يوماً تلو الآخر يقترب موعد الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المقررة يوم 17 مارس القادم، ففي الوقت الذي تستعر فيه الحملات الانتخابية، وتتزايد البرامج التعريفية بالمرشحين الجدد والقدامى، وتتعدد البرامج والرؤى وتكثر الوعود، يرتفع أيضًا منسوب الاعتداءات الصهيونية بهدف حصد ما أمكن من الأصوات، وكسب المزيد من النقاط، لاسيما في الاستيطان، الذي يضمن للمرشحين الفوز بأصوات اليمين المتطرف الذي يشجع الاستيطان ويدعمه بقوة. أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لبناء 243 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "راموت" بالقدسالشرقية، وذلك بعد يوم واحد من الموافقة على بناء 380 وحدة استيطانية بالقدس، لا تصمت أصوات البناء في المستوطنات، فما أن تنتهي مخططات البناء المقامة في مدينة القدس حتى تعطى التراخيص اللازمة لإقامة المزيد في جهة أخرى من المدينة. يتوقع المراقبون أن يتم الإعلان عن المزيد من الوحدات الاستيطانية خلال الفترة القادمة كجزء من الدعاية الانتخابية لمعسكر اليمين مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية، بالإضافة إلى أن يكون الإعلان عن وحدات جديدة بمثابة الرد الإسرائيلي على توجه الفلسطينيين إلى مجلس الأمن للمطالبة بإنهاء الاحتلال والاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة ضمن حدود عام سبعة وستين عاصمتها القدس. قال مدير مجموعة أرض القدس غير الحكومية "دانيال سيدمان"، أن "هذه بداية طوفان الاستيطان"، مضيفًا أن الاعلان هو الأول من نوعه منذ أكتوبر 2014، ومن غير المرجح أن يكون الأخير قبل موعد الانتخابات الاسرائيلية، وقال "سيدمان" إن الوحدات الاستيطانية الجديدة ستشيد في أربع مستوطنات في الضفة، هي مستوطنات "ادام" 112 وحدة، و"الكانا" 156 وحدة، و"الفي ميناشي" 78 وحدة، و"كريات اربع" 84 وحدة. وربط "سيدمان" بين طرح المناقصات والانتخابات المقبلة التي يتنافس فيها حزب ليكود الذي يتزعمه رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" مع أحزب يمينية أخرى من أجل الفوز بأصوات المستوطنين، وقال "هذه ليست صدفة، فطرح المناقصات ليس ممكنا دون علم نتنياهو وموافقته"، وأضاف "لنتنياهو ميل، خصوصا عندما يواجه مصاعب في استطلاعات الرأي، للقيام بتصرفات رعناء وخصوصا في القدس". من جانبها، نددت منظمة "التحرير الفلسطينية"، بإعلان سلطات الاحتلال بناء 340 وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة، معتبرةً ذلك بمثابة "جريمة حرب"، وقال "واصل ابو يوسف" المسئول في المنظمة "الإعلان الاسرائيلي جزء من حرب أوسع ضد الشعب الفلسطيني، هذه جريمة حرب من المفترض أن تدفع بقضية المستوطنات إلى محكمة الجنايات الدولية". كان الاستيطان الاسرائيلي ومصادره الأراضي الفلسطينية المحتلة قد سجل أرقامًا عالية خلال العام الماضي، حيث تم مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية عبر قرارات عسكرية من قيادات الاحتلال، في حين سجلت جهات رسميه عطاءات ومصادقات علي بناء آلاف الوحدات الاستيطانيه، فيُعد عام 2014 الأسوأ من حيث نسب مصادرة الأراضي الفلسطينية والترخيص لبناء وحدات استيطانية. حسب الأرقام الرسمية الإسرائيلية، شهدت الفترة التي شغل فيها "بنيامين نتنياهو" منصب رئيس الوزراء من الفترة 2009 إلى 2014 ارتفاعًا في بناء المستوطنات بنسبة 25 في المائة عن السنوات السابقة، كما أشارت الأرقام الرسمية إلى ارتفاع سكان المستوطنات بنسبة 9 في المائة، حيث بلغ عددهم 300 ألف.