أسعار الأسماك فى أسيوط اليوم الإثنين    تحركات أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 15 سبتمبر 2025    وزارة التضامن تبدأ صرف معاشات "تكافل وكرامة" عن سبتمبر بإجمالي يتجاوز 4 مليارات جنيه    عاجل - دعوة إيرانية نحو قطع العلاقات مع إسرائيل قبيل قمة الدوحة الطارئة    ميدو: على ادارة الأهلي ان تغير من فكرها في ملف الاعبين الجدد والمدربين الأجانب    حالة الطقس اليوم الاثنين 15-9-2025 في محافظة قنا    هل يمكن اختراق هاتفك بمجرد الرد على اتصال؟.. خبير يوضح    آمال ماهر: أداء حسن شاكوش لأغنيتي "في إيه بينك وبينها" ضحكني وعمل ليّ حالة حلوة    بسنت النبراوي: تركت مهنتي كمضيفة جوية بسبب ظروف صحية والتمثيل صعبة للغاية    المركز القومي للمسرح يكشف تفاصيل احتفالية اليوم المصري للموسيقى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 15-9-2025 في محافظة قنا    حملة «100 يوم صحة» تقدم 88 مليون خدمة طبية مجانية خلال 61 يومًا    تعرف على مدة غياب "زيزو" وموقفه من مباراة القمة    بالصور- محافظ أسيوط يتفقد استعدادات المدارس للعام الدراسي الجديد    وزير السياحة والآثار يكلف رنا جوهر بالإشراف على الإدارة العامة للعلاقات الدولية    بالصور.. بكاء أم الأطفال يغمر المحكمة في أول ظهور ل"قاتلة أسرة دلجا" بالمنيا    صعود جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل جلسة اليوم    إعلان تنسيق الشهادات الفنية 3 و5 سنين وترشيح 276 ألفا.. رابط سريع للنتيجة    القوات الروسية تدمر 11 موقعًا أوكرانيًا للتحكم بالطائرات المسيّرة آخر 24 ساعة    إحداها استهدفت هدفا عسكريا.. الحوثي تعلن مهاجمة إسرائيل ب4 مسيّرات    بحضور وزير العدل والنائب العام.. حلف اليمين لأعضاء النيابة الجدد اليوم (تفاصيل)    وزير الصحة يناقش تسريع تطبيق التأمين الصحي الشامل بمحافظات الجمهورية    عندما يؤثر الخريف على حالتك النفسية.. كيف تواجه اكتئاب تغير الفصول؟‬    صحة البحيرة: تحميل المتسبب في أعطال الأجهزة الطبية تكلفة الإصلاح والتحقيق الفوري عند الإهمال    بالفيديو.. تفاصيل إطلاق منصة إلكترونية لربط المرضى بخبراء الطب المصريين بالخارج    سعر الدولار اليوم في مصر.. استقرار بالبنوك عند 48.25 جنيه للبيع    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : شكرا سيدى إبراهيم البحراوى    صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقى يكتب عن : هذا ما تعلمناه؟؟    منتخب الشباب يخوض مرانه الأول في تشيلي استعدادا لمنافسات كأس العالم    أسعار الأسماك في شمال سيناء اليوم الاثنين الموافق 15 سبتمبر 2025    جين سمارت تفوز بجائزة إيمي كأفضل ممثلة كوميدية لعام 2025    ما حكم قتل القطط والكلاب الضالة؟ دار الإفتاء المصرية تجيب    مصر ترسل قافلة المساعدات الإنسانية رقم 37 إلى غزة.. فيديو    أسعار الكتب المدرسية الجديدة 2025-2026 ل المدارس الخاصة والدولية والتجريبية    9 آلاف وظيفة ب الأزهر الشريف.. تفاصيل مسابقة معلم مساعد 2025 وشروط القبول    كوريا الشمالية ترفض مطالب الولايات المتحدة بنزع أسلحتها النووية    «بيفكر في بيزيرا».. رضا عبدالعال يهاجم زيزو    فلكيًا بعد 157 يومًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026 في مصر    قضي الأمر.. وزير العمل: لا يوجد فصل تعسفي بعد تطبيق القانون الجديد (فيديو)    الأونروا: آلاف النازحين في غزة