ذكرت وكالة الأناضول أن الرئيس التركي، أردوغان مخاطبًا الأتراك ومعلقاً على المظاهرات غير المرخصة التي خرجت بذريعة مناهضة داعش حيث قال "أعرف أنكم حزينون، كما أعرف أنكم واقفون بكل صبر، ومتانة، أمام هذا التعنت، والجحود، ونحن كأمة، لن نتنازل عن مواقفنا الثابتة والصبورة، إن هؤلاء الذين يصولون، ويجولون في الشوارع، أولئك الإرهابيين، والمخربين، واللصوص، يريدون أن يثيروا غضب الأمة، ويطفحوا كيلها، ويدفعوا الشعب نحو النزول إلى الشارع لمواجهتهم، هذا هو مبتغاهم، وهذا هو الهدف الرئيسي من تلك الفخاخ التي ينصبونها". وأشار إلى أن البيادق التي نزلت إلى الشوارع، وأسيادها الذين يحركونها، يريدون إرجاع تركيا إلى التسعينات، لذلك يقومون بالحرق، والتدمير، وإن تركيا لن تعود للتسعينات، وستحافظ على الأمن في أعلى مستوى، كما سننادي في الوقت نفسه بكل إصرار بالديمقراطية، والحرية، والسلام، والأخوة.
ولفت أردوغان أنه ستتم محاسبة الجبناء ممن يصفون أنفسهم بالسياسيين، ويحرضون الإرهابيين على النزول إلى الشوارع، مثلما ستجري محاسبة هؤلاء الإرهابيين.
وأوضح أن بعض الصحف، والمجلات الدولية قالت أمس بلهجة مشتركة، إن مسيرة السلام الداخلي في تركيا تنتهي، وكأن هذه الصحف، والمجلات تدار من مركز واحد، وبعض وسائل الإعلام، والكتّاب في الداخل التركي يعتقدون أيضا أن المسيرة تفشل، وهم فرحون بذلك، فإن تركيا لا تضحي بمسيرة السلام من أجل الإرهاب، والمنظمات الإرهابية، ومكائدها الدموية، إن مسيرة السلام، هي مسيرة "أخوة"، وإن تركيا ستؤسس لأخوة (77) مليون مواطن فيها.
وفي الوقت نفسه دعا أردوغان الأسر الكردية في تركيا إلى الاهتمام بأبنائها كي لا يكونوا أداة بيد الذين يسعون لضرب استقرار البلاد، والذين لديهم حسابات قذرة، بحسب وصفه، مضيفا " إذا كان ابن إحدى الأسر الكردية يجول في الشوارع وبيده زجاجات حارقة، ويقوم بحرق وتدمير كل مكان، فإن أبويه أيضا مسؤولان عن ذلك.. إن هذه المنظمة الارهابية "بي كا كا" وهذا الحزب السياسي ( في إشارة إلى حزب الشعوب الديمقراطي)، لديهما أجندات، ويستغلان دماء وأرواح أبنائكم، ويلعبان دور مطية للعصابات الدولية الظلامية".
وقال أردوغان إن تركيا كدولة، لن تجعل أبداً هؤلاء الإرهابيين ينعمون على تراب هذا الوطن، ستفعل كل ما هو لازم في هذا الشأن، ولن تتنازل قيد أنملة عن هذا المبدأ مهما كان الثمن، وإن الذين خرجوا إلى الشوارع، والذين دفعوا تلك البيادق إلى الخروج لم ينتبهوا إلى أن الدولة التركية، لم تعد تحكمها تلك الظروف، التي سادت قبل (15)، أو (20) عاماً خلت، فالقوات المسلحة التركية مجهزة تجهيزاً أفضل من أي وقت مضى، وتتسم باليقظة، والحيطة، وهي دوماً على أهبة الاستعداد، كما أن المؤسسات الأمنية تعمل بدقّة متناهية، وباتت تمتلك خبرات عالية، إن الجمهورية التركية، سواء في الفترة التي كان فيها أردوغان رئيساً للوزراء، أو في فترة رئيس الوزراء الحالي، وحكومته، لم تقدم أي دعم مهما كان صغيراً لأي منظمة إرهابية، وإن من يفترون على تركيا وحكومتها، ويشهرون بهما، هم ثلة من الخونة، ولكل من يقم بترديد افتراءاتهم يذكره بالمصطلح القانوني القائل "البينة على من ادعى"، أي أن الشخص الذي يدعي وجود شبهة، هو ملزم بإثبات صحّة ادعائه، وإن لم يتمكن من إثباته فهو وضيع، وخائن. على حد قوله
وأضاف أردوغان أنه لا تقف منظمة "بي كا كا" الإرهابية الانفصالية، والحزب السياسي الذي يعمل في ظلها (في إشارة إلى حزب الشعوب الديمقراطي) وحدهما خلف هذه الأحداث، بل تقف خلفها الأوساط المتورطة في كافة أشكال الفوضى بتركيا، إضافة إلى نظام الأسد الظالم الملطخة يداه بالدماء في سوريا.. كما تقف وراء هذه الأحداث وسائل الإعلام الدولية التي باتت معروفة، والكيان الموازي الذي يسعى لاستغلال أي فرصة لخيانة تركيا.
واختتم أردوغان "من الآن فصاعداً سيتم تناول مسألة الكيان الموازي، وامتداداته داخل الدولة بشكل مختلف جداً بإذن الله، وسيكون موجوداً على أجندات عمل مجلس الأمن القومي، الذي سيلتئم نهاية الشهر الحالي، وسنتّخذ خطوات مختلفة بشأن ذلك، ونحن لا نسمح لأحد بأن يصبح بديلاً عن الدولة في تركيا. بحسب قوله