منذ تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحتى يومنا هذا، تعاقبت أجيالا من المناضلين المقاومين على حمل راية تحرير الوطن من المستعمرين والطغاة، حيث ناضلت الجبهة على مر الأعوام الماضية من أجل طرد المحتل وتقرير المصير وحق العودة والاستقلال، مثلما ناضلت من أجل حقوق الفقراء من العمال والفلاحين وكل الكادحين، علاوة على نضالها من أجل الحريات الديمقراطية، فقدمت الجبهة مئات الشهداء وآلاف المعتقلين والمعتقلات. تعتبر "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" حزب يساري فلسطيني متأثر بالشيوعية، من فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"، تأسست الجبهة عام 1967، وأسسها مجموعة من المقاومين العرب وعلى رأسهم مؤسسها وأمينها العام السابق "جورج حبش" و"مصطفى الزبري" المعروف ب"أبو علي مصطفى" وصولاً إلى "أحمد سعدات" الأمين العام الحالي للجبهة. انضمت "الجبهة الشعبية" إلى منظمة التحرير الفلسطينية عام 1968، وكان أمينها العام منذ التأسيس وحتى عام 2000 هو "جورج حبش"، حيث تنحى واستلم"مصطفى الزبري" منصب الأمين العام من بعده حتى اغتياله في 27 أغسطس 2001، ليستلم منصب الأمين العام "أحمد سعدات"، الذي اعتقل في سجن اريحا الفلسطيني. اشتهرت الجبهة في حقبة السبعينات بعمليات نوعية، من خطف الطائرات ونسف المطارات واقتحام ونسف السفارات واغتيال القيادة الإسرائيلية، حيث كانت الجبهة الشعبية أول من ابتكر خطف الطائرات، وتعتبر "ليلى خالد" أول امرأة تختطف طائرة في العالم، ففي 29 أغسطس 1969 قامت "ليلى" بمساعدة أحد المقاومين بخطف طائرة ركاب أمريكية للرحلة رقم 840 التي تصل خط لوس انجلوس/تل أبيب، حيث قاما بالصعود إلى الطائرة عند مرورها من روما وبعد نصف ساعة قاما بتغيير مسار الرحلة إلى دمشق بسوريا، حيث قاما بإخراج الركاب ال116 وبتفجير الطائرة، فضلاً عن عمليات أخرى نفذها قياديو الجبهة منها عدة عمليات داخل تل أبيب وفي حيفا وتصفية العديد من الجواسيس الصهاينة، وخاضت عدة معارك أشهرها معركة "مخيم العين"، وكان أخر عملياتها تلك التي قامت بها في مدينة القدس عندما استهدفت كنيسًا يهوديًا أوقع خمسة قتلى وثمانية جرحى يوم 18 نوفمبر الجاري. مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 بدأ نشاط المقاومة يزداد بمهاجمة دوريات الاحتلال وبتفجير عبوات ومهاجمة المستوطنات الإسرائيلية ومهاجمة الحواجز العسكرية الإسرائيلية، فقررت الجبهة الشعبية تأسيس ذراع عسكري لها يتخصص في العمليات العسكرية وأسمته "قوات المقاومة الشعبية"، وفي عام 2001 اغتيل أمينها العام "أبو علي مصطفى"، وتم تغيير اسمها من "قوات المقاومة الشعبية" إلى "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى"، وقامت بالرد والانتقام بعد 40 يوما، حيث قامت الكتائب باغتيال وزير السياحة الإسرائيلي "رحبعام زئيفي"، وبتفجير موقع "نحل عوز" العسكري الإسرائيلي، كرد على اغتيال "أبو علي مصطفى". دخلت كتائب "أبو علي مصطفى" في مصادمات عدة مع قوات أمن السلطة الفلسطينية بسبب عدم التزام الكتائب بالتهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي التي كانت تفرضها السلطة على بقية فصائل المقاومة، وفي عام 2006، وقعت اشتباكات بين كتائب "أبو علي مصطفى" وقوات السلطة الفلسطينية في عدة مدن فلسطينية في الضفة الغربية بعد اعتقال "أحمد سعدات" من سجن أريحا. تعتبر الجبهة الشعبية من أبرز التنظيمات اليسارية، والتي تتبنى الكفاح المسلح لتحرير فلسطين، وقد اشتهرت برفضها للاتفاقيات التي تراها تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني، فقد عارضت بشدة في فترة السبعينات اتفاقية "كامب ديفيد" التي أجراها الرئيس الراحل أنور السادات مع إسرائيل، كما عارضت الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل المتمثلة باتفاقية "أوسلو"، وما تمخض عنها حتى الآن.