شهدت الساحة الفلسطينية خلال عام 2014 العديد من الأحداث، اختلطت فيها المعاناة بالأمل، وواصلت المقاومة السير على درب الكفاح والتحرير، لتؤكد أن الشعب الفلسطيني قادر على مواجهة الاحتلال وتكبيده خسائر فادحة. المصالحة الفلسطينية مع مطلع عام 2014، أصدر القيادي بحركة حماس "إسماعيل هنية" سلسلة قرارات تهدف لدفع مسيرة المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، معلنا عن السماح لكافة أبناء حركة "فتح" الذين خرجوا من القطاع إثر أحداث الانقسام الفلسطيني عام 2007 بالعودة باستثناء ممن لديهم ملفات في القضاء، وأكد "هنية" كذلك أن وزارة الداخلية في غزة ستفرج عن بعض المعتقلين من أبناء حركة فتح الذين لهم إشكالات أمنية ذات بعد سياسي، كما أعلن عن سماح حكومته لنواب المجلس التشريعي عن حركة "فتح" الذين خرجوا من القطاع بزيارة غزة. ومع قدوم شهر إبريل، عقدت فتح وحماس اجتماعات أفضت إلى اتفاق على المصالحة بين الطرفين والالتزام باتفاق القاهرة وإعلان الدوحة، والعمل على إنشاء حكومة توافق وطني خلال 5 أسابيع، وإجراء انتخابات بعد 6 أشهر على الأقل من تشكيل الحكومة رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني، وخرج آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع في غزة، احتفالا بإعلان اتفاق إنهاء الانقسام، والمصالحة الفلسطينية. وفي شهر يونيو الماضي أدت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية برئاسة "رامي الحمد الله"، اليمين القانونية أمام الرئيس "محمود عباس" بحضور أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقادة الفصائل في مقر الرئاسة برام الله، بعد تجاوز خلاف حركتي "فتح" و"حماس". استشهاد الوزير "أبوعين" استشهد ظهر 10 ديسمبر رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وعضو المجلس الثوري لحركة فتح الوزير "زياد أبو عين" خلال اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مسيرة في بلدة ترمسعيا شمال رام الله. فلسطين في المحافل الدولية شهد عام 2014 عدة انتصارات دبلوماسية لفلسطين على الساحة الدولية، حيث أعلنت وزارة الخارجية الاتحادية السويسرية شهر إبريل الماضي أن فلسطين أصبحت عضوا في اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكول الإضافي الأول، وتعتبر هذه الاتفاقيات نصوصا أساسية للحق الإنساني، واعتبر الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" قبول انضمام فلسطين إلى اتفاقيات جنيف الأربع كدولة متعاقدة "تاريخا جديدًا ويومًا تاريخيًا". وفي مطلع أكتوبر، مرر مجلس العموم البريطاني قرارًا غير ملزم للحكومة يطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين، وذلك بأغلبية 274 صوتًا ضد 12، كما اعترفت السويد بالدولة الفلسطينية، وفي نوفمبر صوت البرلمان الأسباني على قرار غير ملزم للاعتراف بدولة فلسطين، حيث صوت لصالح القرار 319 نائبا من أصل 322 حضروا الجلسة، فيما امتنع عضو عن التصويت، وصوت نائبان ضد القرار، كما أصدرت الجمعية الوطنية الفرنسية قرارًا في ديسمبر غير ملزم للحكومة الفرنسية يدعوها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، شارك في التصويت 490 نائبًا صوت منهم 339 لصالح القرار وعارضه 151 نائبًا، كما أقرّ البرلمان الأيرلندي مذكرة غير ملزمة تطالب الحكومة بالاعتراف بدولة فلسطينية. التحام الفصائل الفلسطينية انطلقت في الضفة الغربية وقطاع غزة، مسيرات جماهيرية حاشدة إحياءً لذكرى النكبة ال66 بمشاركة جميع الفصائل لأول مرة منذ الانقسام عام 2007، واندلعت مواجهات بالفعل بين شرطة حدود إسرائيل وفلسطينيين، أسفرت عن مقتل فلسطينيين اثنين في مظاهرة بالقرب من سجن عوفر. الحرب على غزة بدأت المناوشات في يونيو مع الإعلان رسمياً عن اختفاء ثلاثة مستوطنين في الخليل، واتهمت إسرائيل حركة حماس بذلك وفرضت طوقاً عسكرياً على جنوب الضفة الغربية، كما كثفت إسرائيل عمليات البحث عن المستوطنين وقتلت أكثر من 10 فلسطينيين في أماكن متفرقة