شيع أهالى قرية بهبشين، التابعة لمركز ناصر ببنى سويف، فى مشهد مهيب، مساء أمس الأربعاء، جثمان الشهيد عبد العال أبو الحسن، أمين الشرطة الذى لقى مصرعه برصاصات الغدر الإرهابية في مدينة العريش بشمال سيناء، فجر أمس أثناء قيامه بفتح المسجد لأداء صلاة الفجر، الى مثواه الأخير بمقابر القرية. وردد المشيعون هتافات معادية للإرهاب منها: " لا إله إلا الله الإرهاب عدو الله، ويا شهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح". وقال "محمود رمضان" ابن عم الشهيد "استعوضنا ربنا فى رجل القرية الحنون المتواضع، فكان بمثابة والد لكل بيت، فلا حزن ولا فرح إلا ووجدناه فى مقدمة المشيعين، وكان يحكي لنا دائمًا عن مقاومة الشرطة والجيش للإرهابيين وأنه لن يطلب نقله إلى بنى سويف قبل تطهير وطنه من الخلايا الإرهابية". وأضاف على محمد صابر من أهالى القرية أن الشهيد لديه 6 أبناء جميعهم على باب الله فيما عدا سيد عبد العال والذى عمل مثل أبيه فى الشرطة، وقبل عودته للعريش مر على بيوت القرية وكأنه يشعر بدنو أجله. وأكدت قمر عبد العال شقيقة الشهيد أن أخاها اعتاد يوميًّا أن يريح خادم المسجد بالشارع الذى كنا نقطن فيه بالعريش، ويقوم بفتح المسجد عند صلاة الفجر كل يوم، وأضافت "فى اليوم المشهود قال لى: سأذهب لصلاة الفجر ونعتزم الرحيل لبنى سويف لزيارة شقيقى حسن بعد إجرائه إحدى العمليات الجراحية هناك، ولكنه عاود لقريته محمولاً على الأكتاف". وانهارت شقيقته من البكاء، ولم تستطع إكمال حديثها، ورددت "حسبى الله ونعم الوكيل فى القتلة الإرهابيين". وقالت الحاجة أم عبد الله من أهالى العريش والتي حضرت هي والعشرات من جيرته "كان ابن موت، فخلقه وطيبته وحرصه على مصلحة وطنة جعلت منزلته عند الجميع تزيد يومًا بعد يوم، فأحفاده ال 17 كانوا مرتبطين بحنية قلبه كما يرتبط الرضع بأمهاتهم". وطالب نجل الشهيد أيمن الرئيس السيسى بسرعة القصاص من الإرهابيين الذين يحاكمون منذ سنوات، ولم يصدر حكم يشفى غليل أهالى الشهداء، وأضاف أنه وعشيرته سيكملون حربهم ضد الإرهاب ولو بالطوب والدعاء. فيما كانت زوجة الشهيد المكلومة قد أصابتها الصدمة ولم تتحدث إلا بكلمات قليلة، ناشدت فيها وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الإفراج عن نجلها الأصغر محمد عبد العال (31 عامًا) والذى قامت الشرطة بإعتقاله منذ أكتوبر الماضى، وأخلى القاضى بالإسماعيلية سبيله، ولكنه ما زال محتجزًا بالعريش حتى الآن، وتمنت من الوزير أن يساعدها فى الإفراج عن نجلها الذى يعول طفلاً كفيفًا.