قال اللواء نبيل أبو النجا أحد مؤسسي فرقة 999 بالصاعقة المصرية إن أمر التدريب والتأهيل من الجانب المصري للقوات الليبية ليس بجديد، فقد كانت هناك كتائب ليبية تأتي إلى القاهرة للتدريب، كما أرسلت مصر قوات الصاعقة المصرية لتدريب القوات الليبية من قبل، لافتاً إلى أن اللواء خليفة حفتر الليبي تلقى تدريب فرقة صاعقة فى مصر، وخاض مع مصر حربها فى 73، مشيرًا إلى أن التعاون العسكري بين مصر وليبيا بشكل عام كان قائماً، والآن أصبح ضرورة لعدة أسباب أهمها الأمن القومي المصري. وأضاف "نبيل" أن العناصر الإرهابية التى تتمركز فى ليبيا بعضها يأتي إلى مصر، لذلك نناشد القوات المسلحة بضرورة التنسيق مع ليبيا ليصل التعاون إلى الحدود المصرية الليبية وإقامة بوابات حديدية، وتغطية مسافة 1045 كيلو مترًا ممتدة بين البلدين، وهي منطقة مفتوحة، مشيراً إلى أن الإرهابيين حين يجدون تضييقاً أمنيًّا فى سيناء ينتقلون إلى المناطق الصحراوية المجاورة للحدود الليبية، والعكس صحيح، لذلك فإن السيطرة الكاملة على هذه المنطقة وعلى الحدود الممتدة بين البلدين ضرورة حتمية. وأكد "نبيل" أن مصر لا تطمع فى شبر واحد من أراضي أي دولة عربية، والقوات المسلحة مهمتها هي تأمين الأمن القومي المصري، سواء من الأخطار الداخلية أو الخارجية، لذلك يجب أن تبادر مصر بضرب معاقل الإرهابيين المتطرفين في ليبيا بعد أخذ الإذن من السلطات الليبية والتنسيق معها، كما لا يجب أن نلتفت للأمم المتحدة أو مصطلحات حقوق الإنسان وكل تلك الأشياء؛ لأن الأمر يتعلق بسلامة وأمن المواطن المصري، و90 % من المشكلات والعمليات الإرهابية فى مصر سببها المتطرفون الذين يدخلون من هناك، ونرصد تجمعات الإرهابيين فى 4 بؤر أساسية وهي: "خليج المردة، الفتايح، مصراطة، دارنا"، كما أن التهديدات تأتي بطول ال 1054 كيلو الحدودية؛ ولذلك فأخذ إذن ليبيا والتنسيق معها حول الأمر سيكون مفيداً للطرفين، خاصة أن القوات الليبية إمكانياتها ضعيفة في مواجهة الإرهاب، ومصر لديها القدرة والقوة والإمكانيات؛ مما يمكنها من ضرب البؤر الإرهابية فى أماكنها بدلاً من أن تدخل إلى هنا ونبحث عنها فيما بعد. وأنهى اللواء نبيل حديثه قائلاً "المنطقة العربية بالكامل لم يعد فيها جيش قوي ومتماسك سوى الجيش المصري، فالجيش العراقي تم تدميره، كما تم ذلك مع الجيش السوري، ونحن ساعدنا الدول العربية كثيراً فى تدريب الصاعقة لديهم، وأسست شخصيًّا وحدة الصاعقة الكويتية، كما تدرب كل من عبد الفتاح يونس وجابر حواز عضوي مجلس الثورة الليبي في فرق الصاعقة المصرية وذلك عقب ثورة الفاتح". ومن جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية والاستراتيجية إن ليبيا من حيث المفهوم السياسي دولة فاشلة، فلا دولة بمؤسسات هناك، والميلشيات المتفرقة تتقاتل فى أرجاء ليبيا والانقسام سيد الموقف، كما أن هناك حديثًا عن تقسيم ليبيا إلى 3 أقاليم، وهذا الأمر تدرك خطورته مصر وذاقت مرارته من قبل، مشيراً إلى أن حادث الفرافرة الإرهابي الأخير جاء من خلال ليبيا، والسيسي عندما كان فى زيارته الأخيرة لأديس أبابا التقى الرئيس الجزائري بوتفليقة، واتفقا على لقاء آخر فى الجزائر؛ لبحث سبل الأزمة الليبية؛ حيث إن ليبيا دولة جوار لكل من مصر والجزائر. وأضاف "اللاوندي" أن "مصر تهتم بشكل أساسي بما يحدث فى ليبيا، وأعتقد أن ذلك جيد، ولا ضرر في أن تقدم مصر المساعدات للجانب الليبي، وأعتقد أن بعض الهيئات التى تمثل الشعب الليبي والنظام الليبي الحقيقي لن ترفض عرض مصر، بل سترحب به، ولكن هناك فئات أخرى معادية لمصر لن تقبل وستسوق لأكاذيب، وعلينا أن ننتبه لذلك". وأشار "اللاوندي" إلى أن شكل المساعدات التى قد تقدمها مصر من الممكن أن يكون مساعدات لوجيسيتة، مثل تموين الطائرات، وتدريب قوات الأمن، وفتح معسكرات تدريب لها، وتقديم برامج لرفع كفاءة الجنود، وبرامج لمكافحة أي قوات شغب، سواء داخليًّا أو خارجيًّا. وأكد وحيد الأقصري رئيس الحزب العربي الاشتراكي أن ما يحدث فى ليبيا يمس الأمن القومي المصري بشكل مباشر، والجماعات المتطرفة إذا تركت هكذا من المؤكد أن تواجدها سيمتد لمصر بشكل أوسع من الآن، فالحدود بين مصر وليبيا شاسعة، ومن الصعب جدًّا السيطرة عليها بنسبة 100%، لهذا أظن أن العرض المصري بتدريب وتأهيل قوات الأمن الليبية يؤكد إحساس الدولة المصرية وتيقنها الكامل أنه يجب أن تقوم بدور فاعل لمساعدة الشعب والجيش الليبي. وأضاف الأقصري أن مصر أعلنت من قبل أنها لن تتدخل بشكل عسكري فى ليبيا، وهذا أنا أؤيده تماماً؛ لأن مشاكلنا الداخلية تحتم علينا أن نركز فيها، ولكن عملية تدريب وتأهيل الليبين سواء تكتيكيًّا أو ميدانيًّا واستراتيجيًّا هو أمر مفروض علينا، وهناك اتفاقية الدفاع المشترك لمجابهة الأخطار التى تواجه الدول ومنها خطر الإرهاب. وحول تقبل ليبيا للمساعدات المصرية من عدمه قال الأقصري "ليبيا ليس لديها بديل، كما أنها تعلم أن الجانب المصري هو الأقدر على المساعدة في مثل تلك الظروف، كما أن ليبيا نفسها طلبت ذلك من مصر مراراً وتكراراً، والجانبان الرسمي والشعبي الليبيان سيرحبان بمساعدة مصر، ولكن علينا الحذر، فالمتطرفون الإرهابيون وأعوانهم فى بلادنا العربية من الإخوان والسلفيين سيرفضون الأمر ويصورونه على غير حقيقته للشعوب العربية.