خلال عمليات بحثها عن المخطوفين واقتحامها لعدة مخيمات فلسطينية أهمها "قلنديا" و"العين". بدأت السلطات الإسرائيلية قصف قطاع غزة، فردت المقاومة وأسقطت صاروخ على مصنع إسرائيلي في سديروت، أحرقته وأصابت ثلاثة إسرائيليين بجروح طفيفة، وردت القوات الجوية الإسرائيلية ب12 غارة جوية على مرتين، ومع تردد حديث عن مقتل المستوطنين أو بقائهم على قيد الحياة، عثرت سلطات الاحتلال على جثث المستوطنين الثلاثة قرب حلحول نهاية شهر يونيو، وأعقب ذلك مطالبات إسرائيلية بالانتقام من العرب. أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية أسماها "الجرف الصامد"، وردت كتائب "عز الدين القسام" بعملية "العصف المأكول"، فيما بدأت حركة الجهاد الإسلامي عملية "البنيان المرصوص"، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي نحو 60 صاروخًا، واستخدمت حركة حماس لأول مرة صاروخ "سام 7″ ضد مروحية إسرائيلية من طراز أباتشي، ووصلت صواريخ القسام إلى أكثر من 35 كم داخل الأراضي المحتلة، واقتحمت عناصر "كوماندوز بحري" تتبع لكتائب القسام قاعدة "زيكيم" العسكرية القريبة من عسقلان لأول مرة، واشتبكت مع جنود من جيش الإسرائيلي، كما فجرت كتائب "القسام" نفقا أسفل موقع "كرم أبو سالم" شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وتمكنت صواريخ المقاومة الفلسطينية من الوصول إلى مطار "بن جوريون" بواسطة صاروخ "فجر 5″ أطلقته سرايا القدس، ومطار "نيفاتيم" العسكري بصاروخين من طراز "إم75″، وفي وقت لاحق قصفت "القسام" للمرّة الأولى مدينة حيفا، شمالي فلسطينالمحتلة، بصاروخ محلي الصنع، أطلقت عليه اسم "R160″، وتعرضت مدن هرتسيليا وريشون لتسيون والقدس وتل أبيب وحيفا لصواريخ بعيدة المدى لأول مرة، مما أجبر قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية بفتح الملاجئ أمام الإسرائيليين في مدينة القدس ومنطقة وسط إسرائيل التي تعرف باسم "غوش دان". مبادرات التهدئة ووقف إطلاق النار حاولت الكثير من الدول العربية التدخل لتهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار بين المقاومة والجيش الإسرائيلي، لكن معظمها فشل ماعدا المبادرة المصرية، حيث نشرت وسائل الإعلام نص المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين الفصائل في غزة وإسرائيل، ووافقت إسرائيل على المبادرة وذكرت أنها ستوقف إطلاق النار التاسعة صباح اليوم التالي، لكن حركة حماس قالت إنها لم تتسلم أي مبادرات رسمية من أية جهة، وأعلنت فصائل المقاومة بعد الظهر رفضها للمبادرة المصرية. تدخلت الأممالمتحدة مطالبة إسرائيل والمقاومة في غزة بهدنة إنسانية لمدة خمس ساعات تبدأ في الساعة العاشرة صباحاً وتنتهي الساعة الثالثة عصراً، لتمكين توصيل الاحتياجات الإنسانية للسكان، وفي أغسطس جرى الاتفاق على هدنة تدوم 72 ساعة بدءًا من الثامنة صباحًا وتقرر بقاء القوات في أماكنها أثناء هذه الهدنة. توصل الجانبين في أواخر أغسطس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية مصرية، والاتفاق على تأجيل المفاوضات حول المواضيع الأساسية لمدة شهر. محمد أبو خضير في شهر يوليو الماضي تم خطف الفتى الفلسطيني "محمد أبو خضير"، وعثر على جثته بعد أن عُذب وأحُرق وهو على قيد الحياة على أيدي مجموعة مستوطنين متطرفين، انتقاماً من خطف ثلاثة مستوطنين في الخليل، وأعقب عملية الخطف والقتل موجة احتجاج واسعة في مناطق عديدة بمدينة القدس، واستنكار من كافة الفصائل الفلسطينية، وتفجرت مواجهات بين أهالي حي شعفاط بالقدس وقوات الاحتلال، أصيب على إثرها أكثر من 55 فلسطينياً. مجزرة الشجاعية قصفت إسرائيل حي الشجاعية، وأوقعت حوالي 100 قتيلًا و250 مصابا، وقصفت المدفعية الإسرائيلية مدرسة تابعة للأونروا في بيت حانون وكانت المدرسة ملجأً لفلسطينيين نزحوا من منازلهم، وأدى القصف إلى مقتل 16 فلسطينيًا وجرح 200 آخرين، فيما دمرت المقاومة ناقلتي جند ودبابة من نوع ميركافا وقتلت 13 جندي من لواء جولاني، وأسرت الجندي "شاؤول آرون".