منذ انطلاق الربيع العربي وبروز اسم "يوسف القرضاوي" كرئيس لاتحاد علماء المسلمين يحرم ويجرم وفق آراء وسياسات الدول الخليجية، ليسقط بفتاواه مئات الضحايا الأبرياء، وتؤجج تصريحاته الخلافات والصراعات بين الدول الأشقاء، ويقطع بملاسناته العلاقات بين الدول بعضها البعض، لم يتخيل "القرضاوي" أنه يصبح يوم ما "مجرم" مطلوب للإنتربول الدولي بجنسيتيه القطرية والمصرية. حاد "القرضاوي" كثيرًا عن الطريق الصحيح، وتّكشف الوجه الحقيقي له والذي لم يعتاده الكثير من المسلمين باعتبار له باع طويل في المجالات الفقهية والدينية والفكرية، ليصبح أخيراً أداه لينه في يد الدويلة القطرية والتي استغلته كأهم أوراقها لمهاجمة الأنظمة العربية الشقيقة، ففي كل مواقف "شيخ الفتنه" تظهر قطر سواء بالعلن أو الخفى، كما أصبح ضيف أساسي على التلفزيون الرسمي للدوحة بشكل منتظم. استمرارا لدور قطر في رعاية الإرهاب والإرهابيين وإيواء قيادات من جماعة الإخوان المسلمين وتمويلهم بالمال، وحال ضاق عليها الخناق ترسلهم لتركيا وترسل لهم الأموال الشهرية لكي يستمر نشاطهم، أخذت على عاتقها حماية "القرضاوي" الذي يعد من حماة جماعة الإخوان، ليواصل فتاوى التحريض، وفتحت له منابر مساجدها في خطب الجمعة ليكفر من يريد ويحرم ويجرم ما يشاء. أظهر "القرضاوى" حماسه عالية لتغيير الأنظمة العربية بشكل مبالغ فيه، إلى حد وصل به للإفتاء بجواز تدخل الناتو في ليبيا لضرب قوات "القذافى"، وقال "لو كان محمد الرسول حيًّا لقاتل في صفوف الناتو"، الأمر الذي دعا البعض لوصفه ب"مفتي الناتو"، ولم تسلم الدول الخليجية من مهاجمات "القرضاوي" وأولهم دولة الإمارات التي وصفها بأنها تحارب كل حكم إسلامي وتنفق الأموال من أجل إجهاضه، ما جعل الإمارات تضعه على قائمة الإرهاب، كما سحبت البحرين والسعودية والإمارات سفرائها من قطر اعتراضًا على المواقف السياسية الراعية للإرهاب التي تتخذها. لم يكتف "القرضاوي" باللعب بالنار الخليجية، بل سعى لتدمير وطنه لصالح جماعته، فلم يترك شيء في مصر لم يتدخل فيه، سواء الثورات 25 يناير و30 يونيو، أو أنظمة الحكم، أو مهاجمة الجيش والشرطة المصرية، مع الأخذ في الاعتبار تصريحاته وفتاواه المتضاربة، حيث شجع بشدة الخروج على الحاكم في 25 يناير، وقال "إن ثورة 25 يناير هي التي حررت الشعب من ظلم النظام"، لكن في ثورة 30 يونيو التي عزلت الرئيس الأسبق "محمد مرسي" المنتمي لجماعة الإخوان، تغيرت فتواه وأصابت الرجل بحالة من الغضب والتضارب والهذيان، فخرج هذه المرة بفتوى تحرم الخروج على الحاكم، وعدم طاعة النظام الحاكم الحالي في البلاد، كما حرض على الاقتتال فيما بين المسلمين لإسقاط النظام. بدأ "مفتي الدم" هجومه على الجيش والشرطة بدعوة الجنود لرفض أوامر القادة، مدعيًا أنه حال التزام الجندي هذا السلوك فإن القرآن معه، وفي سلوك غريب ينبئ عن حالة من عدم التوازن العقلي أشاد "القرضاوي" بسلوك الجيش الإسرائيلي مع الفلسطينيين، مؤكدا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أفضل من الجيش المصري في الإنسانية، كما وصف التظاهرات ضد الجيش بأنها "فرض عين". رغم محاولات "القرضاوي" تنصيب نفسه ممثلًا للتيار الإسلامي الوسطي المعتدل، ومحاربة أفكار الإرهاب والتطرف، أعلن دعمه لتنظيم "داعش" الإرهابي، واعتبر عناصر تنظيم "داعش" "مدافعين عن السنّة" ووصفهم ب"الثوار"، وأعرب عن معارضته لتصدي الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى تنظيم "داعش"، وزعم أنه "يختلف مع داعش في الفكر والوسيلة لكنه لا يقبل أبداً بأن تكون من تحاربهم أمريكا". مؤخرا، قرر الدكتور "أحمد الطيب" شيخ الأزهر، بإجماع كبار المشايخ، إحالة جميع فتاوى وخطب "مفتي الناتو" للتحقيق، خاصة الفتاوى التي حرض فيها على جيش مصر، بالإضافة للفتاوى التي أساء فيها لمصر وهيئة كبار العلماء، وبناء عليه أصدر جهاز الإنتربول الدولي، نشرة حمراء بحق عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، أبرزهم "القرضاوي"، وأوضح أن الإدراج جاء بناء على طلب من السلطات المصرية واستنادا إلى تهم وجهت ل"القرضاوي"، من بينها التحريض على ارتكاب القتل العمد، ومساعدة السجناء على الهرب والحرق والتخريب والسرقة، وأورد الانتربول عدة صور خاصة ب"القرضاوي"، بالإضافة إلى معلومات مثل تاريخ ميلاده، والجنسيات التي يحملها والجرائم المنسوبة إليه.