في مثل هذا اليوم رحلت المناضلة النسوية والناشطة الحقوقية "هدى شعراوي" متأثرة بسكتة قلبية فاجأتها وقت أن كانت تكتب على فراش الموت بياناً تطالب فيه العرب بالوقوف صفًّا تجاه القضية الفلسطينية إبان صدور قرار الأممالمتحدة بتقسيم فلسطين. 67 عاماً على رحيل ابنة محمد سلطان باشا، ولم يغب تاريخها النضالي عندما قادت مظاهرات النساء في ثورة 1919، وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات"، إلا أن ذكراها غابت في مسقط رأسها (محافظة المنيا)، فلم تشهد المحافظة فعالية واحدة لإحياء ذكرى المناضلة، ولم ينظم قصر الثقافة أي احتفال لإحياء ذكراها. والأدهى أن قصر "هدى شعراوي" الكائن بمدينة المنيا بات مهجورًا، تزينه الجدران المهدمة وآثار الحرق والخراب في ظل غياب الأمن، وظل مرتعًا للهو الأطفال، وبدأت أعمال الهدم والتخريب للقصر على أيدي مستأجره، ووثق ذلك تقرير للجنة المعاينة الأثرية، والتي حررت محضرًا ضد المستأجر رقم 11056 إداري، ومنذ فترة وجيزة اشتعلت النيران بأغصان الأشجار بحديقة القصر، وتحرر بشأنها محضر رقم 10225 إدارى قسم المنيا. نور الهدى محمد سلطان والشهيرة بهدى شعراوى ولدت عام 1879 في المنيا، وتزوجت من ابنة عمتها علي شعراوي، له مسجد مدرج ضمن المساجد الأثرية بالمنيا، في نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين. برز نشاط هدى شعراوي مع تأسيس "الاتحاد النسائي المصري" عام 1923، وحضرت أول مؤتمر دولي للمرأة في روما عام 1923م، وكان معها نبوية موسى وسيزا نبراوي صديقتها وأمينة سرها. وعن هذا المؤتمر كتبت:" كان من بين ما حققه مؤتمر روما الدولي أننا التقينا بالسنيور موسوليني ثلاث مرات، وقد استقبلنا وصافح أعضاء المؤتمر واحدة واحدة، وعندما جاء دوري، وقدمت إليه كرئيسة وفد مصر، عبر عن جميل عواطفه ومشاعره نحو مصر، وقال إنه يراقب باهتمام حركات التحرير في مصر ولما عادت هدى من مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي المذكور، كونت الاتحاد النسائي المصري سنة 1927. وشغلت منصب رئاسته حتى عام 1947. كما كانت عضوا مؤسسا في "الاتحاد النسائي العربي" وصارت رئيسته في العام 1935، وبعد عشرين عاماً من تكوين هذا الاتحاد قامت بعقد ما سمي بالمؤتمر النسائي العربي سنة 1944م، وقد حضرت مندوبات عن الأقطار العربية المختلفة (26) واتخذت فيه قرارات وفي مقدمتها: المطالبة بالمساواة في الحقوق السياسية مع الرجل وعلى الأخص الانتخاب تقييد حق الطلاق. الحد من سلطة الولي أيًّا كان، وجعلها مماثلة لسلطة الوصي. تقييد تعدد الزوجات إلا بإذن من القضاء في حالة العقم أو المرض غير القابل للشفاء. الجمع بين الجنسين في مرحلتي الطفولة والتعليم الابتدائي. ومن أعجب القرارات اقتراح بتقديم طلب لمجمع اللغة العربية بالقاهرة والمجامع العلمية العربية بأن تحذف نون النسوة من اللغة العربية.