وجباليا يعيشون بلا مياه نظيفة أو صرف صحي    ساعر يهاجم رئيس الوزراء الإسباني بسبب دعمه للتظاهرات المؤيدة لفلسطين    الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني يعتبر نتائج الانتخابات المحلية ليست كارثية    بقبلة رومانسية.. سيلينا جوميز تشعل السجادة الحمراء في حفل إيمي ال 77    النجوم يتوافدون على السجادة الحمراء لحفل جوائز إيمي ال 77    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 15 سبتمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    استئناف محاكمة عنصر إخواني بتهمة التجمهر في عين شمس| اليوم    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 15 سبتمبر    إليسا بإطلالة جريئة خلال حفلها بالقاهرة (صور)    ألبوم "KPop Demon Hunters" يتصدر قائمة بيلبورد 200 للمرة الأولى منذ "Encanto"    أشخاص يحق لهم إدخال المريض النفسي المصحة إلزاميًا.. تعرف عليهم    ترامب: فنزويلا تُرسل لنا مخدرات وعصابات وهذا غير مقبول    بالأسماء.. إصابة 4 من أسرة واحدة في البحيرة بعد تناول وجبة مسمومة    السيطرة على حريق داخل دار رعاية لذوي الاحتياجات الخاصة بأكتوبر دون إصابات    الشاشة وقوة البطارية والإمكانات.. مقارنة بين «آيفون 17 برو ماكس» و«سامسونج جالاكسي S25 ألترا»    برشلونة يدهس فالنسيا بسداسية تاريخية في الدورى الإسباني    كأس الإنتركونتيننتال.. موعد مباراة بيراميدز وأهلي جدة السعودي    عمرو وردة: تعرضت لظلم وتجاهل كبير.. وأريد المشاركة مع مصر فى كأس العالم    منتخب مصر تحت 20 عامًا يبدأ تدريباته في تشيلي استعدادًا ل كأس العالم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وفاء إسماعيل : فضحتونا يا سيادة اللواء
نشر في البديل يوم 24 - 12 - 2011

لم ارى فى حياتى سلطة أفشل من سلطة المجلس العسكرى ، ولم أرى أفشل من المؤتمرالذى عقده اللواء عادل عمارة ردا على جريمة قتل المعتصمين امام مجلس الوزراء .. واهم الملاحظات هى :
اولا / مؤتمركم بشهادة كل من لديه عقل فاشل وبإمتياز لم نخرج منه إلا بصورة عن المجلس على أنه مجموعة من الديكتاتوريين لا يقبلون نقد أو إنتقاد ، ولا يمكن بأى حال من الأحوال ان يكون قادرا على استيعاب الوضع الجديد للشعب المصرى ، واتضح هذا من طريقة التعامل مع الصحفيين بكل استعلاء وغرور من قبل اللواء عادل عمارة .
ثانيا / الفيديوالذى تم عرضه يعتبر فيلم هندى يتضمن ثلة من البلطجية واطفال الشوارع الذين يتم استغلالهم من قبل أمن الدولة لتنفيذ أغراض تخدم مصالحهم ومصالح من يحركهم ، ويتضمن اعتراف الاطفال بتلقى طعام واموال وخوذ وكمامات من قبل محمد هاشم وكأنها جريمة خيانة عظمى، ولم يعترفوا مثلا بتلقى سلاح اوتحريض على قتل اشخاص علما أن هؤلاء الاطفال هم إفراز نظام مبارك الذى خلف لنا ملايين من هؤلاء الاطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا فى عصرغابت فيه كل القيم الأنسانية التى تحفظ لهم كرامتهم وأدميتهم ، وعجزت الدولة عن إحتوائهم وبدلا من توفير الحماية لهم ألقت بهم فى الشوارع يقتاتون على فضلات القمامة ..ولا يلاموا ان باعوا أنفسهم ، بل يلام من أهدر حقوقهم واستغل حاجتهم ..ورغم ذلك الفيديو فضح ممارسات من أعتقلوهم ، وكأن ذئاب ضارية نهشت أجسادهم فمنهم من يعترف والدم ينزف من رأسه ، ومنهم من يقف وعينه بها ورم من آثار التعذيب وفتاة صغيرة السن تروى مايفضح عورات المجتمع الظالم الذى دفع بها للشارع .
