أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن العدوان الصهيوني على قطاع غزة "فشل فشلاً ذريعاً ولم يحقق شيئاً"، مشيراً إلى أن الصهاينة في حربهم هذه صنعوا مقاومة في كل بيت وفي كل بلد، في وقت أرادوا فيه القضاء على المقاومة". حرب على الأمة وقال مشعل في كلمة متلفزة : "هذه الحرب يجب أن ندركها، فهي ليست حرباً على حماس كما حاول الصهاينة تصويرها، وليست حرباً على من يمسك بالسلاح على ارض غزة فحسب؛ إنما هي حرب على كل الشعب الفلسطيني، بل إذا استحضرنا حجم هذه الحرب وضراوتها، وأن المقاومة على أرض غزة هي المقاومة الأهم في الساحة الفلسطينية، فهي حرب على القضية الفلسطينية وأمتنا جميعاً"، مشيرين إلى أن الهدف من هذا العدوان هو "إخضاعنا وفرض شروط الهزيمة، وفرض التسوية المذلة في المشروع الصهيوني الأمريكي". المقاومة بخير وستنتصر وطمأن القيادي الفلسطيني البارز الأمة العربية والإسلامية بأن المقاومة في قطاع غزة بخير، وقال: "حاول العدو أن يعتبر غزة مسرحاً لاستعراض عضلاته واستعادة هيبته، وهي معركة فرض الهزيمة على شعبنا؛ لكنه فوجئ بقوة المقاومة على أرض غزة .. اطمئنوا في العالم العربي والإسلامي والعالم الحر، المقاومة على ارض غزة بخير وستبقى وستنتصر"، لافتاً النظر إلى أن المقاومة "فاجأت العدو بعد أن استوعبت ضربته ثم بادرته واستلمت زمام المبادرة، وها هي كل يوم تقدم المفاجآت". وأشار مشعل في خطابه إلى قصف القاعدة العسكرية الجوية الصهيونية "بالماخيم"، والتي تبعد خمسين كيلومتراً عن قطاع غزة، كما لفت النظر إلى الكمائن للمقاومة والالتفاف حول جنود العدو. وقال: "البعض يتخوف أنه بعد هذه التضحيات أن تفرط قيادة المقاومة أو تساوم أو تضعف، الأمر هو العكس لأن هذه التضحيات ستزيدنا صلابة وتمسكاً بأهدافنا ومطالبنا، ولذلك من الظلم أنه بعد كل هذه المجازر أن تكون النتيجة تهدئة دائمة، هذه المعركة ثمنها الحرية والتحرر وحق تقرير المصير وفك الحصار". وأضاف: "المسألة عض أصابع وصبر ومصابرة ولذلك نحن سننتصر". أهداف العدو غير محققة وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" على أن فشل العدو في تحقيق أي من أهدافها التي أعلنها مع بداية الحرب: "العدو وضع لنفسه أهدافاً، لكن هذه الأهداف بدأت تتآكل مع مرور الزمن، أراد أن يسحق غزة وأن ينهي سيطرة حماس على غزة كما سماها، أراد أن ينهي المقاومة وأن يوقف الصواريخ وأن يفرض وقائع جديدة لمشاريع تمهد لتصفية القضية. ولكن ماذا بقي من أهدافه اليوم؟! إنه لم يحقق شيئاً من أهدافه". وقال: "بكل تواضع وصدق نأخذ جرد الحساب ما لذي أنجزه العدو، أقول بكل ثقة ومن واقع الميدان، العدو فشل فشلاً ذريعاً ولم يحقق شيئاً، لم يوقف الصواريخ ويزعم عن صنع حقائق في جنوب قطاع غزة، فيما نجح إذن؟!" وتابع: "نجح في شيء آخر، نجح نجاحاً مخزياً في جرائمه بحق أطفالنا ونسائنا. ارتكب العديد من هذه المجازر، حشر الناس في بيوت ثم قصفها وقتل الناس غدراً، اختطف الناس ثم أعدمهم بدم بارد، نجح العدو انه صنع محرقة وهولوكوست حقيقي على ارض غزة". رسالة للصهاينة وإزاء ما يجري من مجازر؛ وجه مشعل خطابه إلى الصهاينة قائلاً: "أقول لكم، ماذا أنجزتم عبر هذه الحرب التي دعمتموها غير قتل الأطفال الأبرياء، الجماجم المهشمة، بحر الدماء الذي تغرق فيه غزة اليوم، ماذا أنجزتهم غير محرقة يريد قادتكم أن يكسبوا من خلالها الانتخابات القادمة في فبراير، هذا هو كيانكم الغاصب". وأضاف: "لكنني أصارحكم لقد حققتم أشياء لم تقصدوها؛ فقد خسرتم الرأي العالمي الدولي، ولقد صنعتم مقاومة في كل بيت وفي كل بلد، في وقت أردتم فيه القضاء على المقاومة، قضيتم على آخر فرصة، ولأي نفس للتسوية والمفاوضات، ولن يسمح لأي مسؤول عربي أن يسوق علينا التسوية والمفاوضات لأن شعوبنا كفرت بهذه التسوية طويلاً وحصادها مر". وأشار مشعل في رسالته للصهاينة: "لقد قصرتم عمر كيانكم الغاصب، أنتم بهذه المجازر بحق الأطفال والنساء أنتم قصرتم أجل كيانكم، لا مستقبل هذا الكيان". المبادرات والحراك لوقف العدوان وأوضح مشعل موقف حركة "حماس" في جملة من القضايا السياسية كالمبادرة المصرية والفرنسية أو الحرك السوري والتركي والقطري بشأن وقف العدوان ثم قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860، مشيراً إلى أن القرار الدولي "جاء حين صمد شعبنا وصمت المقاومة وفشلت إسرائيل، وحين انكشف حجم هذه المذابح والمجازر وصعق العالم بها ورأت الولاياتالمتحدة انتفاضة الأمة التي تنذر بالخطر؛ عند ذلك سمحوا بتمرير قرار 1860، ولكن نزعوا أظافره، ومع ذلك اضطروا لهذا القرار لصمودنا وحجم المجازر والمذابح، ولكن بعد ماذا بعد أسبوعين من الجريمة"، مشدداً على ضرورة أن يقوم من ارتكب العدوان وهو الكيان الصهيوني بتنفيذ القرار وليس المقاومة التي تدافع عن شعبها. وبشأن المبادرات المختلفة؛ قال مشعل: "نحن لدينا موقف جلي نحاكم إليه كل المبادرات والقرارات، فنحن الضحية وارتكبت بحقنا كل هذه المجازر، نحن نطالب أولاً بوقف العدوان فوراً فهذه ليست معركة متكافئة وليست معركة إطلاق نار متبادل، ثم الانسحاب الفوري للاحتلال من غزة، ورفع الحصار عن غزة، فالحصار الظالم هو الذي أدى إلى هذا الانفجار في المنطقة، ورابعاً فتح المعابر جميعها من خلال كل المعابر وفي مقدمتها معبر رفح .. هذه مطالبنا العادلة، ونحن بعقل مفتوح نتعامل مع أي مبادرة أو قرار انطلاقاً من هذه المواقف"، حسب تأكيده. "لن نقبل تهدئة دائمة" وشدد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" على أن الحركة "لن تقبل تهدئة دائمة، لأن ذلك فيه مصادرة لحق الشعب الفلسطيني في المقاومة"، موضحاً أن "المقاومة هي في معادلة مقابل الاحتلال والعدوان، مادام هناك احتلال لا بد من مقاومة، وليست المقاومة مقابل الإغاثة ومجرد إدخال مساعدات". كما أكد على رفض قبول قوات دولية "لأنها تأتي لحماية أمن إسرائيل وضرب المقاومة، وسنعتبر أي قوات دولية تفرض على شعبنا كقوات احتلال"، وأضاف "لن نقبل أي حديث عن تضييق على المقاومة". معبر رفح وبشأن معبر رفح الحدودي؛ قال مشعل: "آن الأوان لإعادة اتفاقية معبر رفح، ونحن عرضنا صيغة منطقية، وأنا أطالب محمود عباس أن يقول للعالم نعم نريد أن نتفاهم على شراكة فلسطينية بينه وبين حماس في غزة لترتيبات على معبر رفح تشارك فيها مصر والأوروبيون". المزيد من أهل الضفة وخاطب القيادي الفلسطيني البارز أهل الضفة الغربية، وقال لهم: "لقد انتفضتم وبذلتم الكثير، لكن المطلوب أكثر، ضفة يحيى عياش تخلق أفضل، شعبكم يتطلع أكثر نصرة لغزة ولكم أيضاً، لأنه يُراد للضفة أن تظل تحت الاحتلال والتهويد والاستيطاني والجدار، وأهيب بشريحة الطلاب التي أخرجت جيل الاستشهاديين". كما وجه رسالة للدول العربية قال فيها: "أقول للدول العربية سامح الله من خذلنا وقصر معنا وألقى اللائمة علينا، لكن إن أخطأتم في الماضي بادروا إلى تصحيح الخطأ قبل فوات الأوان". داعياً جميع الدول العربية إلى أن يقفوا مع الشعب الفلسطيني "بعد انتهاء العدوان وانتصارنا، أدعوهم أن يقفوا معنا في محاكمة قادة العدو على ما ارتكبوه من مجازر، لا أن يستقبلوا أي مسؤول إسرائيلي في عاصمة عربية، وإنما يتعاونوا مع شارعهم وشعوبهم لمحاكمة هؤلاء القتلة، ثم أدعو الدول العربية التي لها علاقات مع إسرائيل سواء تمثيل أو أقل أن يستعملوا هذه الورقة وان يقولوا لقادة العدو إما أن توقفوا النار فوراً وإلا سننهي هذه العلاقة". كما طالب الدول العربية، بعد أن فشل مجلس الأمن في إلزام العدو الصهيوني بوقف العدوان "أن يستجيبوا لقمة عاجلة لا مبرر لتأجيلها". وقال "معركة غزة لها ما بعدها؛ رغم جراحنا وآلامنا سوف ننتصر، رتبوا حساباتكم ومواقفهم على ذلك، قفوا مع المنتصرين ولا تتفرجوا على ما يجري".