تسود حالة من الاستياء والغضب بين أهالي محافظة بورسعيد، بسبب إهمال المحافظة الرد على تساؤلاتهم بشأن مشروع الإسكان التعاوني، في ظل تزايد قيمة الإيجار للشقق دون أدنى مراعاة لمحدودي الدخل، وتجاهل تام من قبل المسئولين الذين وصفهم الأهالي بأنهم "لا حياة لمن تنادي". حيث أكد العديد من أهالي المحافظة أن الأزمة في مشروع الإسكان التعاوني تكمن في إخلال المحافظة بتسليم الأراضي للهيئة حتى تاريخه، بحجة الإشغالات برغم صدور قرار التخصيص منذ 1/12/2012، أما الإشغالات فقد تم تخصيص مساكن لها وتم إعطائها لصالح غير مستحقين لتعطيل المشروع، فمن المفترض أن يكون هناك حل للشباب الذين تقدموا ودفعوا آلاف الجنيهات للحصول على شقة، مؤكدين أن مشروع الإسكان التعاوني "حبر على ورق"، على حد قولهم . يقول "عادل عوض" مقيم بمدينة بورفؤاد، أنه تقدم بطلب إلى محافظة بورسعيد للحصول على وحدة سكنية، بمشروع الإسكان التعاوني، ومر على ذلك الطلب أكثر من خمس سنوات، وحتى الآن لم يتحرك أي شيء وكلما سألت عن الشقة أجد الرد الجاهز " لسه دورك مجاش"، وأضاف عوض أن نفقات الإيجار في زيادة دراماتيكية، فقد ارتفع إيجار الشقة المفروشة التى يقيم فيها من عام 2011، حتى وصلت 1500 جنية في الشهر . فضلًا عن ذلك قام صاحب الشقة ببيعها، دون أن يخبره قبل البيع ليترك له الوقت ليبحث عن مكان آخر، بل أخبره بعد بيع الشقة، ووضعه أمام الأمر الواقع، وليس أمامه سوى شهر فقط للبحث عن شقة أملًا أن يجدها في مكان آخر بإيجار أقل من 1500 جنيه في الشهر، بعد زيادة نفقات المعيشة في ظل ارتفاع الأسعار وثبات الأجور . بينما لخص "أحمد العربي" من أهالي بورفؤاد المشكلة في كلمات، "الكارثة هي عدم وضوح الرؤية حتى الآن، وتصريحات المسئولين الكاذبة بالنسبة للمشروع التعاوني وبالنسبة للبحوث، ولجنة الأحقيات، فنحن نطالب بالحفاظ على حقوقنا من الضياع في ظل فقدان الثقة في المسئولين المتواجدين بالمحافظة" . بينما أكد "سيد شعراوي" مدرس..أن هناك تراخى ملحوظ من الباحثين، قائلًا "حتى الآن تم بحث 6000 حالة فقط، و بهذه الطريقة ف "المشوار" قدامهم طويل، فلابد من زيادة معدل البحث يومياً، وتحديد ميعاد نهائي لإعلان الأحقيات، وكذلك تشكيل لجنة ثلاثية للإشراف على لجنة الاحقيات . بينما أشار "ماجد مرسي" عامل بالمحافظة إلى أن هناك أيدي خفية تدير هذا الملف، كل غرضها التعطيل للتمكن من الإفساد والتربح من وراء المشروعات، مؤكداً أن هناك عمليات مشبوهة تتم في الخفاء، لتعطيل أرض التعاوني لمصلحة بعض جمعيات الإسكان الربحية . بينما أكد "مصطفي المصري" موظف بالضرائب أن الأموال المحصلة في حساب البريد وليست في حساب المحافظة أو حساب الوزارة، وتم توقيع عقد المشروع التعاوني بعد تحصيل الأموال ب 8 أشهر .. والأموال تدر أرباح للهيئة العامة للبريد نحن أولى بها . وفي نفس السياق كانت رابطة متضرري الإسكان ببورسعيد قد أصدرت بيانا لها من قبل، تتهم خلاله التنفيذيين بالمحافظة بعدم الشفافية بخصوص مشروعات الإسكان الجديدة للشباب، وعدم تحديد برنامج زمني للانتهاء من المشروعات الاقتصادية أو الاستثمارية في نطاق المحافظة، وطالبوا بتظيم مناظرة بين أعضاء الرابطة المؤسسين وبين التنفيذيين المسئولين عن الإسكان بالمدينة لتوضيح جميع الأمور المتعلقة بقضية إسكان الشباب . وأكد بيان الرابطة ضرورة تحديد جدول زمني بالتواريخ للانتهاء من البحوث الاجتماعية والأحقيات بالنسبة للمشروعين في موعد أقصاه 1/5/2105 في تاريخ انتهاء عامين من تحصيل الأموال، والإعلان عن جدول زمني بالتواريخ لتسليم لوحدات السكنية بالنسبة للمشروعين بموعد أقصاه شهر ديسمبر 2015 طبقًا لتصريحات سابقة للمحافظ . ومن جانبه صرح اللواء "سماح قنديل" محافظ بورسعيد إن مشروع الإسكان التعاوني يشمل 4332 وحدة سكنية تتضمن 3344 وحدة سكنية تعاونية و988 وحدة سكنية استثمارية، وتم تحديد مواقع المشروع بمنطقة الأمين وناصر، ومنطقة بحري العلاج الطبيعي، وسيتم تسليم الموقع للمقاول فور إزالة العشش من أرض ناصر وإزالة عمارات الأمين وناصر . وأضاف "قنديل" أنه سيتم البدء في التنفيذ فور تدبير الاعتمادات المالية المطلوبة لبحوث الإسكان، وأشار إلى أنه تقدم لمشروع الإسكان الاجتماعي نحو "29 ألف طلب"، وتقدم لمشروع الإسكان التعاوني نحو 13 ألف طلب، وأن إجمالي عدد الطلبات 42 ألف طلب، وعدد الباحثين بإدارة التسكين "28 باحثًا"، وجار إجراء البحث لمتقدمي طلبات الإسكان، والعمل على زيادة أعداد الباحثين