غرقت أوكرانيا في دوامة عنف جديدة، فالدعوات لوقف إطلاق النار التي أطلقها الأربعاء الماضي كل من وزراء خارجية ألمانياوروسيا وفرنسا من برلين لم تلقَ أصداءً في أوكرانيا، ليتعرض الجيش الأوكراني إلى خسارة فادحة بهجوم الانفصاليون الموالون لروسيا على المرفأ الاستراتيجي وآخر مدينة كبيرة بشرق أوكرانيا لا تزال تحت سيطرة كييف. قُتل خمسة عشرة مدنيًا على الأقل السبت الماضي في عمليات قصف بقاذفات صواريخ "غراد" على أحد أحياء ماريوبول، في أول هجوم على هذا المرفأ الاستراتيجي، وأعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية في بيان، "أن خمسة عشر شخصًا قتلوا و46 أصيبوا بجروح بينهم طفلة في الثانية عشرة من العمر"، كما أفادت قيادة القوات الأوكرانية عن مقتل جندي وإصابة آخر في إطلاق نار على حواجز أوكرانية بالقرب من ماريوبول. سيطرة الانفصاليون على مدينة "ماريوبول" التي تعتبر مدينة صناعية، يقدر تعدادها السكاني بنحو نصف مليون نسمة وتقع على ضفاف بحر "ازوف"، سيؤدي إلى إقامة جسر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو في مارس الماضي، ويأتي هذا الهجوم الدامي بعد بضعة أيام من انسحاب الجيش الأوكراني من مطار دونيتسك. نكسة جديدة وخطيرة تعرض لها الجيش الأوكراني مع خسارة مطار دونيتسك، حيث انسحب الجيش الأوكراني من مطار دونتسك شرقي البلاد بعد أسابيع من المعارك الضارية مع الانفصاليين، خاصة أن هذا الموقع الاستراتيجي كان محور معارك بين الانفصاليين والجيش منذ مايو. في الوقت نفسه شهد شرق أوكرانيا أعنف هجوم منذ توقيع اتفاقات السلام في دونيتسك، حيث قتل 13 مدنياً بقذائف هاون سقطت على ترامواي، سارعت الحكومة الأوكرانية إلى اتهام الانفصاليين بالوقوف وراء القصف وتحميل روسيا المسئولية،وأكد وزير الدفاع "بافلو كلميكن" أن القصف جاء من جهة الانفصاليين، كما اتهمت كييف من تصفهم ب"المتمردين" إنهم "لايريدون السلام، وينفذون أوامر الكرملين من أجل تصعيد الوضع". من جهتها، اتهمت روسيا القوات الأوكرانية بأنها تقف وراء قصف الترامواي، وقال وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف"، "نعتبر هذا الحادث بمثابة جريمة ضد الإنسانية، استفزاز فاضح لنسف عملية السلام المتعلقة بالأزمة الأوكرانية"، متهماً القوات الأوكرانية بالوقوف وراء ذلك، ووصف "لافروف" مقتل المدنيين ال13 بأنه "جريمة بشعة"، وقال "نطالب بتحقيق فوري حول الجرائم التي ترتكب في دونيتسك بمشاركة ممثلين عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بهدف منع سقوط ضحايا بشكل عبثي في صفوف المدنيين". دعا رئيس الوزراء الأوكراني "أرسيني ياتسينيوك" مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع عاجل بعد الهجوم على مدينة "ماريوبول"، قال ياتسينيوك "نوجه نداءنا لشركائنا الغربيين، وأعضاء مجلس الأمن الدولي، من أجل عقد اجتماع عاجل حول الهجوم في ماريوبول"، وأوضح ياتسينيوك أن روسيا قامت بخرق أسسس الإنسانية والقانون الدولي، فضلاً عن انتهاكها لاتفاقيات مينسك، لافتاً إلى أنهم بانتظار ردود أفعال قوية وسريعة من دول الاتحاد الأوروبي، فيما أخفق مجلس الأمن في التوصل إلى بيان موحد حول الوضع.