تتواصل في جنيف المباحثات التمهيدية للمفاوضات النووية بين إيران والدول الست الكبرى، بهدف تضييق هوة الخلافات بين الطرفين المفاوضين والتوصل إلى اتفاق نهائي، يتزامن ذلك مع دراسة البرلمان الإيراني مشروعًا لإعادة إطلاقِ البرنامجِ النووي وتفعيل عمليات التخصيب بنسب مختلفة، رداً على مساعي الكونجرس الأمريكي لفرض إجراءات حظر جديدة على طهران التي اعتبرت أن أي حظر يعني وقفًا لمسار المفاوضات. أجواء تفاؤلية ومؤشرات قوية على أن الاتفاق النهائي قد أصبح قاب قوسين أو أدنى، بالرغم من انقضاء المهلة الأولى من دون اتفاق، وتمديد أجل الاتفاق إلى سبعة أشهر أخرى، حيث اختتمت في مدينة جنيف السويسرية الخميس الماضي المحادثات النووية بين وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" ونظيره الأمريكي "جون كيري"، على أن تستمر الجمعة على مستوى مساعدي وزراء الخارجية، ووصف "ظريف" اللقاءات بالمهمة لتحقيق تقدم على صعيد الاتفاق النووي النهائي وتضييق هوة الخلافات بين الجانبين، وأوضح أنها تبرهن على استعداد الطرفين لتحقيق تقدم في المفاوضات. من جانبه؛ يسعى الكونجرس الأمريكي إلى فرض المزيد من اجراءات الحظر على طهران فيما توعدت الأخيرة باتخاذ اجراءات حاسمة في حال فرضت واشنطن أو الدول الغربية الأخرى التابعة لمجموعة السداسية الدولية حظرًا جديدًا عليها، حيث اعتبرت ذلك انتهاكًا لاتفاق جنيف المرحلي الذي تم إبرامه في نوفمبر 2013، فبعد التحذير الذي أطلقته المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية "مرضية افخم" بأن أي حظر جديد من الكونجرس الأمريكي ضد إيران سيكون بمثابة وقف لمسار المفاوضات الجارية، كما أكد رئيس البرلمان الإيراني "علي لاريجاني" أن نواب البرلمان يدرسون مشروعًا لإعادة اطلاق البرنامج النووي وتفعيل عمليات التخصيب بنسب مختلفة، في حال فرض الغرب حظرًا جديدًا، وقال إن النشاط النووي لإيران هو مجرد ذريعة للغرب، مشيراً إلى أن اطرافاً غربية صرحت له أن المشكلة الرئيسية تتعلق بتصدي إيران لسياساتهم في المنطقة. تعتبر نسبة تخصيب اليورانيوم ووضع جدول زمني لإلغاء الحظر عن إيران ومدة سريان الاتفاق النهائي من أبرز المحاور الخلافية الرئيسية بين الجانبين، وجمدت إيران منذ يناير 2014 قسماً من تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة، وذلك مقابل رفع جزئي للعقوبات الغربية التي فرضت عليها، إلا أن الكونجرس الأمريكي ذي الغالبية من الجمهوريين يريد فرض اجراءات حظر جديدة يمكن أن تقوض المفاوضات. أعلن وزير الخارجية الألماني "فرانك فالتر شتاينماير" أن المفاوضات الجارية بين الدول الست وطهران حول البرنامج النووي الإيراني دخلت مرحلة حاسمة، وقال "فالتر اشتاينماير" إن الجانبين متفقان على أن المفاوضات هي الآن في مرحلة حاسمة، وأنه يتعين على الجميع استغلال هذه المهلة الزمنية الجديدة حتى يوليو، وبذل كل ما بوسعهم من أجل التوصل إلى الحل الذي لم نتوصل إليه خلال السنوات الماضية. التقى وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" بنظيره الإيراني "جواد ظريف" بعد ظهر الجمعة في باريس، كما يزور العاصمة الفرنسية وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" حيث سيجتمع ب"فابيوس" قبل أن يستقبله الرئيس الفرنسي "فرنسوا هولاند"، على أن يتم استئناف المفاوضات النووية اليوم الأحد في جنيف برعاية الاتحاد الأوروبي.