بني سويف- أحمد دسوقي: «حسبي الله ونعم الوكيل في القتلة الإرهابيين»، «قتلوه وهو بيفتح المسجد لصلاة الفجر»، «استعوضنا ربنا في أطيب راجل في العيلة»، بهذه الكلمات الممزوجة لدموع الفراق، بدأت «قمر» شقيقة الشهيد عبدالعال أبوالحسن كريم، أمين الشرطة الذي استشهد فجر أمس بمدينة العريش حديثها مع «التحرير»، مؤكدة: اعتاد يوميًا أن يريح خادم المسجد بالشارع الذي كان يقطن فيه بالعريش، ويقوم بفتح المسجد عند صلاة الفجر كل يوم، وهذا اليوم المشئوم، قال لي إنه سيذهب لصلاة الفجر، وبعدها سنقوم بالسفر إلى بني سويف للاطمئنان على أخينا المريض. وأضافت «قمر»، أن يد الإرهاب الأسود اغتالته أثناء دخوله المسجد، وبدلًا من أن يعود لبني سويف للاطمئنان على أخيه، عاد محمولًا على الأعناق. فيما ناشد «أيمن» نجل الشهيد، الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، الذي يعتبره أبًا له بعد أن فقد والده، بالقصاص من الإرهابين الذين يحاكمون منذ سنوات ولم يصدر حكمًا يشفي غليلهم –حسب قوله-، مشيرًا أنه يتمنى من الرئيس إصدار توجيهاته بالإفراج عن شقيقه «محمد 31 سنة»، المقبوض عليه بتهمة الإنتماء لجماعة الإخوان، قائلاً: «محمد ملهوش أي نشاط أو انتماء سياسي». وناشدت زوجة عبد العال، وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بالإفراج عن نجلها محمد، مؤكدة أن نيابة الإسماعيلية قد اخلت سبيله، وأمرت بالإفراج عنه، لكنه ما زال محتجزًا بقسم شرطة العريش حتى الآن، لافتة إلى أن نجلها يعول طفلًا كفيفًا. وقال ابن عمه محمود رمضان كريم: «استعوضنا ربنا في رجل القرية الحنون المتواضع، وأطيب راجل في العيلة»، مضيفًا أنه كان والدًا لكل العائلة، يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وأنه كان دائم الحديث عن مقاومة الشرطة والجيش للإرهابين، ورفض نقله إلى بنى سويف قبل تطهير وطنه من الخلايا الإرهابية. واستطرد على محمد صابر، من أهالى القرية، قائلًا: الشهيد لديه 6 أبناء أحدهم عمل مثل أبيه في الشرطة، مشيرًا إلى أن أخر لقاء جمعه بالشهيد كان منذ شهر تقريبًا، عندما أتى للقرية لحضور حفل زفاف ابن شقيقه، وقبل عودته للعريش مر على بيوت القرية وكأنه يشعر بأن أجله أقترب. ورفعت أم عبدالله، من أهالي العريش، التراب على رأسها وهي تتحدث عن جارها الشهيد، قائلةً: «خلقه وطيبته وحرصه على مصلحة وطنه، جعلت منزلته عند الجميع تزيد يومًا بعد يوم». فيما أكد زميله مصطفى علي محمد، أمين شرطة بقسم العريش، حيث حضر مع الجثمان لتشييع زميله لمثواه الأخير، أنه أثناء فتح الشهيد المسجد كالمعتاد، خرجت رصاصات الغذر لتسكن إحداها في رأسه ليلقى ربه شهيدًا، مؤكدًا أنهم مصرون على تطهير سيناء من البؤر الإرهابية، وأنهم لن يتركوا دمه يذهب هدرًا. كانت قرية «بهبشين»، التابعة لمركز ناصر ببني سويف، قد أتشحت بالسواد، وخرج الآلاف من أهاليها، لتشييع جثمان الشهيد الذي لقى مصرعه برصاصات الغدر، إلى مثواه الأخير بمقابر القرية، وسط هتافات المشيعين : «لا اله إلا الله.. الإرهاب عدو الله»، «يا شهيد نام وارتاح.. واحنا نكمل الكفاح»، « يا إخوانى خايف ليه.. عارف نفسك ولا إيه». جدير بالذكر أن الشهيد يعمل أمين شرطة بقسم شرطة العريش أول بسيناء، وقد أصيب بطلق ناري في الرأس برصاص العناصر التكفيرية أثناء دخوله مسجد حي الصفا بالعريش، فأودى بحياته ولاذ بعدها الجناة بالفرار .