من بين أكثر من 700 أديب وفنان اختيرت لنيل جائزة كريسكي للآداب والفنون في ديترويت عام 2013، والتي تعدّ من بين الجوائز الثقافية الأمريكية المهمة، لتكون أول عربية تنال الجائزة، وبحسب صحيفة "ديترويت فريبريس" هي الجائزة الأهم في ولاية مشيجان، وتمنح كل عام إلى 18 أديب وفنان من مختلف الحقول الفنية والأدبية. الشاعرة العراقية دنيا ميخائيل، اختارت العاصمة المصرية عددًا من قصائدها، لتصدر لها ديوان جديد بعنوان "أحبك من هنا إلى بغداد"، الذي صدر مؤخرًا ضمن منشورات سلسلة آفاق عربية، وتتميز قصائد الديوان بالمزج بين قاموسي الحب والحرب، بين اللغة الرومانسية وبين الواقع الخشن والمرعب الذي تعيشه الشاعرة في أجواء الحرب والصراع. في مختاراتها الشعرية الصادرة حديثًا، تنسج الشاعرة من بقايا الانفجارات والتدمير عالمًا إنسانيًا أكثر رحمة، إذ تقف على مسافة من المشهد تسمح برؤيته بوضوح ثم تعيد رسمه، ولا يوجد في الديوان قصيدة تحمل عنوان الديوان، ولكن الشاعرة في قصيدة "لارسا" تناجي ابنتها "لارسا"، وتأمل فيها أن تكون تبعث إشارات إلى الكون فتنسى أعدائها كلهم. دنيا ميخائيل، شاعرة ومترجمة ولدت في بغداد ودرست الأدب الإنجليزي في جامعتها وهاجرت إلى الولاياتالمتحدة وتخرجت في جامعة وين ستيت ونالت عام 2001 جائزة من الأممالمتحدة لكتباتها عن حقوق الإنسان، ولها دواوين منها "مزامير الغياب، يوميات موجة خارج البحر، على وشك الموسيقى". وبين العراق وأمريكا كجغرافيا بشرية توجد مقابلات ومفارقات توجزها قصائد منها "الطائرة"، إذ تنطلق طائرة من بغداد تحمل جنودا أمريكيين وترتفع "فوق القمر المنعكس على نهر دجلة، فوق غيوم مكدسة كالجثث، فوق أناس مخطوفين، فوق خرائب تنمو مع الأطفال، الطائرة بركابها المنهكين ستحط على بعد 6 آلاف ميل، من إصبع مبتور في الرمل. عن ديوانها "نزيف البحر"، كتب الناقد قاسم ماضي: يقول الفيلسوف اليوناني الكلاسيكي أفلاطون، الذي وضع الأسس الأولى للفلسفة الغربية والعلوم، والذي كان تلميذًا لسقراط، وتأثر بأفكاره كما تأثر بإعدامه الظالم، حكمته الشهيرة التي انطلقت منها الشاعرة "ميخائيل"، والتي يبدو كانت متأثرة في باكورة عمرها وهي تعلو وتهبط على مدارج العشرين، تعلمت أن تعيش منذ أمد بعيد هذا الفليسوف "اليوناني"، وربما غيره من الفلاسفة، لتنطلق في مجموعتها الزاهية "نزيف البحر" الصادرة عن منشورات آمال الزهاوي في بغداد، وتقع في 138 صفحة من القطع الصغير. الشاعرة التي هربت من بلدها العراق، ليستقر بها المطاف في منفاها القسري الولاياتالمتحدةالامريكية، التي تكتظ بالهجرات من جميع دول العالم، والصراع القائم بين جميع الجاليات للتسابق فيما بينهم للوصول إلى مبتغاهم المعرفي والمادي في خضم صراع العولمة الذي يتناسل ويلقي علينا ظلاله في أصعب الظروف. تعلنها صراحة في كل محافلها الأدبية وغير الأدبية، دون قيود: من الصعب عليَّ أن أدرك ما هو الشعر بالضبط، لكني أعرفه قريبًا إليَّ كنفسي جوهريًا، كالماء، صديقًا أفتقده دائمًا، بيتًا ألجأ إليه واهتم بتأثيثه، وتجديده، بالنسبة لشكله، هو خلية أميبية لا شكل معين لها.