الفيديو يفضحكم يا سيادة اللواء أكثر منه دليل براءة ..فهؤلاء مهما أجرموا لا يستحقون تلك المعاملة القاسية لإنتزاع اعترافاتهم ، تعجلكم وتسرعكم لتسجيل إعترافاتهم أنساكم أبسط القيم الانسانية ..الرحمة...الرحمة بطفل يقف ورأسه تنزف دما .. كان أولى بكم أن تعالجوه أولا قبل تسجيل إعترافه وتضميد جراحه .
ثالثا / اذا كان لديكم القدرة على رصد وتصوير هؤلاء البلطحية وأطفال الشوارع بهذه الأريحية وهم يحرقون المنشآت العامة خاصة المركز العلمى ..فلماذا لم يتحرك أحد منكم لمنعهم من إرتكاب جرائمهم والقبض عليهم ؟ هل كنتم نتظرون جريمة ما تقتنصونها لتلصقوها بالثوار ؟ الثوار الذين اعتصموا أمام مجلس الوزراء على مدى أكثر من اسبوعين ولم تحرق منشأة واحدة ولم يتم اى عملية تخريب ..فلماذا لا يظهر التخريب والتدمير إلا لحظة انقضاضكم عليهم ؟ لماذا لا نرى االبلطجية واطفال الشوارع الا تزامنا مع خروج قواتكم لفض الاعتصام بالقوة ؟ ألا ترى ياسيادة اللواء ان هذا الاسلوب الرخيص المفضوح هو نفس الأسلوب الذى كانت تستخدمه عناصرأجهزة الشرطة زمن مبارك ؟
رابعا / عيب على مجلس عسكرى كله من قادة الجيش ويستخدم هذا الأسلوب الرخيص لتشويه صورة بنات وشباب مصريين وتصوريهم وكأنهم فى بيت من بيوت الدعارة ، أيا كان سلوكهم الشخصى ان كنا راضون عنه أو رافضون له ..هذه ليست أخلاق الفرسان يا سيادة اللواء ولا أساليب قادة أعظم جيش فى المنطقة ان يشهر بسمعة شباب وبنات بلده أمام العالم ..رغم اننى على يقين ان العالم الغربى سينظر لتلك المشاهد على انها حرية شخصية لأى شاب وفتاة وسيضحك منا ومنكم ، ولكنك أردت بهذه المناظر ان تصل الرسالة الى الرأى العام المصرى والعربى ..مفادها : ان انظروا هاهم شباب الثورة .. عيب يا سيادة اللواء والله عيب عليكم ، هذا أسلوب الحروب القذرة تستخدمها اجهزة المخابرات الدولية لإبتزاز الأعداء وأنتم تستخدمونها ضد أبناء مصر وكأنهم أعداء ، وحتى لو كانوا عصاة ومنحرفين فهذا لا يعطيكم الحق فى فضحهم بهذا الشكل المهين .
خامسا / لم تخجل يا سيادة اللواء وأنت تظهرعورات الثوار بتشفى وشماتة ( واعتقد أنكم لو كنتم وجدتم للثوار نقيصة أكبر من تلك النقيصة لعرضتموها دون أى خجل )..فهل يحق لنا ان نتشفى فى عوراتكم التى كان لها صدى ورنين يحمل العار والخزى لجيش مصر فى جميع الصحف المحلية والعالمية ؟ لا والله بل عاركم كان عار وخزى لنا تمنينا الموت على ألا يلحق بنا .. هل يحق لنا مثلا أن ننسى اعترافات المجند الجاسوس الذى زرعتموه بين المعتصمين وتم كشفه وأعترف فى فيديو بان ضباط مصر يتعاطون الحشيش والمخدرات ؟ هذا هو العار الذى يجب ان نحاسبكم عليه ، وان فعلنا هذا فهو حق لنا ان نعرف من هم حماة مصر و نحاسبهم على الأمانة ، بينما انت لا يحق لك ان تحاسب اى انسان على تصرفه الشخصى ان عشق فلانة او علانة او حتى أدمن مخدرات فهذا ليس من اختصاصك لأن هناك قانون يحاسبه ان أخطأ ؟ لو أردت هذا الأسلوب من اساليب الحرب القذرة فلا أعتقد ان البلاد بحاجة لمجلس بارع فى كشف عورات أبناء وبنات شعبه وفاشل فى كشف عورات أعداءهم ، واذكرك بأن هذا الاسلوب هونفس أسلوب حبيب العادلى ( غرفة الجحيم ) فهل يليق بقادة جيش مصر أن يتبعوا نفس أساليب الحرب القذرة التى كان يتبعها نظام مبارك والعادلى وصفوت الشريف وغيره من عناصر أمن الدولة ؟
