"أردوغان" رئيس الوزراء لم يختلف كثيرا بعد توليه رئاسة تركيا، لا سيما فيما يتعلق بالسياسات الخارجية حيال بعض دول المنطقة وفي مقدمتها مصر، فبعد مطالبة قطر لقيادات الإخوان بمغادرة أراضيها، سارع "أردوغان" ليرحب بهم على الأراضي التركية، طبقا لما أكدته وسائل الإعلام المحلية أمس. التصريح الذي صدر عن "أردوغان" أثار الحديث عن طبيعة العلاقات بين القاهرةوأنقرة خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل وجود توترات سابقة بين البلدين منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق "محمد مرسي". وفي هذا السياق؛ قال السفير "رخا أحمد حسن" عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن ترحيب "أردوغان" بقيادات الإخوان المسلمين بعد طردهم من قطر لا يعبر عن موقفه الشخصي فقط، إنما هي سياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم المنتمي للإخوان أيدلوجيًا، ويسيطر على جميع مقاليد الحكم في تركيا، موضحًا أن تغير رئيس الوزارء التركي، ليخلفه "أحمد داود أوغلو" لم يعط أي مؤشر إيجابي نحو مراجعة أنقرة لعلاقاتها مع مصر. وأكد "رخا" أنه ليس غريبًا على تركيا استمرار دعم الجماعات الإسلامية المعتدل منها والمتطرف أوحتى المتشدد، بدليل انها هي الراعية لتنظيم "داعش" الإرهابي، الذي تدربه على أراضيها وتمده بالسلاح، وتفتح له الحدود مع سوريا؛ لإسقاظ نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرًا إلي رفض تركيا التوقيع على "بيان جدة" حتي لا تشارك في عملية التصدي ل"داعش". وحول تأثير ذلك على العلاقات المصرية التركية مستقبلا، قال "الرخا" إن هناك فروق بين العلاقات الاقتصادية والسياسة، فلا يتأثر الجانب التجاري والاستثماري نسبيًا بما يحدث من مناوشات سياسية، إنما على الصعيد السياسي والدبلوماسي، فيظل هناك توترا فى العلاقة بين البلدين والذي جاء على إثره سحب السفير المصري من أنقرة . وأضاف "الرخا" أن "أردوغان" ما زال لدية طموح بتنفيذ مشروعة على أساس التمدد في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الوضع التركي مختلف تمامًا عن القطري في ما يتعلق بالدعم الإخواني بالمنطقة؛ لأن هناك ضغوطا خليجية ومصرية تمارس على الدوحة، بينما انقرة ليس عليها ضغوط خارجية تجبرها على التراجع عن دعم الإخوان. وفي السياق ذاته، قال السفير "عادل العدوي" مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ترحيب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بقيادات الإخوان المطرودة من قطر هو قرار يعبر عن سياسة الدولة التركية ورئيسها "أردوغان." وأضاف "العدوي" فى تصريحات ل"البديل"، أن جميع دول العالم، الآن يحاربون الإرهاب، مؤكدًا أن إيواء تركيا لجماعة الإخوان المصنفة إرهابيًا في مصر والسعودية وبعض البلدان العربية، قد يغير نظرة المجتمع الدولي نحوها.