أطلقت تركيا خلال الأشهر القليلة الماضية سراح عدد كبير من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي بدلا من تسليمهم إلى بلادهم لأجل محاكمتهم قضائيا، حيث كشف قيادي كبير في التنظيم المتطرف أن المقاتلين ال180 الذين أطلقت سراحهم أنقرة وأعادتهم إلى التنظيم خلال الأسبوع الجاري كان من بينهم عدد من قيادات التنظيم، وشخصيات مهمة بالنسبة ل"داعش". دائمًا ما تنفي أنقرة دعمها للجماعات الإرهابية بالمنطقة، إلا أنه حتي كتابة هذه السطور لم يصدر أى تعليق تركي حول حديث القيادي الداعشي بالافراج عن قيادات التنظيم، ما يشير إلى أنها صفقة تبادلية تمت فى سبتمبر الماضي أفرج بموجبها التنظيم الإرهابي عن 49 رهينة تركي كانوا محتجزيين لديه، وهم دبلوماسيون وموظفون عاملون في قنصليتها بمدينة الموصل، حيث تم احتجازهم من قبل "داعش" في شهر يونيو الماضي عندما دخل المسلحون المدينة. حينها أعلنت تركيا أن تحرير رهائنها تم عبر "عملية سرية" رفضت الكشف عن تفاصيلها، كما رفضت نقاش العملية مع الولاياتالمتحدة أو أي من حلفائها الأوروبيين، إلى أن كشفت جريدة "التايمز" مؤخراً أن العملية لم تكن سوى "تبادل أسرى" بين تركيا و"داعش"، وأن أنقرة سلمت 180 مقاتلاً للتنظيم مقابل تحرير رهائنها. صفقة تبادلية بين تركيا وداعش معلومات جديدة نشرتها «التايمز» عن هذه الصفقة التركية الداعشية التي لا زالت أنقرة ترفض الإفصاح عنها، حيث أكد قيادي في التنظيم اسمه المقداد الشروري، وهو مقاتل يمني كان من بين المعتقلين الذين أعادتهم أنقرة إلى "داعش"، نبأ صفقة التبادل، وكشف للصحيفة البريطانية أنه وعدد من قيادات التنظيم كانوا محتجزين لدى السلطات التركية وكانوا يتلقون معاملة جيدة جداً في السجون التركية إلى أن تم تسليمهم مجدداً إلى "داعش" مقابل إطلاق سراح الرهائن الأتراك ال49. أكراد سوريا يتهمون تركيا بدعم «داعش» على صعيد متصل يتحدث أكراد سوريا عن دعم أنقرة ل«داعش» فى معركة كوباني، حيث أكد رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي السوري صالح مسلم أن أنقرة تساعد داعش فى مواجهة الأكراد وتعرقل دخول قوات البيشمركة إلى كوباني لمساعدة أكراد سوريا. وذكرت "نيويورك تايمز" أن قياديا بوحدة الحماية الشعبية صرح فى 29 أكتوبر بأن تركيا تسمح بعبور مقاتلي داعش وإمداداتهم بحرية عبر الحدود؛ وأن الأكراد الذين يحاولون الانضمام للقتال في كوباني يتم طردهم من الحدود على أيدي حرس الحدود الأتراك. تصريحات تثير التساؤلات حول ما يجري في كواليس القصر الأردوغاني، فمنذ أن بدأت الأزمة السورية ظهرت الجماعات المسلحة بدأت الاتهامات لتركيا بوقوفها وراء دعم هذه الجماعات وخاصة جماعة داعش، الاتهامات تراوحت ما بين التعاون العسكري ونقل الأسلحة إلى الدعم اللوجيستي والمساعدة المادية وتقديم الخدمات الطبية، وهو ما أثبتته تقارير إخبارية وشهود عيان وتصريحات لمسئولين ومنشقين عن "داعش"، بحسب صحيفة "هفينجتون بوست" الأمريكية. الصحيفة الأمريكية نقلت عن باحثين تابعين لجامعة كولومبيا في الولاياتالمتحدة وأوروبا وتركيا بحثا للوقوف على حقيقة تلك الاستنتاجات مستشهدين بتقارير أوردتها "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" و"جارديان" و"ديلي ميل" و"بي