على الرغم من انتهاكات الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني التى لا تعد ولا تحصى، وكان آخرها الحرب على غزة التى راح ضحيتها مئات الفلسطينيين، فضلا عن إصابة الآلاف وتدمير البنية التحية للقطاع، خرج الكيان الصهيوني يسخر من تحقيقات الأممالمتحدة في حرب غزة، ويعتبرها متحيزة وغير شرعية. وفى خطوة تكرس للتبجح الصهيونى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إيمانويل ناهشون، إن إسرائيل لن تتعاون مع تحقيق يجريه مجلس حقوق الإنسان التابع لأمم المتحدة بشأن الحرب الأخيرة على غزة التى استمرت 50 يوما، رافضًا لجنة التحقيق ويعتبرها غير شرعية ولا توضح الحقائق. يقول الدكتور هاني محمد مصطفى، الخبير في الشئون الإسرائيلية بمركز البحوث، إن ما توصلت إليه تحقيقات الأممالمتحدة بشأن الحرب الأخيرة على غزة، تدين الكيان الصهيوني، وتبين أنه ارتكب المجازر في حق الشعب الفلسطيني، لكن الأممالمتحدة – على الرغم من انحيازها الدائم لإسرائيل- أعلنت بالفعل أنهم ارتكبوا مجازر، وهذا ما يثير قلق إسرائيل وسط اتجاهات بعض الدول للاعتراف بفلسطين. وأضاف "مصطفى" أن الكيان الصهيوني يشعر بخطر يهدد استمراره، ويخشى أن يكون تقارير الأممالمتحدة التى تتضامن مع فلسطين، بداية لتمهيد الاعتراف بدولة فلسطين، وذلك سيكون صفعة قوية لإسرائيل، التى تسعى دولتها من أقصى الغرب لأقصى الشرق. من جانبه، أوضح الدكتور مختار الحفناوي، أستاذ الإسرائيليات بجامعة القاهرة، إن الكيان الإسرائيلي يعاني من حالة تخبط كبيرة، بعد تقارير الأممالمتحدة التى تدينه، مشيرًا إلى أن التقارير التى تدين الكيان الصهيوني، أولية، وأن التقارير النهائية سوف تسيس لصالح إسرائيل. وتابع "الحفناوي" أن هناك علاقات مشتركة بين إسرائيل والأممالمتحدة، تجعل دائمًا الأممالمتحدة تنتقد ما تفعله إسرائيل، لكن حينما تعلن عن نتائج نهائية، تقف مع الكيان الصهيونى؛ لأن المصالح هنا تشترك، مضيفا أن العرب إذا اتحدوا ووقفوا بجانب فلسطين، لن تستطيع الأممالمتحدة تزوير الحقائق، بل ستعلن عن كل شىء رغم أنف الكيان المغتصب. وأكد الدكتور منصور عبد الوهاب، أستاذ الإسرائيليات بجامعة عين شمس، أن إسرائيل تختلف نظرتها للأمم المتحدة عن بقية المتجمع الدولي الذي يقف بجانبها ويساندها، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تتقبل انتقادات الأممالمتحدة. واختتم "عبد الوهاب": الكثير من تحقيقات الجيش الإسرائيلي تتسم بعدم الجدية، والهدف منها ليس بالضرورة الوصول إلى الحقيقة، بقدر ما هو توثيق للعالم بأن إسرائيل كيان يدعم السلام في حين أن كل تصرفاته تعكس ذلك.