بعد أن لمع نجم لاعبي الكرة والرياضيين، ونالوا الكثير من النجومية داخل المستطيل الأخضر، وحصدوا من المال والشهرة ما لم يجنه غيرهم من باقي فئات المجتمع، وخوفًا من أن يخفت هؤلاء النجوم، وتغيب عنهم الأضواء عقب اعتزالهم، لجؤوا إلى الدخول في معترك السياسة واللعب مع الكبار، لعل وعسى شهرتهم تبقى وخزائنهم تزداد بالمال من خلال المكاسب التي سيجنونها من وراء عضويتهم بالبرلمان والتمتع بحصانته الموقرة. ويعتمد الرياضيون على رهان الشعبية الجارفة لهم بين الجماهير التي هتفت لهم في المدرجات سنوات طوالاً، لا سيما بعد نجاح تجربتهم، مثل أحمد شوبير ومحمود الشامى وسمير زاهر والعامرى فاروق. فبمجرد الإعلان عن أن انتخابات مجلس الشعب سيتم إجراؤها في شهر مارس، شمر الرياضيون ونجوم الكرة عن سواعدهم، معلنين التحدي وخوض المعركة الانتخابية والصراع على مقاعد البرلمان والتمتع بالحصانة والوجاهة. ومن أبرز المرشحين لخوض الانتخابات المقبلة كل من طاهر أبو زيد وزير الرياضة الأسبق وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة السابق وأحمد مرتضى منصور ومصطفى عبد الخالق أعضاء مجلس إدارة نادي الزمالك وهاني أبو ريدة عضو المجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقى وسحر الهوارى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة وأمينة المرأة بتحالف الاستقلال وأحمد مجاهد عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الذي أعلن عن نيته الترشح بمسقط رأسه بدائرة الحامول، كما قرر خالد لطيف عضو مجلس اتحاد الكرة وثروت سويلم المدير التنفيذى لاتحاد الكرة الترشح بمحافظة الشرقية وجمال علام رئيس اتحاد الكرة بالأقصر وسفير نور عضو مجلس إدارة النادي الأهلى السابق والكابتن مجدى عبد الغنى نجم الأهلى. وهناك لاعبون آخرون ما زالوا يفكرون في خوض التجربة، أمثال العميد أحمد حسن وحسام حسن وطارق السيد وفرج عامر رئيس نادى سموحة والسيد الثعلبى نجم الاتحاد السابق ومحمد بركات والنجم محمد أبو تريكة وغيرهم. أما أحمد شوبير فيعتبر من أوائل الرياضيين الذين دخلوا البرلمان، وحكايته مع السياسة بصفة عامة ومع انتخابات مجلس الشعب بصفة خاصة تحتاج إلى مساحات كبيرة لسردها، حيث خاض شوبير حارس مرمى النادي الأهلى والمنتخب التجربة واجتاز انتخابات 2005 بدائرة طنطا، الأمر الذى شجعه على تكرار التجربة وخوضها في 2010 التي اعتمد فيها على مشاركته بلجنة الشباب بالحزب الوطني ومساهمته في تغيير كثير من اللوائح الخاصة بمراكز الشباب والأداء الرياضي بشكل عام، وصرح شوبير وقتها أن قرار خوض الانتخابات السابقة يرجع إلى شعبيته الجارفة بين أهالى الغربيةوطنطا ومساعدة الحزب الوطني له بكل طاقاته، وبالفعل استطاع شوبير أن يحصد مقعدًا بانتخابات 2005، إلا أنه فشل فشلاً ذريعًا في انتخابات 2010 في جولة الإعادة بينه وبين ياسر الجندى بفارق 4 آلاف صوت، بعد أن جمع منافسه الجندي ما يقرب من 14 ألف و600 صوت، بينما جمع شوبير حوالى 11 ألف صوت، وذلك بعد ان تخلى الحزب الوطنى عن شوبير؛ بسبب سخط أهالى طنطا عليه، بعدما تأكدوا من أنه خدعهم وخذلهم بانتخابات 2005، ولم يفِ بوعوده لهم. الغريب أن شوبير يسعى للظهور فى الصورة من جديد للانتخابات المقبلة، ولكن هذه المرة من الباطن، ويسير فى هذا الطريق بخفى حنين؛ لأنه يعلم بانحدار شعبيته، ولكنه يريد أن يحافظ على مصالحه والمكاسب التى حققها فى العهود السابقة، ويحاول حاليًّا اللعب "من تحت الترابيزة"؛ لمساعدة وتمويل عناصر جديدة ولاؤها له وللحزب الوطنى؛ للدفع بهم في الانتخابات المقبلة؛ ليكونوا لسان حال الحزب لقضاء مصالحه تحت قبة البرلمان، فضلاً عن تدعيمه لأصدقائه المقربين أمثال محمود الشامي عضو اتحاد مجلس الكرة والنائب البرلماني السابق عن دائرة المحلة والذي حقق من وراء كرسى البرلمان الكثير من المكاسب والمصالح. الشامى استغل الفترة الماضية التى ابتعد فيها عن السياسة لدراسة الأمر، وقرر خوض الانتخابات المقبلة، وبالفعل بدأ التجهيز لحملة انتخابية بالمحلة، ويراهن الشامى على شعبيته بين أبناء المحلة وعلى خدماته التى قدمها لهم، وكذلك على الأعمال الخيرية والمشروعات الإنسانية التى قدمها هو ووالده المرحوم عبد السميع الشامى لأهالى المحلة. أما سمير زاهر عضو مجلس الشورى السابق والمحسوب على الحزب الوطنى المنحل، فقد قرر خوض الانتخابات بمسقط رأسه بدمياط. أما العامرى فاروق فما زال مترددًا فى خوض الانتخابات؛ بسبب الانتقادات التى تعرض لها خلال فترة عمله وزيرًا للرياضة، فى الوقت ذاته أعلن هانى أبو ريدة خوض الانتخابات بعد الإطاحه بنظام الإخوان وتولى الرئيس السيسى رئاسة البلاد. إن فكرة اقتحام السياسة من قِبَل الرياضيين أصبحت موضة في الفترة الأخيرة؛ وذلك من أجل أن تظل أضواء الشهرة مسلطة عليهم لأطول فترة ممكنة، خاصة أن السياسة لها بريق وجاذبية لا تقل نهائيًّا عن بريق وشعبية كرة القدم.