بي سي" و"سكاي نيوز" ومصادر وصحف تركية عديدة؛ وخلصت الدراسة لنتائج عديدة. تركيا توفر ل «داعش» الدعم العسكري نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى 12 أغسطس عن قيادى داعشي قوله إن معظم المقاتلين انضموا لداعش فى بداية الحرب ودخلوا عبر تركيا حامليين السلاح والمعدات التركية، كما أكد رئيس حزب الشعب التركي الجمهوري كمال قليتش دار أوغلو أن تركيا قدمت أسلحة للجماعات الإرهابية كما قدم سجلات من سائقي الشاحنات الأتراك الذين أوصلوا أسلحة لهذه الجماعات. تركيا تقدم الدعم اللوجيستي لعناصر داعش فيديو بثته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية يثبت تورط الحكومة التركية بختم جوازات سفر المقاتلين الغربيين الراغبين بعبور الحدود التركية للانضمام لداعش في سوريا؛ كما ظهر فى الفيديو جوازات سفر للمتطرفين عليها ختم الخروج من الحدود التركية. وأفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في 25 أغسطس أن العديد من المقاتلين الغربيين انضموا لداعش في سوريا والعراق بعد سفرهم عبر تركيا؛ فيما اعتبر المسلحون الحدود السورية التركية "بوابة الجهاد"، حيث يتغاضى الجنود الأتراك أو يقوم المسلحون بدفع ما لا يزيد على 10 دولارات للحراس ليسمحوا لهم بالمرور. تركيا تدرب الإرهابيين نقلت وسائل إعلام تركية معارضة فى 14 أكتوبر عن قليتش دار أوغلو قوله إن "الحكومة التركية قامت بتوفير المال والتدريب للإرهابيين، ولا يصح للجماعات الإرهابية أن تتدرب على الأراضي التركية.. إنكم تجلبون مقاتلين غربيين لتركيا وتضعون المال في جيوبهم والبنادق في أيديهم وتطلبون منهم قتل المسلمين في سوريا"، مضيفا: " الجميع يعرف أنهم يدعمون داعش"؛ ووفقا للاستخبارات الأردنية، فإن تركيا تدرب مقاتلي داعش للعمليات الخاصة. تركيا توفر المساعدة الطبية ل "داعش" ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى 12 أغسطس أن قيادي داعشي منشق صرح قائلا: "كان عندنا بعض المقاتلين بينهم قياديو داعش يتلقون العلاج في المستشفيات التركية". ونشرت صحيفة "تاراف" التركية في 12 أكتوبر أن عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم "دنجر مير محمد فيرات" قال إن تركيا دعمت ولا تزال تدعم، الجماعات المتطرفة وتعالج أعضاءها في المستشفيات؛ وأضاف أن "الحكومة سلحت الجماعات المتطرفة، وكانت تساعد المصابين، فيما قال وزير الصحة إن مساعدة المصابين من داعش واجب إنساني". تركيا تشترى النفط من "داعش" ربما الحديث عن كل هذه المساعدات التي تقدمها تركيا لداعش يدفعك للتساؤل عن مكاسب أنقرة من وراء هذا الدعم، صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قالت فى 13 سبتمبر إن إدارة أوباما تبذل المزيد من الجهود للضغط على تركيا لتضيق الخناق على مبيعات داعش المهولة من النفط، مشيرة إلى أن تركيا لم تضيق الخناق على هذه المبيعات لأنها تستفيد من سعر أقل للنفط، ويعتقد أن هناك مسئولين في الحكومة ومواطنين أتراكا ينتفعون من هذه التجارة". كما ذكرت صحيفة "راديكال" التركية في ذات اليوم أن النفط يباع بسعر ضئيل جدا يصل إلى 1.25 ليرة للتر، مشيرة إلى أن الكثير من خطوط الأنابيب، والتي كانت تعمل على مدار 3 سنوات، أغلقت بعد نشر هذا المقال.