مجازر وحشية جديدة ارتكبتها وترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني في كل منطقة من قطاع غزة . الضحايا بالعشرات والجرحى بالمئات . أشلاء الشهداء من الأطفال كانت منتشرة في الشوارع في مناظر تقشعر لها الأبدان ويتوقف لرؤيتها شعر الرأس . العدو استهدف السكان المدنيين من الفلسطينيين، والمدارس ومدارس الأونروا منها، حيث يلجأ إليها المدنيون من القصف، والمستشفيات وغرف العمليات فيها، وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية، والإعلاميين . "إسرائيل" تفوقت في جرائمها على الأساليب النازية والفاشية في ذبح الشعوب . الكيان ابتكر طرقه الخاصة به في ارتكاب المجازر . هذا التصعيد "الإسرائيلي" ينعكس في مضامينه، عن الأزمة التي يعيشها الكيان، فهو من جهة يمارس عدوانيته المعهودة واللصيقة بوجوده وتعاليم حاخاماته، ومن جهة أخرى يوجه رسائل إلى فصائل المقاومة الفلسطينية وعموم شعبنا وإلى الصهاينة في الكيان، وللعرب والعالم مفادها: للفلسطينيين: أن لا فائدة من المقاومة التي تجلب الويلات على الناس، وهي محاولة أيضاً للضغط على الفصائل للقبول بالهدنة (التهدئة) الطويلة الأمد وإلا ستستمر الخسائر الكبيرة في كل يوم . "إسرائيلياً"، يستهدف العدو:محاولة إرضاء الشارع "الإسرائيلي"، الذي أخذ يقدم الخسائر، والمصاب بحمّى الرعب، والمضطر بمجموعه للنزول إلى الملاجئ، وهو الذي لم يتعود وصول الحرب إليه، بل تخوضها دولته على الدوام، خارج حدودها . كما لم يتعود الخسائر البشرية بين صفوف جنوده . وباعتراف مصادر العدو، تمكنت الفصائل الفلسطينية من قتل 38 جندياً "إسرائيلياً" ومن أسر جندي واحد . قادة عسكريون "إسرائيليون" سابقون وإعلاميون وخبراء عسكريون أجمعوا في تصريحاتهم على أن العملية العسكرية البرية "الإسرائيلية"، فشلت في تحقيق أهدافها، ولهذا ونتيجة للرد الصلب للمقاومة، أخذ الضجيج ضد الحرب، يعلو في الشارع "الإسرائيلي"، فلم يكن في تصور قادة "إسرائيل" أن حركة مقاومة صغيرة وبسيطة في وسائلها، مقارنة مع ما تمتلكه دولتهم من أسلحة، قادرة على مجابهة عشرات الآلاف من الجنود "الإسرائيليين"، والطائرات، والمدافع والصواريخ والقذائف البحرية . مجابهة فلسطينية بامتياز . المجزرة الصهيونية تعكس (الحضارة) الصهيونية التي يتحدث عنها الصهاينة دوماً: يوحون للعالم كذباً: بأن القوات الاحتلالية الصهيونية تقوم بتحذير ساكني المناطق قبل قصفها . على صعيد المشهد السياسي للصراع: فإن هذه الفترة تعكس مرحلة "عض الأصابع" والقدرة على الاستمرار في المعركة . معظم الفصائل الفلسطينية تدرك هذا الأمر، لذا من الصعب عليها ألا تصمد في الخمس دقائق الأخيرة . الغريب الغريب: أن أغلبية دول العالم والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وغيرهم يعتبرون أن من حق الكيان الدفاع عن نفسه ويناشدون الطرفين التوقف عن أعمال العنف . بداية، الكيان هو محتل الأرض ومغتصب الإرادة وهو الذي يستهدف المدنيين ويرتكب المذابح . "إسرائيل" هي التي شنت العدوان، الفلسطينيون محتلة أرضهم بكاملها، ويعيشون عذابات الاحتلال وجحيمه . إنهم يمارسون حقهم المشروع وبقرارات واضحة من الأممالمتحدة . إنهم يقاومون فعل الاحتلال وجريمة العدوان . الاحتلال يرتكب الموبقات ويهدم بيوت الفلسطينيين على ساكنيها، بين الضحايا عائلات بأكملها مضوا واستشهدوا نتيجة قصف البيوت، فهل المطلوب من الفلسطينيين أن ينثروا الورود (في عرف العالم) على جلاديهم من قوات الاحتلال؟ غريب والله هذا المنطق . قطاع غزة يعاني الحصار الخانق للعام الثامن على التوالي . إن الحقيقة الأكيدة في الصراع ومجابهة العدوان، أن من يصمد حتى النهاية في المعركة الشرسة القائمة حالياً، بين المقاومة، وهي التي تخوض معركة عادلة ومشرفة، وبين العدو النازي، سيكون هو القادر على الانتصار وفرض شروطه . من الطبيعي أن تنتصر المقاومة، فهي تدافع عن شعبها وحقوقه الوطنية العادلة، بالتالي فلا مجال للمقاومة إلا الانتصار . إن الرسالة التي يستهدفها العدو ويحاول توجيهها للعرب، أن من حق الكيان (المسالم) الدفاع عن أمنه وحدود دولته أمام (الإرهابيين) الفلسطينيين الذين لا هم لهم سوى "التآمر" على الكيان، والتخريب في الدول العربية ! وللأسف ابتدأنا نسمع نعيقاً من أصوات (تدّعي العروبة) وتتمنى انتصار الكيان وقتل جميع الفلسطينيين!؟ نقول لهؤلاء: أنتم لستم سوى نفر قليل، لا تمثلون أمتنا الأصيلة التي جعلت من فلسطين وما تزال قضيتها المركزية . العدو يوجه رسالة أخرى هي التحذير والتخويف من مناصرة الفلسطينيين . الرسالة "الإسرائيلية" للعالم: أن الكيان "صادق" فيما يطالب . إن حقه في أية تسوية سياسية مع الفلسطينيين والعرب المطالبة بما يراه مناسباً في الدفاع عن أمنه، ولذلك لا حلول للصراع في المنطقة غير الحلول الصهيونية . يبقى القول، إن المقاومة بحاجة إلى تضامن فعلي وحقيقي من أمتنا العربية . لقد بتنا نشهد مؤخراً تفاعلاً عربياً ودولياً في التضامن مع الفلسطينيين ومقاومتهم، وكذلك استنكاراً للعدوان والمذابح والجرائم والعدوان الصهيوني . نقلا عن صحيفة الخليج