أردوغان يتهم دمشق بالتورط في إحتجاجات تركيا الأخيرة

اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أطرافا عدة بينها الحكومة السورية بانها تقف خلف المظاهرات التي شهدتها تركيا مؤخرا، احتجاجا على هجمات تنظيم داعش ضد مدينة كوباني، السورية ذات الغالبية الكردية.
وقال أردوغان خلال مراسم افتتاح عدد من المشاريع بولاية ريزة مسقط رأسه: "لا تقف منظمة بي كا كا الإرهابية الانفصالية، والحزب السياسي الذي يعمل في ظلها (في إشارة إلى حزب الشعوب الديمقراطي) وحدهما خلف هذه الأحداث، بل تقف خلفها الأوساط المتورطة في كافة أشكال الفوضى بتركيا"، إضافة إلى الحكومة السورية، كما تقف وراء هذه الأحداث وسائل الإعلام الدولية التي باتت معروفة، والكيان الموازي الذي يسعى لاستغلال أي فرصة لخيانة تركيا، حسب تعبيره.
وبخصوص الكيان الموزاي المتهم بالتغلغل في أجهزة الدولة التركية، قال أردوغان: "من الآن فصاعداً سيتم تناول مسألة الكيان الموازي، وامتداداته داخل الدولة بشكل مختلف جداً وسيكون موجوداً على أجندات عمل مجلس الأمن القومي، الذي سيلتئم نهاية الشهر الحالي، وسنتّخذ خطوات مختلفة بشأن ذلك، ونحن لا نسمح لأحد بأن يصبح بديلاً عن الدولة في تركيا".
واضاف أردوغان إن "تركيا ليست بالدولة التي تستسلم لممارسي أعمال النهب والتخريب"، مضيفًا "نزداد تلاحمًا كلما أثار المخربون والناهبون الفوضى في الشوارع"، وأشار إلى أن بلاده سبق وتعرضت للكثير من المكائد المماثلة، و"نجحنا كشعب في إحباط جميع تلك المكائد".
ومضى أردوغان: "نحن كدولة، لن نجعل أبداً هؤلاء الإرهابيين ينعمون على تراب هذا الوطن، سنفعل كل ما هو لازم في هذا الشأن، ولن نتنازل قيد أنملة عن هذا المبدأ مهما كان الثمن، إن الذين خرجوا إلى الشوارع، والذين دفعوا تلك البيادق إلى الخروج لم ينتبهوا إلى أن الدولة التركية، لم تعد تحكمها تلك الظروف، التي سادت قبل (15)، أو (20) عاماً خلت، فالقوات المسلحة التركية مجهزة تجهيزاً أفضل من أي وقت مضى، وتتسم باليقظة، والحيطة، وهي دوماً على أهبة الاستعداد، كما أن المؤسسات الأمنية تعمل بدقّة متناهية، وباتت تمتلك خبرات عالية".
وتابع الرئيس قائلا: "إن الجمهورية التركية، سواء في الفترة التي كنت فيها أنا رئيساً للوزراء، أو في فترة رئيس الوزراء الحالي، وحكومته، لم تقدم أي دعم مهما كان صغيراً لأي منظمة إرهابية ( في إشارة إلى داعش)، إن من يفترون على دولتنا وحكومتنا، ويشهرون بهما، هم ثلة من الخونة، وكل من يردد افتراءاتهم أذكره بالمصطلح القانوني القائل، البينة على من ادعى، أي أن الشخص الذي يدعي وجود شبهة، هو ملزم بإثبات صحّة ادعائه، وإن لم يتمكن من إثباته فهو وضيع، وخائن".
وكان أردوغان، قد تعهد أمس الجمعة، خلال حضوره افتتاح العام الأكاديمي الجديد 2014 – 2015 بجامعة البحر الأسود التقنية بأن تركيا سترد بشكل أقوى على الاحتجاجات، وستصعد قوات الأمن من إجراءاتها لمواجهة الاحتجاجات العنيفة المناهضة للهجوم الذي يشنه تنظيم "داعش" على مدينة كوباني الكردي بشمالي سوريا.
وأوضح أردوغان، أنه بات من المستحيل على الشرطة أن توقف المحتجين الذين يمارسون العنف بدروع مكافحة الشغب فقط، مشيرًا إلى أن قوات الأمن "ستقوم بكل ما هو ضروري في مواجهة المحتجين".