تصوير : محمد حكيم على بعد أمتار من مدينة المنيا ووسط مقابر قرية "زاوية سلطان" شرق النيل يقف ضريح "الشيخ سالمة" منذ أكثر من مائة عام وسط مقابر القرية المكتظة، ودارت حولها القصص والروايات، وتعددت مشاهد التبرك والنذور ونزيف الدم، وبين الخرافة والأسطورة والتصديق بالشيخة المبروكة، جاءت تفسيرات أهالي القرية. الجدار الرابع وقصة نزول الدم غرفة من البلوك الأبيض مكونة من 3 جدارات تحتضن ضريح "الشيخ سالمة"، وتتخذ من جسم الجبل الشرقي للقرية جدارها الرابع، فيستند عليه سقف الغرفة وجداراها القبلي والبحري، ويشهد جدار الجبل ذلك تساقط قطرات ذات اللون الأحمر، يفسرها أهالي القرية على أنها نقاط دم. احتمت بالجبل فابتلعها يروي "علي جبر" أحد المنتمين للطرق الصوفية بالقرية قصة "الشيخة سالمة" فيقول "كانت من أسرة فقيرة ومسكينة، خرجت يومًا للبحث عن الرزق، فوقعت في قطاع الطرق، فقالت: رب اجعل هذا الجبل قبرًا لي، ففتح الجبل، فدخلت به ثم انغلق عليها مرة أخرى، ويقول: "أنا مقتنع من وقت أن دخلت الطرق الصوفية ببركة الشيخة المبروكة، وإن الكلام صح مش وهم، وإن فيه شيخنا الصالح الشيخ ثابت أبو مقبول بيؤكد ذلك". أحزاب أسيادنا.. تبرك ونذور وأكد أن المئات من أهالي القرية والقرى المجاورة يفدون إلى ضريح "الشيخة سالمة" للوفاء بالنذور وللتبرك بها، وهناك تذبح الخراف والماعز، كما يلتف بعض الصوفية في حلقات ذكر تبدأ بالقرآن الكريم، ويقرأ فيها أحزاب لأي من أسيادنا (الإمام الرفاعي- إبراهيم الدسوقي- علي البيومي- أحمد البدوي"، وبعدها يلتف الجمع حول مائدة طعام، ثم يفرون لمنازلهم. سالت عيوني ذلك "الحمرا" واستطرد "جبر" قائلاً إن الشيخ عبد الفتاح الناظر صعد للجبل بالفرس، فلما وقع من فوق الجبل، ترجل بأشعاره في وصف "الشيخة سالمة"، فقال: "في خلاء الجبال نظرت القمر ضياء تجلى لنور البصر فوضه الجمال وكل الجلال ووصف لطيف يقص الأثر رفعت الأكف لمن في العلا وسالت عيوني ذاك الحمرا" طائر الخفاش "كلمة السر" أما "محمود سيف" أحد أهالي القرية فيرى أن قصة نزول الدم لها تفسير آخر وهو أن طائر الخفاش يبيت داخل شق "حفر" موجود بالجدار الشرقي –الرابع- ويفرز مادة لزجة، وعندما تنعكس عليها أشعة الشمس تسيل وتتساقط في صورة قطرات حمراء، وهو ما يفسره الآخرون على أنه دم. في الوقت نفسه يؤكد أن الجميع يستبشر بالضريح، وأنه يذهب إليه من حين لآخر، حيث يستشعر بالارتياح النفسي هناك، كما تذهب العاقر لأجل أن تتبرك فتنجب، ويقول"لا أعتقد في قصة نزول الدم، ولكن أعتقد في التبرك بالمكان، حيث إنه تابع أكثر من سيدة، ظلت سنوات طوالاً دون إنجاب إلى أن تبركت بالضريح فأنجبت". "سالمة" الأسطورة "محمود مازن" أستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بأسيوط كان له رأي آخر عندما قال إن الأمر في مجمله أسطورة قديمة تناقلها الناس جيلاً عبر جيل، ويقال إن امرأة اسمها "سالمة" كانت تأتي للمكان وماتت به"، مؤكدًا أن ما يفعله ويمارسه المترددون على المكان يعد أمرًا بعيدًا عن تعاليم الدين وشريعة الإسلام.