصب الجيش عشرات الآليات والمعدات العسكرية على الحدود تحسباً لأي طارئ. سبقت هذه الزيارة نقل أكثر من مصدر إعلامي عن مصادر سياسية في تل أبيب، أن اختيار موسكو وسيطاً مرده العلاقة الطيبة التي تجمع الجانب الروسي مع الجهات الثلاث في الجانب الثاني من الحدود، إلى ذلك، وبعدما أخفقت كل محاولات طمأنة الجمهور الإسرائيلي، ومع ارتفاع المخاوف من قرار حزب الله، لجأت إسرائيل إلى توجيه رسائل في اتجاهين: الأول خارجيًا من خلال الاستعدادات والتأهبات لإظهار القدرة على المواجهة، والثاني طمأنة الداخل، إلا أن لم تنطو هذه الرسائل على أي جديد، سواء على مستوى النيات والتوجهات، أو على مستوى القدرات، فيما زادت من منسوب القلق لدى الجمهور الإسرائيلي، لأنها أوحت بأن المنطقة قد تكون مقبلة على مواجهة قاسية. في هذا السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن إسرائيل تنتظر لترى كيف سيتطور الانتقام بعد ضربة القنيطرة حيث يجري قيادة الجبهة الشمالية وهيئة أركان الجيش ووزير الأمن، تحليل المعلومات التي تتدفق إلى الأجهزة الاستخبارية، ويرسمون سيناريوات مختلفة ويستعدون لها، وهناك شعور بوجود قنبلة موقوتة لا يعرفون متى تنفجر وأين، وحتى ذلك الحين سيستمر الاستعداد والتوتر في الجبهة الشمالية. ومن جهة أخرى تراهن أوساط حزب الله على أن عدوان القنيطرة سيعيد الالتفاف الشعبي اللبناني حول المقاومة وسيرد الاعتبار لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي اختفت من البيان الوزاري لحكومة المصلحة الوطنية برئاسة تمام سلام وحلّت مكانها عبارة مرادفة، بالإضافة أن الغارة الإسرائيلية قد تفتح جبهة الجولان التي سبق للرئيس السوري بشار الأسد أن لوّح بها لتصبح إسرائيل أمام جبهتين في الجولان وجنوب لبنان وربما جبهة ثالثة في الداخل الفلسطيني.