أعلنت العاصمة الأردنية، عمّان، السبت وفاة الزعيم الفلسطيني اليساري، والأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأحد أعمدة المقاومة الفلسطينية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي،جورج حبش، عن عمر يناهز 81 عاماً، إثر نوبة قلبية. وكان جورج حبش، الذي ولد لأبوين مسيحيين عربيين في مدينة اللد عام 1929، وتنظيمه الجبهة الشعبية، قد اشتهرا إثر أربع عمليات اختطاف لطائرات غربية في العام 1970، حيث قامت الجبهة بتفجيرها بعد تفريغها من ركابها. وعارض حبش محادثات السلام العربية الصهيونية، كما عارض الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أكثر من مرة وعلى أكثر من صعيد، ما دفعه إلى تأسيس الجبهة الشعبية في وظل يتزعمها حتى العام 2000 عندما أعلن استقالته وتوقفه عن العمل السياسي. وتعتبر الجبهة الشعبية ثاني أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بعد حركة فتح، وفقاً للأسوشيتد برس. حماس تنعي حبش وقد نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور حبش، وقالت في بيان صادر عنها بهذا الخصوص: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تنعى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات والفصائل الوطنية والأمة العربية والإسلامية، القائد الوطني الفلسطيني، والأمين العام للجبهة الشعبية، القائد المناضل جورج حبش الذي قضى حياته بعيداً عن أرض الوطن، مدافعاً عن فلسطين، ورافضاً لكل محاولات التنازل عن الحقوق الوطنية لشعبنا وقضيته". وأضافت تقول: "إن حركة حماس إذ تنعى القائد الوطني الكبير فإنها تسأل الله سبحانه وتعإلى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان". من جانبه قال رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية إن "حبش أفنى حياته في الدفاع عن فلسطين"، وأطلقت النيران في أنحاء متفرقة من غزة عند الإعلان عن وفاة حبش. وأعلن تنظيم حبش مسئوليته عن العملية العسكرية في مطار اللد في مايو 1972، والتي راح ضحيتها 27 شخصاً، كما أعلن مسؤوليته عن خطف طائرة تابعة لشركة العال الصهيونية في العام 1968، والتي تم توجيهها إلى الجزائر، غير أنه لم يصب أي شخص بأذى جراء هذه العملية. استهداف صهيوني ولم يكن جورج حبش العقل المدبر لعمليات الاختطاف، ورغم ذلك فقد كان أحد الأهداف الرئيسية للكيان الصهيوني. وعرف جورج حبش، وهو طبيب أطفال، بين أتباعه وأنصاره باسم "الحكيم". وكان حبش قد درس الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت وتخرج فيها عام 1951، وفي ديسمبر من العام 1967 قام بتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أي بعد نحو ستة شهور على حرب يونيو ، والتي فقد فيها العرب الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء. وبعد استقالة حبش عن قيادة التنظيم، تولى عبدالرحيم ملوح، الأمانة العامة للجبهة الشعبية، غير أنه اغتيل لاحقاً، ليتولى أحمد سعدات، الذي تعتقله إسرائيل حالياً، قيادة التنظيم. وحاولت الكيان الصهيوني القبض على حبش أو اغتياله أكثر من مرة، فقد اعترضت طائراتها المقاتلة طائرة لبنانية متجهة إلى بغداد في أغسطس عام 1973، لاعتقادها بأنها تقل جورج حبش وكبار قادته، غير أنها اكتشفت عدم وجوده على متنها بعد أن أجبرتها على الهبوط في الأراضي التي يحتلها الكيان الصهيوني. وأصيب حبش في السنوات الأخيرة بالمرض، الذي أقعده وجعله طريح الفراش معظم الوقت، حيث أصيب بالشلل في جانبه الأيمن بعد جراحة في الدماغ أجراها في فرنسا. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أدخل حبش إلى المستشفى في عمان بعد شعوره بالإعياء، ولكنه توفي إثر نوبة قلبية السبت في الساعة الثامنة والربع مساء، بعد يوم على إجراء عملية جراحية، وفقاً لما ذكره طبيبه حران زريقات.