«المصلحة الشخصية، انعدام الضمير المهني، الانسياق وراء المادة» كلها صفات أصبحت تلازم جانب كبير من الإعلاميين المصريين، فعندما تجد إعلامي ما من المفترض أنه صاحب فكر ورؤية ومبدأ محدد يتلون كالحرباء مع اختلاف الأوضاع السياسية والمجتمعية فذلك هو الشخص الذي يبحث عن المصالح والمادة ولا يهتم بالحقيقة والأخلاق، وعندما تجد من يتحدث عن مؤامرة كبيرة كانت تهدف لإسقاط الدولة قام بها أشخاص ممولين بمساعدة جهات أجنبية والمطالبة بمحاكمتهم واعتبارهم خونة، ثم في اليوم التالي تجده يتحدث عن المؤامرة الكبرى بأنها ثورة وأن الممولين أبطال وأن الجهات الأجنبية حاولت التدخل لإفشال تلك الثورة الشعبية، فهذا الشخص ليس لديه أي ضمير مهني أو أخلاقي ولا يتمتع بقدر قليل من الاحترام لذاته. إنهم إعلاميو السبوبة يتحدثون عن ثورة يناير المجيدة، يسبونها وينهشون في أبطالها ويعلنون مرارا وتكرارا أنهم رافضين لها ولأهدافها المشبوهة -علي حد تعبيرهم- تعالت تلك الصيحات عقب 30 يونيو، ربما لتوقعهم والذي كان مصيباً للأسف في محاولة النظام الحالي طمس ثورة يناير وتشويه صورة من شاكوا بها، علي الرغم من النداءات المتكررة من جانب المسئولين سواء كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أو رئيس حكومته إبراهيم محلب، بالاعتراف بالثورة إلا أن الوضع علي أرض الواقع ينفي تلك التصريحات تماماً وهو ما ساهم في ازدياد نباح إعلامي السبوبة بحق الثورة، إلي أن أعلنت رئاسة الجمهورية عن مشروع قانون لتجريم سب ثورتي «يناير ويونيو»، لتجد تلك الأبواق الإعلامية قد انقلبت تماماً بعد إهانتها ل«يناير» وتشويه أبطالها للتحدث عن أهمية هذا القرار للمحافظة علي مكانة الثورتين في وجدان الشعب المصري وحماية حقوق الشهداء وكل تلك العبارات والشعارات التي لا تهدف إلا لاسترضاء السلطة والنظام الحاكم، لتجد نفسك محاصراً من قبل أشخاص ليس لديهم محرك أو دافع سوى المصلحة الشخصية. «أحمد موسي» قال الإعلامي أحمد موسي، قبل الإعلان عن قانون تجريم سب ثورة يناير: «إن 25 يناير كانت مؤامرة ضد الدولة وتهدف لإسقاطها وتوعد أي شخص يشير إلي أن يناير ثورة». بعد إعلان الرئاسة عن مشروع القانون تحدث «موسي» عن احترامه للمشاركين بالثورة بل وأضاف قائلاً: «تعظيم سلام لمن نزل في ثورة يناير ليثور ضد الفساد والظلم». «توفيق عكاشة» أما الإعلامي توفيق عكاشة، فحدث ولا حرج ففي بداية ثورة يناير خرج علي الجميع ليتحدث عن أن هو مفجر الثورة وقائدها، ثم بعد فترة تحدث عن أنها مؤامرة ضد الدولة ونكسة للوطن ومن شارك بها خونة وعملاء، وعقب قرار الرئاسة عن مشروع قانون تجريم سب الثورة امتنع «عكاشة» عن الحديث. «أماني الخياط» الإعلامية أماني الخياط التي هتفت لثورة يناير في بدايتها وقالت عن المشاركين بها أنهم أبطال حقيقيون، وأن نظام «مبارك» الفاسد قد دمر الوطن والشباب هم من أعداوا مصر لشعبها، خرجت علينا خلال الفترة الماضية للتحدث عن أن الذين ماتوا في ثورة 25 يناير هم قتلى توفّاهم الله وليسوا شهداء، فهناك عناصر نشرت العنف واقتحمت الأقسام وهم بالتأكيد ليسوا شهداء –على حد قولها- وأضافت «اللي عارفة إن ابنها مؤدب وتواجد في الميدان في 25 يناير بالصدفة ومات هناك، هيبقى هو ده الشهيد، ولكن ده قضاء وقدر، ربنا اختار إنه يقبض روحه في اللحظة فمات، مستنيين إيه من الدولة؟». أما بعد الإعلان عن قانون تجريم سب «يناير» فاعتبرت «الخياط» أنه خطوة نحو الاستقرار والمحافظة علي وحدة الصف الوطني لبناء الدولة خلال المرحلة المقبلة.