سادسا / سمعنا أن هناك طرف ثالث يريد تدمير مصر ولم تصل عبقريتكم الفذة الى إكتشافه وكأن هناك مؤامرة على مصر تحاك وعناصر تمول من الخارج .. والسؤال الذى يفرض نفسه .. ألا يعتبر عدم توصلكم الى هذا الطرف الثالث الذى يقتل ويحرق ويدمر على مدى عشرة أشهر فشلا ذريعا فى حماية البلد من الداخل ؟ فما بالك بحماية البلد من الخارج ..ماذا ستفعلون وانتم الذين شغلتم أنفسكم عن هموم الداخل والخارج برصد عورات شباب الثورة وكشف عذرية بنات الثورة ؟
سابعا / لم بتطرق سيادة اللواء فى المؤتمر الى تفسير عملية إعتلاء أفراد الشرطة العسكرية لأسطح مبنى مجلس الشعب أو مجلس الوزراء وضرب المتظاهرين بالحجارة والزجاج والمولوتوف وإصابة المتظاهرين ، ولم يذكر لنا لماذا يتم التركيز على قتل الشباب ( منهم الطبيب والمهندس والشيخ والطالب بالجامعة ) بينما البلطجية لم يصب احد فيهم بأى رصاص ، وكانوا يأدون عملهم فى التخريب والتدمير تحت أعين الكاميرا التى ترصد ما يفعلونه ونرى مصور الفيديو سعيد بما يفعلونه !!
ثامنا / مر سيادة اللواء على موضوع الفتاة التى تعرت مرور الكرام وكأن الأمرعادى ، ولم يتطرق لعمليات الضرب بالعصى والصعق بالكهرباء وشد الشعر والسحل فى الشوارع امام المارة وشهود العيان وشاشات العالم تبرز خيوط العار الذى لحق بنا وبمصر وجيشها ، وهذا فى حد ذاته جريمة أرتكبها المجلس العسكرى ليس بحق شعب أئتمنه على ماله وعرضه وكرامته ، بل بحق الجيش المصرى وسمعته ، فبفضل هذه التصرفات التى لا تليق بالفرسان والقادة صورة الجندى والضابط المصرى فى الشارع باتت تشبه صورته أيام النكسة عام 1967م ، بل أشد قبحا لآن الهزيمة أمام العدوأشرف ألف مرة من الهزيمة أمام شعب انتهكتم عرض بناته على مرآى ومسمع العالم كله .
تاسعا / تدعى يا سيادة اللواء ان فى عهدكم الميمون لم يقصف قلم ولم تغلق جريدة وحرية الإعلام مكفولة للجميع ، وان عقيدة العنف لا توجد بين افراد الجيش المصرى ، وانه ليس لديكم ما تخفونه او تخافون من عرضه ..فلماذا يا سيادة اللواء امرتم بمداهمة البيوت ونزع الكاميرات التى كانت ترصد مايحدث فى ميدان التحرير وشارع القصر العينى والشيخ ريحان مادمتم لا تستخدمون العنف ولا القتل ضد المتظاهرين ؟
عاشرا / أفعالكم وغروركم وتسلطكم أحدث شرخا فى قلوبنا وصدورنا ..أبكيتمونا وزرعتم الحزن فى داخلنا ياسيادة اللواء ، سرقتم منا الأمل والفرحة ، فضحتونا أمام العالم .. وفوق فضيحة انتهاك اعراض بناتنا أضفتم إليها فضيحة أكبر ألا وهى كذبكم وإنكاركم لكل ما هو موثق بالصوت والصورة وكأننا شعب أبله ، وجئت اليوم تطالبنا بتصديق روايتكم وفيديوهاتكم .. فكيف بالله عليك نصدقكم يامن أحنيتم هاماتنا بعد أنتصار؟ فضحتونا يا سيادة اللواء .. فضحتونا .
وفاء اسماعيل
19 – 12 – 2011 م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.