انتهى المترجم عبد السلام باشا، من تعريب مجموعة قصص «خيالات»، للكاتب الأرجنتيني الأشهر خورخي لويس بورخيس، استعدادًا لنشرها ضمن مطبوعات سلسلة المائة كتاب، التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. تعد المجموعة من أهم الأعمال الإبداعية للأرجنتيني الشهير، أحد أكبر القامات الإبداعية في القرن العشرين، وأحد كبار مؤسسي الإبداع الحداثي في آداب اللغة الإسبانية، كما أنها المرة الأولى التي تترجم فيها المجموعة القصصية كاملة إلى العربية. سبق وترجمت لغتنا العربية للكاتب مجموعته القصصية «كتاب الرمل»، وفيه نطالع أهم القصص التي صنعت شهرة بورخيس وبوأته تلك المكانة الرفيعة في عالم الأدب، إن بورخيس هنا يتأمل، ويسائل ويغرز مسباره عميقًا في معنى الزمن والواقع والفكر، معيدًا تشكيل العالم عبر رؤياه هو، الفنان والحالم والمفكر، متجاوزًا مظاهر الأشياء التي كان يؤمن أن مهمة الأدب تنحصر في تعريتها، والقبض على جواهرها. اللغة العربية ترجمت له كذلك عدد كبير من الإبداعات، منها: «الصانع، الألف، كتاب المخلوقات الوهمية، المرايا والمتاهات، الروح الحلوة لدون داميان، الدنو من المعتصم، التاريخ الكوني للخزي»، إضافة إلى كتاب ضم مختارات مترجمة من أشعاره. يقول بورخيس في أشعاره: «أن تحملق فى النهر الذى يصنعه الزمن والماء وأن تتذكر أن الزمن ذاته نهر آخر أن تعرف أننا نكف عن الوجود، تمامًا مثل النهر وأن وجوهنا تموت وترحل، تمامًا مثل الماء أن تُحسّ بأن الاستيقاظ نوم آخر يحلم بأنه لا ينام وبأن الموت الذى يرتعد منه لحمنا، هو نفسه ذلك الموت الذى يحدث كل ليلة، والذى نسميه النوم أن ترى فى اليوم أو فى السنة رمزًا لأيام البشرية وسنينها أن تُحوّل إهانة السنين إلى موسيقى، وحفيف، ورمز». مجموعة بورخيس ليست المفاجأة الوحيدة التي تجهزها سلسة المائة كتاب للجمهور، لأنها تستعد كذلك لنشر رواية «إلى الفنار»، للكاتبة البريطانية المرموقة فرجينيا وولف، بترجمة وتقديم إيزابيل كمَال. «إلى الفنار» إحدى علامات الحداثة الروائية في القرن العشرين، وأهم أعمال البريطانية فرجينيا وولف، إحدى مؤسسي "تيار الوعي" في الرواية العالمية، الرواية بلا أحداث خارجية ذات بال، فلا تعنيها أشياء العالم الخارجي، بقدر ما تغوص في العالم الداخلي، غير المعلن وغير المكتَشَف، فيما وراء جذور عملية الإدراك والوعي والنظر إلى العالم؛ وما يؤسس للعلاقات الإنسانية المتبادلة. هي تعرية للداخل الإنساني، بكل هشاشته وإحباطاته، بكل رغباته الصغيرة وانكساراته، بكل أساه وعجزه عن الخروج من الدوائر المغلقة كسجن أو حلبة صراع. الروائية بريطانية أحد أعلام الرواية الحديثة في القرن العشرين، ساهمت إسهامًا فعالًا وكبيرًا في تغيير شكل الرواية الإنجليزية، بتطوير الأسلوب الشعري في السرد من خلال حسها التجريبي، وهي أحد رموز "تيار الوعي" في الكتابة الروائية، ألفت طوال حياتها 21 كتابًا، من أهم أعمالها الروائية: "ليل ونهار، غرفة جاكوب، السيدة دالاوي، إلى الفنار، الأمواج، الأعوام"، فضلًا عن ست مجموعات قصصية، من بينها: الاثنين أو الثلاثاء، حفل السيدة دالاوي، منزل كارلايل وتخطيطات أخرى". تقول فرجينيا في أعمالها: الأدب مفروش بحطام من اهتموا بآراء الآخرين أكثر مما يجب. في معظم الأحداث التاريخية كان المجهول امرأة. إذا لم تقل صدقا عن نفسك فلن تتمكن من قوله عن الآخرين. لا تحيا الكلمات في القواميس، بل في العقول. كل امرئ يضمر ماضيه كأوراق كتاب حفظه عن ظهر قلب، وأصدقاؤه لا يقرأون إلا العنوان. لا يمكن العثور على السلام عن طريق تفادي الحياة.