شهدت منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة عدة تغيرات جذرية متعلقة بالتنظيمات الإرهابية المتطرفة، حيث خرج الأسبوع الماضي تنظيم يدعى «جند الخلافة» في الجزائر نفذ عملية إعدام رهينة فرنسي بعدما أعلن مبايعته ل «داعش»، مما أثار التخوفات حول تمدد هذا التنظيم في منطقة شمال إفريقيا، لا ىسيما وأنه ظهر مؤخرًا بالمغرب مجموعات أخرى تبايع «داعش». العديد من الخبراء تحدثوا عن مخاطر تلك التنظيمات وتنامي نفوذها بالمنطقة، قال السفير "سيد أبو زيد" مساعد وزير الخارجية الأسبق إن تنظيم ما يعرف باسم جند الخلافة الذي ظهر مؤخرًا في الجزائر لا يبعد كثيرًا عن التنظيمات التي تزعم برفع شعار الدين وتأخذه ستارًا لتنفيذ جرائمهم، مؤكدًا أن الدين الإسلامي بريء من هذه الجماعات التي تحلل وتحرم ما تريد. وأوضح "أبو زيد" ل«البديل» أنه ليس غريبا ظهور جماعات تبايع «داعش» بالجزائر ففي جميع دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تعتمد هذه الجماعات المسلحة على إلهاب مشاعر الشباب من خلال استدراجهم وإبهارهم بأنهم ذوي العقيدة الصحيحة ليشاركوا معهم دون تفكير في تنفيذ عمليات إرهابية وتفجيرات لتحقيق مصالح معينة ربما سياسية حتى تشيع الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن هناك أطفالا تظهر في هذه الجماعات يتم تدريبها من الصغر على أيدي عناصر إرهابية لتنفيذ عمليات وتفجيرات كبيرة بالمنطقة. وأكد الدبلوماسي السابق أن الرؤية المصرية صحيحة في ما يتعلق بأن العالم يواجه إرهابًا دوليًا ليس متمثل في تنظيمات معينه مثل «داعش» أو أخرى، إنما نواجه إرهابًا يهدد العالم بأكمله، ويتمدد آجلا أو عاجلًا من الحدود الداخلية للدول التي تواجهه ومن ثم إلى مناطق إقليمية ودولية. وأضاف "أبو زيد" أن ظهور الفيديوهات المتعلقة بإعدام الرهائن الأوروبيين لدى تنظيم «داعش» تأتي على أساس تقديم عملية ترويع لمواطني الدول التي تشارك في التحالف الإقليمي حتى يتم الضغط على الحكومات والابتعاد عن المشاركة والتحفظ خوفًا على سلامة المواطنين الآخرين الأسرى لديهم ولكن يحدث العكس فينقلب السحر على الساحر وتقوم الدول المتحفظة من المشاركة والرافضة بالتجمع لتنفيذ هجمات وضربات استباقية لهذا التنظيم خوفًا من تمدد وتهديد مصالحهم. من جانبه قال السفير «رؤوف سعد» سفير مصر السابق بروسيا ومساعد وزير الخارجية الأسبق إن تعدد التنظيمات الإرهابية بالمنطقة وظهور بعضها يبايع «داعش» يوضح أن المسألة لها جانبين إيجابي وسلبي، مؤكدًا أن الجانب السلبي نتيجة حالة السيولة والفوضى التي سادت المنطقة العربية فأصبح هذا الجو هو المثالي للجماعات المتطرفة بالإضافة أننا نرى موجة جديدة من الإرهاب ليس من النوع التقليدي. وأضاف "رؤوف سعد" أن الخطير في هذا الموضوع إننا نرى أن نوعية المجموعات التي تنضم إلى هذه التنظيمات الإرهابية، ليست المجوعات التقليدية التي كانت تنضم في السابق كالفقراء وخلافه، إنما هي طبقة متوسطة تميزت بالمشاركة الاجتماعية عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى ان هذه التنظيمات تمول نفسها عن طريق السيطرة على حقول النفط ومناطق الثروات، وبالتالي أنت تشاهد جماعات إرهابية على درجة عالية من التدريب والتمويل. وفي السياق ذاته، قال السفير "رخا أحمد حسن" مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ظهور تنظيمات أخري بالمنطقة مثل «جند الخلافة» بالجزائر ليس غريبا فبالرجوع إلى أصل جميع هذه التنظيمات الإرهابية بما فيهم تنظيم «داعش» في العراق سنلاحظ إنها كانت فرع من القاعدة في العراق لكن لأسباب ترجع لخلافات سياسية أو فكرية يخرج علينا كل فتره تنظيم باسم مختلف، ولكن تحت مبادئ واحدة ومنهج واحد متمثل في الفكر القاعدي التكفيري مؤكدًا أن تسمية هذه التنظيمات تأتي حسب التغيرات الإقليمية. وأضاف "رخا" أن المهم ليس المسمى بقدر ما نتعرف على الأهداف التي يرجون تحقيقها والجرائم البشعة التي ترتكب يوميًا بحق مدنين وأفراد عزل من السلاح، مؤكدًا أنه في كل الدول وبالأخص منطقة الشرق الأوسط ستجد مجموعة تؤيد هذا الفكر المتطرف مستشهدًا بما تسمي جماعة «بيت المقدس» في مصر وما تعرف ب «أنصار الشريعة» في ليبيا و«جبهة النصرة» في لبنان وسوريا مشددًا أن هذه الجماعات تم إنشاؤها تحت أعين الإدارة الأمريكية لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار بالمنطقة.