«هنلونها» شعار رفعه طلاب كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، ليعلنوا الحرب على القاهرة الرمادية بألوانها التي تثير الحزن والكأبة في نفوس المارة، إذ قرر هؤلاء الطلاب تلوين الشوارع القديمة ليبعثوا البهجة والسعادة من جديد وتعود القاهرة إلى رونقها. بدأت الفكرة مع طلاب قسم الديكور بالكلية وتلوين سلالم كوبرى 15 مايو، إذ قالت كرستين ظريف، صاحبة الفكرة ل«البديل»: وجدنا اللون أن اللون الرمادي يبعث الكابه والملل ويقتل الروح وهو يخيم على عده مناطق وأشياء حولنا، خاصهً السلالم والكباري، فقررنا نلونها كي تكون أكثر بهجه للمارة». بألوان وأدوات بسيطة استطاع هؤلاء الطلاب تلوين نزلة كوبري 6 أكتوبر وأخيرًا ميدان عبد المنعم رياض، كل ذلك بتمويل ذاتي، ولم يقدم لهم مساعدة سوى عميد الكلية الدكتور سيد قنديل تتمثل في الحصول على ترخيص بتلوين السلالم والأماكن القديمة من رئيس حي غرب. أضافات «كرستين» أن المبادرة لم تنتهي عند تلوين السلالم والكباري فقط، فهناك 4 جدرايات سيقومون بالرسم عليهم، إذ يهدفون من كل رسمة توصيل رسالة محددة للجمهور كقضية التحرش التي قرر فريق العمل أن يبدأ بها الجدارية الأولى. تجربة شبابية جديدة تعتمد على التمويل الذاتي دون دعم أي جهة رسمية، ورغم حماس وطموح هؤلاء الطلاب لتجميل القاهرة، فهل يلتفت جهاز التنسيق الحضاري لمثل تلك التجارب، لدعمها والعمل على تنميتها وتمكينها ووضعها في خطط وحلول مبتكرة لمحاربة الرمادي الذي بات يقتل كل جمال في نفوس المواطنين المقهورين من سطوة القبح، هل يعرف الجهاز شيئًا عن هؤلاء الطلاب الذين يحاولون شغل فراغًا خلفه والقيام بالدور الخطير الذي تقاعس عنه!