«فلسطين في السينما» عنوان ندوة نظمتها سفارة فلسطين بالقاهرة، على هامش أسبوع السينما الفلسطينية، مساء أمس_الثلاثاء، بمشاركة المخرجة اللبنانية عرب لطفي، والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، والناقد المصري الدكتور طارق الشناوي، وأدارها المنتج حسين القلا. المخرجة عرب لطفي قالت خلال اللقاء، إن السينما كصناعة فلسطينية مرت بعدة مراحل، ففي ثلاثينات القرن الماضى وقبل النكبة عرفت فلسطين السينما كصناعه جديدة فقدم إبراهيم حسن سرحان فيلمين مسجل وجودهما، وقدم المخرج صلاح الدين بدرخان عام 46 فيلم "حلم ليلة"، وتعرضت السينما الفلسطينية لحالة من فقدان التوازن بعد النكبة، وتسبب في انقطاعها لفترة طويلة. وأضافت أنه بعد نكسة عام 67، عادت السينما في فلسطين من جديد، وناقشت قضايا النضال، ففى الفيلم الروائى كفر قاسم عرض الاحتلال داخل بنية الحياة اليومية، مؤكدة أن أهمية وجود سينما عن فلسطين تنبع من كونها ليس مجرد قضية فحسب لطرح اشكاليات وهموم الحلم الفلسطيني، وقالت أن جيل الشتات الجديد والثورة شكلت لحمة جديدة للسينما، أظهرت جيل يعبر عن ذاته للتعبير عن مشروع الدولة مثل رشيد مشهراوي وايليا سليمان، وتميزت الفترة الراهنة بالتعبير عن قضايا إنسانية تخص الشعب، واختتمت مداخلتها بتأكيدها أن خريطة السينما الفلسطينية معقدة بتعقيد القضية، مما يثريها في الإبداع وتحتاج دراسات متعمقة لفلسفتها. وتحدث رشيد مشهراوي عن تجربته الخاصة في السينما الفلسطينية، وأنه استخلص من تجارب زملائه ضرورة الخروج عن شكل المقاومة التقليدي في السينما، لكنه فضل أن يبتعد عن التجارب المسيسة من أجل فتح مجال لحوار العالم بالفن بأسلوب جديد بعيدًا عن دور البطولة وكيف يتعايش المجتمعات مع الاحتلال وضغوطه ومشاكله من أجل الحياة، وشق طريقه في السينما لعرض المجتمع بايجابياته وسلبياته لنكون كأي مجتمع ودولة. وختم «مشهراوي» قوله بأن الحالة الفلسطينية من الشتات والداخل خلقت نسيجًا مجتمعيا انعكس على صورة السينما الفلسطينية في الابداع والتميز، وأكد أن فلسطين دولة ديموقراطية جدًا والحرية تحكمها وكل مبدع له مستقبل بها دون رقابة أو مصادرة سوى من الاحتلال، وأنه حين ملك الفلسطينيون الكاميرا بلوروا رؤيتهم بشكل أحسن، وقدم نصائحه للمبدعين الشباب بضرورة الدراسة والعمل والتعلم من الاخر لمواكبة كل التطورات مع الأخد بعين الاعتبار لكل نقد يوجه للعمل الفني لتطوير الذات. واختتم الناقد الفني طارق الشناوي الندوة بتأكيده على أنه لا يزال هناك لبس حول ماهية جنسية الفيلم الفلسطيني، والذي يقف عقبة كثيرًا في التعبير عن نفسه في المهرجانات العالمية، مؤكدًا على سبيل المثال أن المخرجين الذين ينتمون إلى عرب فلسطين ويحملون جواز سفر إسرائيليا، مواطنون شرفاء مجبرون على حمل جواز سفر الاحتلال. وأكد أن فى الستينات لوحظ أن أغلب أفلام ثورة 23 يوليو ارتبطت بالقضية الفلسطينية مثل فيلم فتاة من فلسطين، أرض السلام/ لأن موضوع النكبة كان حيوي وحاضرة بقوة، منتقًدا بعض الافلام الحديثة التي تتناول القضية الفلسطينية في قالب الصراع المصري الإسرائيلي بقالب فيه كوميديا سخرية ومطاردات ساذجة وان كان يحمل فى طياته معاني قوية بمثابة تحية اجلال للمخابرات المصرية مثل مهمة في تل أبيب وولاد العم. واختتم قوله، أن دور السينما الراهن يجب أن يصب في فكرة فك الالتباس على رجل الشارع المصري بتثقيفه بتفاصيل القضية وتطوراتها لأن هناك تغيير في التركيبة الذهنية المصرية لأنها لا تعكس الواقع بل ما توارثته الأجيال القديمة للجيل الراهن.